عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2015, 06:17 PM
المشاركة 12
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]

سأحاول التركيز على نقط بعينها حتى لا أرهقك معي يا أستاذ جاد
عظم الله أجرك ..
بالنسبة لكلامك عن عامة المصريين القدماء .. لاشك أنني لا أحب لهم
أن يكونوا قد لقو ربهم على الشرك .. وقد تعلمت حينما أسأل عن حال شخص معين
مات من طائفة معينة غير مسلمة أن أقول : إن كان مات على الشرك فهو في النار ..
وما يدريني حاله حينما مات .. ما دام ليس هناك نص فيه بعينه ..
لكن حينما نأتي للحكم على الطائفة كلها بالعموم لا شك .. نقول اليهود
في النار .. النصارى في النار .. هذا حكم عام نعني من مات منهم على تلك الملة
الباطلة .. بدون تعيين .. التعيين لابد أن يكون بنص .. مثل فرعون
وهامان وإبليس وغيرهم ..
نأتي لقاعدة كما تكونوا يولى عليكم ..
ساكتفي هنا بكلام ذهبي للإمام ابن القيم يوضح القاعدة ويبينها أفضل مني وهو إمام حجة ..
قال ابن القيم :
(( تأمل حكمته تعَالى في أن جعل مُلوك العِبَاد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمَالهم!
بل كأن أعمالهم ظَهرت في صور ولاتهم وملوكهم؛ فإن استقاموا؛ استقامت ملوكهم؛
وإن عدلوا؛ عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم.
وإن ظهر فيهم المَكر والخديعة؛ فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا
بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا
ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه،
وضربت عليهم المُكوس والوظائف، وكلُّ ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة.
فعُمَّالهم ظهرت في صُور أعمالهم.
وليس في الحكمَة الإلهيَّة أن يُولِّي على الأشرار الفجار إلا مَن يكون من جنسهم.
ولما كان الصَّدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتُهم كذلك؛ فلما شَابُوا شابت لهم الولاةُ.
فحكمه الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلاً
عن مثل أبي بكر وعمر؛ بل ولاتُنا على قدرنا، وولاة مَن قبلنا على قدرهم.
وكل من الأمرين موجب الحِكمة ومقتضاها.
ومن له فطنه إذا سَافر بفكره في هذا الباب رأى الحكمة الإلهية سائرة في القضاء
والقدر ظاهرة وباطنة فيه كما في الخلق والأمر سواء)).
انتهى

وبالنسبة لموقف صواحب يوسف عليه السلام .. فبعد أن طلب الملك النساء اللاتي قطعن أيديهن ..
قال تعالى : ((قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن
سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ))
قال ابن كثير : قال الملك: (ما خطبكن) أي ما شأنكن وخبركن
(إذ راودتن يوسف عن نفسه) يعني يوم الضيافة

وكذلك قول امرأة العزيز الجريء : ((وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ ))
عند ذلك قال الصديق : قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ
الدعوة والكيد كان جماعياً .. يعني الدعوة كانت عامة من النساء ليوسف أن يطيع زوجة العزيز .. وإلا ...

بانتظار كل ما هو جديد ومفيد من مشاركاتك يا أستاذي الكريم



[/justify]