عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2015, 05:41 PM
المشاركة 13
مصطفى الطاهري
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
اقتباس
كل المساحيق لوجهها الطويل، كل الأصباغ وكل الألوان...- تجمل، قيل له، مد شكلك الممشوق، تضمخ بالعطر والشذى، ارفل في أبهى الحلل، واحك للعابرين عن الجمال والبهاء، عن محاسن مولاتك الثلاثة : النصب الممدود إلى السماء دون حياء، مخابئ اليمام الذي لم يأت بعد، والقرود التي تتناسل في الأقفاص، فاحك، احك عن العبقرية والعيون التي لاتنام...وأنت يا صاحبي ، يا من لا يسكت عن الكلام غير المباح، احذر إن سرحت عن وجهها الطويل، وتهت هنا وهناك، أن تمد عينك في أي مكان، فالفخاخ منصوبة حتى في الهواء، وإن ابتعدت قليلا وكان الليل وأعمدة الأضواء انطفأت مصابيحها، ورأيت شمعة تحترق في العراء فتلك هي، تأكل ذاتها وتستحم في الرماد،


كل الأصباغ لوجهها الطويل ,نعم إنه الوجه وما أهمية عري الجسد المهم أن يظهر الوجه بكامل حلته وجماله ليخفي كل ذلك العري ,وتجميله بفعل إرادة من يريدون أن يظهر جماله ليس إلا ليسوقوا من خلاله محاسنهم الزائفة ,وأي حكايا تلك التي ستروى , وأي حرف سيحوف نصب رفع إلى السماء بدون حياء ,وأي سلام عندما يهجر اليمام المخابيء ,وأي تناسل ذاك الذي ليس فيه إلا الغرائز البهيمية ,
هنا أراد الأستاذ الطاهري أن يفجر صاعق الحالة في ذماء وجداننا ليضعنا في قلب المشكلة الحدث والتي تشي بواقع غارق بالسطوة والضبابية رغم سطوعه في مفردة الاستاذ الطاهري وكأنه أراد أن يقول هذا المكان لايجمل ولاتطاله العناية إلا لغاية لاتلامس ساكنيه وإنما للتعمية على واقع حالهم ,وإبراز واقع سلطوي استبداي قمعي يلجم الأفواه إلا عن الكلام المفصل على قياسه وما الأفخاخ المنصوبه إلا دليلاً على ذلك حتى أن الهواء لم يسلم منها ,رغم ذلك تقرأ الأمل في تلك الشمعة التي تسطع هناك عندما تنطفيء مصابيح ذات الوجه الطويل لتتجلى هي هناك وتستحم برماد لن يكن إلا جذوتها الباقية ......
كل التقدير للأستاذ مصطفى ......يتبع .
لا تسعفني الكلمات أخي البهي زياد في التعبير لك ، عن مدى تقديري واعتزازي الكبيرين
بقراءتك العميقة هاته، والتي أصابت عمق النص بما للكلمة من معنى ...
وأنا إذ أعبر لك عن امتناني الكبير لما أوليته لهذا النص من اهتمام بالغ ، وما أخذ ذلك
من تفكيرك ووقتك ، أتقدم إليك بخالص مودتي وصادق محبتي ، وهذا لا يوفيك حقك
مما تستحقه من تقديري وإعجابي ، ودمت بهيا عزيزا