عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4655
 
هايل القنطار
من آل منابر ثقافية

هايل القنطار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
20

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Apr 2013

الاقامة

رقم العضوية
12052
10-28-2014, 02:34 PM
المشاركة 1
10-28-2014, 02:34 PM
المشاركة 1
افتراضي هل تغير المنظمات التطوعية من دورها في المجتمع؟؟
عرف العالم العربي على مدى التاريخ غير نوع من العمل التطوعي، بدءا من الفزعة وانتهاء ببناء المؤسسات الخيرية التي ترعى الفقراء والمرضى وأصحاب الحاجات الخاصة وغيرها. إلا أن هذا العمل بمعظمه- رغم تطوره- بقي يتسم بطابع البر والإحسان ، ولم يرق بعضه إلى العمل المؤسساتي إلا منذ عقد من الزمن. بينما بقيت أعمال معظم المنظمات التطوعية وعلى رأسها الجمعيات الأهلية على ما درجت عليه سابقا.
لكن مع انتشار ثورة تكنولوجيا المعلومات، والاطلاع على ما تفعله الهيئات العالمية المماثلة ، بدأت تلك المنظمات تشعر أن عملها الروتيني لم يعد يحظى بالاهتمام الذي تنشده، وأن المواطن والحكومة أصبحا يقيٍمان عمل المنظمة الأهلية، من خلال مساهمتها في عمليات التنمية، سواء منها الاجتماعية أم الثقافية وحتى الاقتصادية.
وبدأ الجميع – حتى المستفيدين من خدمات الجمعيات الأهلية- يعون أهمية الانتقال من مفهوم العمل الخيري إلى مفهوم العمل التنموي. وأصبح ينظر إلى العمل التطوعي على أنه مكون من مكونات رأس المال الاجتماعي،وثروة اجتماعية واقتصادية هامة لها دورها في عملية التنمية الشاملة ،ففي المجال الاجتماعي يمكن لهذه المنظمات أن تساهم في الحفاظ على القيم الأخلاقية للمجتمع، كما يمكنها إيجاد شراكة حقيقية مع المؤسسات الحكومية، تستطيع من خلالها تعميق مفهوم المساواة والشفافية ، وإتاحة الفرص، والحد من الفساد والالتزام بالأنظمة والقوانين , وتنمية حس المواطنة ، وتقوية التفاعل بين فئات المجتمع المحلي، وتكوين رأي عام بأهمية المسؤولية الاجتماعية بخاصة لدى الشركات والمؤسسات الاقتصادية ، المتناسية لدورها المتمثل في دعم قضايا المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
أما في مجال التنمية الاقتصادية فبإمكان المنظمات الأهلية والجمعيات على وجه الخصوص أو بعضها على الأقل ، المساهمة في حل مشاكل البطالة بما توفره من فرص عمل في مشاريعها التنموية ، والمساهمة في تعظيم الدخل القومي من خلال ما يقدمه أعضاؤها المتطوعون من أيام عمل مجانية في نشاطات بيئية واجتماعية وثقافية متنوعة . وهو إن تم تفعيله ليس بالشيء القليل كما تشير الإحصائيات العالمية.هذا بالإضافة لما يمكن أن يكسبه المتطوعون أنفسهم من خلال شغلهم لأوقات فراغهم واكتسابهم لخبرات جديدة ، وتحقيق لذواتهم وشعورهم بأنهم أعضاء نافعون في المجتمع .
ولا شك أن الواقع الذي عرضناه وملخصه أن معظم الهيئات التطوعية لم ترق بعد إلى ما هو مطلوب منها، وأن القائمين عليها مازالوا يركزون جل اهتماماتهم على الخدمات الموصوفة بخدمات البر والإحسان ... هذا الواقع بدأ يتغير في معظم أقطارنا العربية ، ولكن هل منظماتنا الأهلية في وضعها الراهن بقادرة على تمثل هذا التوجه، وما هي العقبات التي تحول دون تحقيقه??
لا شك أن مجموعة من الجمعيات العربية بخاصة التي ظهرت مطلع هذا القرن ، تمثلت هذا التوجه وتعمل على تحقيقه ولها بصمات واضحة وملموسة سواء على الصعيد الاجتماعي أو على الصعد التنموية الأخرى
إلا أن جمعيات أخرى كثيرة ما زالت عل تقليديتها وبعض السبب في هذا ملقى على عاتق الحكومات ، كما أن الضعف الذي تعاني منه الجمعيات الأهلية في مجال العمل التنظيمي والمؤسساتي عامة لم يعالج على النحو المطلوب. ولا شك أن ما تعانيه هذه الجمعيات من غياب الإدارة الرشيدة يلعب دورا في تدني إنتاجيتها. ناهيك عن ضعف المحاسبة وانتفاء الشفافية في العمل، وفي الانتخابات وفي النشاطات عامة.
ولهذا يجمع المهتمون بهذا الشأن على أن تطوير الأنظمة والقوانين والتدقيق على قضايا المحاسبة والشفافية، وإجراء ورش العمل الهادفة إلى تغيير الأفكار والتركيز على أن يكون العمل مؤسساتيا ، والقناعة من طرف المسؤولين بأهمية هذا القطاع وإمكانية استثماره لصالح التنمية.... وغيرها تشكل واحدة من الحلول التي يأملها هؤلاء.
وأخيرا فإن المؤمل أن تعمل منظماتنا الأهلية في العالم العربي ،لتغيير الأدوار التي درجت على لعبها في مجتمعاتها المحلية ، وأن تسعى لجعل العمل التطوعي سلوكا اجتماعيا يهدف إلى استكمال النقص في خدمات الدولة . والنظر إليه على أنه إحدى الوسائل التي تساهم في تعميق الوحدة الوطنية من خلال إذكاء روح المواطنة والانتماء ، ليصبح بإمكاننا بعدها أن نحجز لنا مقعدا مناسبا في المبادرات التطوعية العالمية.