عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2014, 07:57 PM
المشاركة 46
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل هناك منطقة عفو الإسلام ؟

قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ " المائدة 103

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً، ثم تلا {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا " أخرجه البزار والطبراني من حديث أبي الدرداء بسند حسن ، و حسنه الألباني

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما قـال: سمعـت رسـول الله صلي الله عـليه وسلم يقول: (إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب)

قال الله تعالى :"مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " الحشر (7)

ما تشير إليه هذه الأدلة هنا أن هناك منطقة عفو في الدين الإسلامي سكت عنها الشرع و يستعمل فيها الاجتهاد وفق قواعده و ضوابطه بالنسبة للعالمين و العارفين بشؤون الدين ، وأعجب كيف لا تعفو عن الإنسان وقد عفا الله عنهم ولم يلزمهم بدقائق الحياة كلها كما يوحي كلامك ، و الله عز و جل لا يؤاخذنا باللغو في أيماننا بل يؤاخذنا بما كسبت قلوبنا . فلا تحاصر الناس في كل اتجاه . بل أخي الكريم كان الرسول صلى الله وسلم لا يحب كثرة السؤال التي تؤدي إلى كثرة التشريع ، الذي يؤدي إلى كثرة الالتزامات ، التي تؤدي بدورها إلى كثرة المعاصي . وتذكر كيف كان الرسول يسأل التخفيض في الصلاة من ربه . هل كان يعني ذلك أن كثرة الصلاة غير مفيدة ، لا بالطبع ، لكن التخفيف على المؤمن أولى ، و ما فعل ذلك إلا بإذن ربه .

يتبع