عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2014, 05:06 PM
المشاركة 6
هايل القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ الاستاذ زياد القنطار
تحياتي وأشواقي الحارة لك ، وشكرا على مشاعرك اللطيفة.
انتشرت في السنوات الأخيرة ببلدنا ، ظاهرة الجمعيات الأهلية بعد توقف دام أكثر من عشرين عاما ، واستبشرنا في ذلك خيرا ، انطلاقا من مفهوم ضرورة اشراك المجتمعات المحلية في عمليات التنمية عامة .
الا أن النتيجة لم تكن كما أردناها ، عدد محدود من الجمعيات كانت بحق جمعيات فاعلة. أما بقية الجمعيات فكانت واجهة لمصالح شخصية ( وجاهة ،عباءة ، دعم فئة محددة وهكذا ). وفي محافظتنا كانت الصورة أوضح ، حيث بلغ عدد الجمعيات الآن قرابة السبعين جمعية وهذا ما جعلنا في المرتبة الخامسة من حيث عدد الجمعيات بينما نأتي في المرتبة قبل الأخيرة في عدد السكان .( بالنسبة للمحافظات السورية). المتابعون لقضايا المجتمع لم يلحظوا فرقا كبيرا بين ما كان عليه العمل الاجتماعي من قبل وما هو حاصل اليوم، رغم ما يمر به القطر من أزمات. ويعود أكثر السبب إلى أن هذه الجمعيات ـ إذا افترضنا حسن النية!_ وجدت لغايا ت آنية ( تقديم مساعدات للفقراء ) ومع هذا ليس بصورة دورية (مرة في السنة أو مرتان) هل هذا الاسلوب يحل مشكلة الفقر ؟ قطعا لا! ما المطلوب إذن ؟ أن تقوم هذه الجمعيات بدراسة مشكلات المجتمع والسلوكيات المعمقة للفقر ، وإيجاد المشاريع التي تساعد الفقراء على تجاوز فقرهم . ليس بالضرورة أن تكون هذه المشاريع اقتصادية ، قد تكون ثقافية خذ مثلا : ان تتبنى بعض الجمعيات تشجيع الناس على زراعة حدائقهم المنزلية ( في الريف خاصة) ألا يحل ذلك جزءا من مشكلة عدم توفر الخضار ( كيلو الفجل ب200 ل .س كيلو الخس ب150 ومثله البصل والبقدونس وكلها تصلح زراعات منزلية . وأن تعمد جمعيات أخرى على توعية الناس التخفيف
من الانفاق الاستهلاكي_ الآعراس مثلا - والكف عن كرم الجا ه . أما جمعيات البيئة فتركز على تدوير النفايات الحيوانية لاستخدامها في التدفئة بدلا من قطع اشجار الآحراش، في ظل فقدان مواد التدفئة الأخرى، وهكذا البقية.
ملخص القول : على الجمعيات أن تعمل على تعديل عقلية المواطن كي يصبح منتجا بدلامن أن يبقى مستعطيا . بالطبع الموضوع أعمق من ذلك يدخل فيه الاقتصاد والسياسة والساسة الذين عنيتهم وأمور أخرى كثيرة .ولكن ركزت أنا على ما له صلة بالمقال أعلاه ....
مع فائق التحية