الموضوع: نهاية بداية
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3138
 
السيد علوان
من آل منابر ثقافية

السيد علوان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
8

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jan 2015

الاقامة

رقم العضوية
13521
01-15-2015, 11:40 AM
المشاركة 1
01-15-2015, 11:40 AM
المشاركة 1
افتراضي نهاية بداية
نهاية بداية
ياله من يوم أشرق في خلجات قلبي بشعاع الذكريات ، أسير في طريقي نحو عملي ولكن أشواقي تسير عكس الاتجاه ، كلما رأيت سحابة أنظر إليها وكأنها تحمل لي رسالة من بريد الماضي ، وكلما مررت بشجرة أثمرت بداخلي لوعة الحزن على ما فات ، وها قد استيقظت من ذكرياتي وصلت إلى عملي ، إحساس يراودني بأن القدر يدخر لي مفاجأة ، ولكن السؤال هل ستكون منحة منه أم محنة أخرى لا مكان لها في قلب قد ازدحمت فيه الأحزان ؟ نظرات عيني شاردة ، ضربات قلبي متتابعة ، همسات روحي خافتة .
وأنا على هذا الحال إذ بالقلب ضرباته تزاداد وتزداد وكأنها دخلت سباقاً عنيفاً لخيل قد أسرعت الخطى نحو المجهول ، عينايا تحدقان وكأنها مجهراً تكبر من خلاله الأشياء ، أحدث نفسي بين لهفة الوجد ، وبين خوف المصير ، هل هي فعلاً ما تراها ؟؟؟؟ هل أنت في عالم الواقع أما زلت تغوص في أمواج الخيال ، وبعد صراع بين أمنياتي وبين مرارة الخوف مما سيكون واقعاً ، أصل إلى بر الحقيقة ، إنها هي ، أواااااااااااااااه ، حبيبتي التي لم أرها منذ أن طرق الحزن باب قلبي ، ودخل واستطاع احتلالي بدون مقاومة مني .
نظرت إلى عينها فوجدتها قد سبقتني بسهام نظراتها ، ووجدت فيها كل ما فقدته طيلة هذا الوقت الذي مر علي بدونها ، ها أنا ذا أرى كل الذكريات المتتايعة تنساب علي كسيول البحر الهائج الذي يغمرني بأحزانه ، مشهداً تلو مشهد ، وصورة تلو صورة ، وكأن عيناها آلة زمن عادة بي إلى الوراء ، أحدثها حبيبتي فترد بكلمات كاللؤلؤ الذي يلمع ، أقول لها : حبيبتي لو أرادوا أن يقتلعوا حبك عندي لا حل لهم إلا أن يقتلعوا قلبي من صدري ، فحبكي تمتد جذوره في أعماق أعماق قلبي لا يمكن أبداً أن يموت إلا بالموت ، فترد علي بأن حبي في قلبها قد غرس فأنبت أجمل الثمرات .
وفجأة يسدل الستار ، وتتعطل آلة الزمان ، وأعود لواقع قد أغلق علي ضلوعه كقضبان الحديد ليسجنني بعيداً عنها ، ذهبت وأخذت أشواقي ترافقها ، تبعد خطواتها شيئاً فشيئاً وهي تتلفت لعلها تعطي مشاعري قبلة الحياة ، ولكن توقفت جميع الحواس عن العمل ، وودت لو أستطيع أن أجذبها إلى أحضاني ، وأغلفها بلهفة حبي ، ولكن لم يمنعني سوى هذه الطفلة التي تشبهها وكأنها نسخة صغيرة منها ، تقول لها هيا ياحبيبتي فأباكي ينتظرنا بالخارج .
لملمت أوراق الذكريات ، وجمعت تلاليب شوقي ، وقلت كالعادة لتكن هذه نهاية البداية من جديد .
بقلم سيد علوان