عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2013, 03:32 PM
المشاركة 184
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الشاطر في بذلة شرطة ...

في المنزل ازداد قربه من أبيه ، ويرى في أمه أعظم إنسانة على وجه الأرض ، فهي خدومة عطوفة ضحوكة لعوبة ، هي وحدها من تسميه عليّا ، الكل يناديه بالشاطر ، حتى المدرسة انتشر فيها اللقب بشكل غريب ، وأصبح عليّ شخصية عامة بعد ظهوره على شاشة التفاز المحلي عند نجاتهم من الغرق . أكسبه ذلك الظهور شعبية لعائلته في بلدتهم ، و منحه ذلك كثرة المعارف في السوق ، في حديقة الألعاب ، في النادي و في المدرسة . لم يحس يوما بضغط الشهرة ، بل يرى نفسه أن قلبه يسع هذه الجماعة الكبيرة ، و يتصرف بشكل ملائم تماما ، عفوية تمنح سلوكاته قبولا عند الكل .
ازداد اهتمامه بسوسو فلا يزال يصاحبها في رحلاته القصيرة في المدينة عند نهاية الأسبوع ، يصطحبها عادة إلى الشاطئ وهناك يركضان في مرح وشغب ، يصطاد لها سمكة و بين الفينة والفينة يطلق حجرا من مقلاعه صوب طيور تحب التحليق على مقربة من الماء .
الخالة طامو تزور أمه كل نهاية أسبوع تسترجعان ذلك اليوم العصيب ، لا يزال فؤاد طامو ينزف خوفا من تلك الرحلة ، كلما تذكرتها ترى الموت ماثلا أمام عينيها ، فتغلبها قشعريرة تحمر على إثرها ملامحها .

في الفصل أصبح الشاطر قائد القسم ، يستشيره الجميع ، ينظم مجموعات الألعاب ، يتلهف التلاميذ لاكتساب وده ، علاماته تروق أكثر فأكثر لأساتذته ، سلوى ساعدها كثيرا على التأقلم مع محيطها الجديد ، رافقته يوما إلى منزلها و قدمته لأبيها وأمها ، أحب علي عيني الشرطي اللتان تحملان علامات استفهام ، أعجبه شنبه القصير ، ابتسامته الماكرة ، لم يعرف بعد إن كان نجح في جعله يطمئن إلى رفيق ابنته . همهم الشاطر : " الشرطة قلوبهم ميتة ، لا يثقون بأحد " أم سلوى أحبت الصبي ، ورأت فيه علامات طفل ناضج ، طفل متماسك ، طفل يساعد ابنتها كثيرا على التأقلم ، قدمت له هدية بسيطة ، ساعة جيب ، شكرها كثيرا على هذا اللطف .