عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2011, 08:15 PM
المشاركة 3
علي آل علي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بما إن إحساس اليتيم يتأجج ويترنح في نفسه ويظهر له بنقص تام أمام من حوله فإنه بمعاناته تلك قد يسلك إحدى الإتجاهين ، فإما إبداع لا حدود له ، أو إنحدار إلى مستوى يرثى له ..

قد يكون حبيس نفسه لسنين طوال وفي لحظة صحوة يفجر الدنيا إبداعاً وتلك الغفلة إنما هي التساؤلات والإستفهامات قد تصل إلى تناقضات في الشخصية ومرض ووهن لفقدانه ذلك الإحساس والإستشعار بأب فقده أم أم فقدها .

اليتيم يجلس معه نفسه كثيرا له قدرات عجيبة وهبت له بديلة عن مافقد فحكمة الله أولا ثم مجريات الملكة البشرية فلو نظرنا إلى أي إبداع كان لوجدناه لم يكن إذ كان إلا بعدما يمر صاحبه بتلك الصفعات من الحياة ، تتبعثر أجزاءه هنا وهناك فيعود بهمة ويجمعها وينطلق .
وكما قيل الحاجة أم الإختراع ومعناه لم يكن هناك إختراع إذا لم يكن هناك حاجه .

فالسبب متسبب في إلتماس الحل له .

اليتم حالة من حالات أدت إلى الرقي والتميز كما أنه حالة من الحالات أدت إلى الجنون والإنكسار .
قد تكون الحالة الأولى هي البادرة فتحجم وتحجم حتى تصل إلى حد لايمكن أن تتعداه فتنتكس إلى الحالة الأخرى ألا وهي الجنون أو الإنكسار .

العاقل منا مهما كان ، يتيم ، لطيم ، منكسر ، مجروح ، من أصحاب المآسي حينما تكون له الفرصة ويجد نفسه في التميز أن يحتسب ذلك لأجر من الله عز وجل وأنا لا تصيبه فتنة الإعجاب أو فتنة الغرور .
فهؤلاء إن كانوا من طلاب العلم الشرعي فهم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة وإن كانوا من غير ذلك كصاحبنا المتنبي فإنه يصل درجة الجنون فيصاب بالعظمة وتبرز شخصيته بها فينقاد إلى المهالك بعدها ...

الأستاذ أيوب ناصر .
شكرا لك على ما ذكرت
في حفظ الله ورعايته