عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2015, 03:22 PM
المشاركة 14
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]هذه المرة نضيف نقطة أخرى كنت قد نسيتها في التعليق
على موضوع الربط بين عدم ذكر عقاب عام أباد الأمة المصرية
قديماً والربط بين ذلك ومسألة الإيمان وعدمه ..
لكن أولا أعود للنقطتين السابقتين ..
مسألة كما تكونوا يولى عليكم .. ليس معناها عندي أنه لو تسلط حاكم
كافر على شعب مسلم أنهم صاروا كافرين لأن كما تكونوا يولى عليكم .. لكن لو أطاعوه في كفره كفروا .. وينبغي أن يعلم أنه لم يسلط عليهم الكافر إلا بذنوبهم .. لكن الكلام على التلازم
بين حال المحكومين والحاكم .. سواء كانت بلاد مسلمة أو غير مسلمة تجد دائماً الحاكم صورة مجمعة من شعبه ..
وهذا لا يعني عدم وجود الفئات المستقيمة في المجتمع .. ففي زمن العبيدية
في مصر كانت الأسكندرية مركزاً للسنة وفيها العلامة الطرطوشي
الكلام هنا على مجموع الشعب وليس على كل فرد فيه .. هؤلاء المجموع ستجد حالهم ينعكس على حال حكامهم كما ذكر ابن القيم ..
وهذا الكلام أنت متفق معي فيه .. لكن التطبيق على قدماء المصريين هو موطن النزاع بيني وبينك .. أنا عندي الأصل في بلاد مصر في تلك الفترة الشرك .. وبنيت كلامي في التلازم بين حال حاكمهم وحالهم على هذا الأساس مستئنساً به .. يعني هناك توافق بين فرعون وبين شعبه من المصريين على عكس علاقته مع بني إسرائيل
القائمة على الاضطهاد والاحتقار ..
نأتي للنقطة الثانية .. مراودة النساء ليوسف .. وهذه من المسائل التي
هي محل اجتهاد فيما أعتقد وقد وجدت كلام لشيخ الإسلام في مجموع فتاويه ذكر احتمال هذه المراودة وأن النصوص تدل عليها ..وبين أن المراودة من النساء لم تكن لأنفسهن .. لو كان هذا قد تطرق إلى ذهنك من كلامي .. فليس هذا قصدي وهو غير معقول .. ولكن المراودة كانت ليقبل طلب زوجة العزيز ..
قال رحمه الله :
والنساء أعظم الناس إخبارًا بمثل ذلك ، وهن قبل أن يَسْمَعْنَ قولها قد قُلْنَ فى المدينة‏:‏ ‏‏‏امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ‏} ‏[‏يوسف‏:‏ 30‏]‏، فكيف إذا اعترفت بذلك وطلبت رفع الملام عنها‏؟‏ وقد قيل‏:‏ إنهن أعنَّها فى المراودة، وعذلنه على الامتناع، ويدل على ذلك قوله‏:‏ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ‏} ‏[‏يوسف‏:‏ 33‏]‏، وقوله ‏{‏‏ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ‏[‏يوسف‏:‏ 50‏]‏، فدل على أن هناك كيدًا مَنْهُنَّ، وقد قال لَهُنَّ الملك‏:‏ ‏‏‏مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 51‏]‏، فهن لم يراودنه لأنفسهن، إذ كان ذلك غير ممكن، وهو عند المرأة فى بيتها وتحت حجرها، لكن قد يكنَّ أعنَّ المرأة على مطلوبها‏.
انتهى

وهذا ما أميل إليه وهو ظاهر النصوص المستدل بها والله أعلى وأعلم ..
نأتي للنقطة الأولى ..

قولك : لأننى قلت أن الشعب المصري كان مقهورا بحكم فرعون ولم يكن يؤمن به كإله ولا حتى كحاكم صالح
وسكوتهم بالقهر والإرغام لا ينفي وجود الإيمان فيهم بوجود الخالق ولا يجعلهم على (درجة) شرك فرعون بالطبع وإلا لماذا عافاهم الله تعالى من العذاب وقصر عذاب الغرق على فرعون وقومه وجنوده فقط ..؟!

أقول : ليس هناك خلاف لو كنت تثبت بقايا إيمان عند القوم
وليس أصل الإيمان .. كذلك استدلالك ببعض عبارات وردت في القران على إثبات وجود الإيمان مثل ( قلن حاشا لله) و( هذا ملك كريم) .. فتلك العبارات ( وأنت معي في هذا ) لا يمكن ان نثبت بها أصل الإيمان الذي يخرج به العبد من الشرك إلى التوحيد .. أصل الإيمان لابد أن يثبت بتوفر شروط لا إله إلا الله وأركانها وانتفاء نواقضها ..
غاية ما يمكن أن تثبت بهذه العبارات ..أن ثمة بقايا إيمان وبقايا من دعوة الانبياء
والرسل كان عند القوم ..
يعنى هم مشركون لكن ليس كشرك فرعون
وبلا شك الكفار درجات في الكفر .. فلو كان هذا قصدك ..وأظنه كذلك.. فنحن متفقين والحمد لله ..

وكذلك لو كنت تستدل بعدم إفناء الله للأمة المصرية مع فرعون وجنده بقصد وجود خيرية وأصالة معدن مع بقايا إيمان عند ذلك الشعب الطيب ساكن وادي النيل .. فهو الحق إن شاء الله فهى أرض طيبة مباركة بإذن الله
وأسأل الله لك ولي التوفيق والسداد ..[/justify]