عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2016, 07:24 AM
المشاركة 21
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قريباً.. رجال آليون يؤلفون القصص والروايات ويكتبون المقالات
Nov 26, 2016

لندن ـ «القدس العربي»: تتسارع وتيرة التطور في مجال الذكاء الصناعي الذي يبدو أنه سيجعل الإنسان الآلي بديلاً عن الإنسان الطبيعي في مجالات لا يتوقعها أحد، لتخرج أحدث وأغرب الادعاءات مؤخراً بأننا سنجد إنساناً آلياً في المستقبل يكتب القصص والروايات والمقالات الصحافية والمقطوعات الأدبية.
ورغم أنَّ القصص والروايات والأعمال الأدبية تتوقف على الإبداع وقدرة الإنسان على ابتكار أفكار جديدة ومن ثم صياغتها وكتابتها، وهي أعمال لا يمكن -حتى الآن على الأقل- لأي آلة أو جهاز القيام بها، وإنما يتوقف أمرها على الأشخاص الطبيعيين الفعليين، فيما كشف خبير تكنولوجي مؤخراً أنَّ مؤلفي المستقبل سيكونون من الروبوت أو «الإنسان الآلي».
ونقلت جريدة «دايلي ميل» عن المؤلف والخبير التكنولوجي روبن سلون قوله «إنها مسألة وقت فقط حتى يتمكن الذكاء الصناعي من ابتكار روبوت قادر على القيام بالمهام الكتابية، بما في ذلك كتابة رسائلنا الالكترونية، ووثائقنا وحتى كتابة الروايات والقصص في المستقبل».

روايات الخيال العلمي

وقال سلون، وهو مؤلف معروف، إن علم الذكاء الصناعي الذي يقوم خبراء الكمبيوتر والتكنولوجيا بتطويره في العالم بشكل متسارع يدرس كيف يمكن اختراع «روبوت» يقوم بكتابة روايات الخيال العلمي، في اشارة إلى أن «الروبوت» قد يكون حتى أكثر قدرة من عقل الإنسان على تخيل المستقبل، وتوقع ما الذي سيجري في العقود والسنوات المقبلة.
وكان سلون يتحدث خلال مؤتمر علمي متخصص انعقد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، كما أنه أحد أبرز الكتاب المعروفين الذين نبغوا في مجال الخيال العلمي، حيث كتب الكثير في هذا المجال خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في عدد من المجلات، فيما تمكن العلم الحديث حالياً من ابتكار بعض الأشياء التي كانت في ذلك الحين مجرد خيال علمي.
وحسب «دايلي ميل» فإن «الروبوت» يستطيع حالياً أن يقدم للناس اقتراحات بخصوص بناء الجمل أو كيفية كتابة أجزاء من الرسائل، ويقترح أيضاً أجزاء من الكلام وبعض الكلمات المتداولة، ويقوم بتصحيح الأخطاء، وهو الأمر الذي يمكن أن يكون دليلاً على أن الإنسان الآلي يمكن أن يحل بديلاً عن البشر في أعمال الكتابة في المستقبل.
وخلال المؤتمر المشار إليه في كاليفورنيا تمكن الخبير التكنولوجي سلون من تجربة رجل آلي يقوم بابتكار بدايات لقصص خيال علمي، ونجح في وضع بعض الجُمل والكلمات والأفكار.
ويقول علماء التكنولوجيا إن «الإنسان الآلي» الذي يقوم عملُه على أساس «الشبكات العصبية» والتي تشبه الخلايا الدماغية الموجودة في رأس الإنسان هو «روبوت» لديه قدرة فائفة على التعلم، فيما يؤكد سلون أن تكنولوجيا الذكاء الصناعي سوف تتمكن يوماً ما من الكتابة بأسلوبنا، مشيراً إلى أن «الروبوت يمكن ان يقوم باستخدام النصوص المكتوبة من قبل الإنسان من أجل أن يتمكن من الكتابة بالنمط البشري نفسه».
ويضيف: «بمقدورك طبعاً تدريب الشبكات العصبية على كتابة نصوص كبيرة الحجم». ويتابع: «بمقدورهم استخدام القواعد اللغوية ووضع الكلمات في مكانها وتجميع هذه الكلمات بطريقة مثيرة للاهتمام، وأعتقد أن من الممكن أن يستخدموا طرقاً جميلة وغير متوقعة في الكتابة والصياغة والتحرير».
وانتهى سلون إلى القول: «أنا متأكد تماماً وبنسبة مئة في المئة أننا بعد عدد من السنوات سوف سوف يكون لدينا إنسان آلي يقوم بالتحرير اللغوي وكتابة النصوص».

تهديد للوظائف

وتقول العديد من التقارير إن الإنسان الآلي يمكن أن يحل بديلاً عن البشر في العديد من الوظائف والمجالات خلال السنوات المقبلة، حيث حذرت الأمم المتحدة مؤخراً من تأثير هذا الأمر على الوظائف التي لا تتطلب مهارات عالية في البلدان النامية ومن انتفاء الحاجة إلى العمالة الرخيصة، وهو ما يمكن أن يكون كارثياً.
وحسب تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) فإن من الممكن الاستعاضة عن ثلثي مجموع فرص العمل في العالم النامي من خلال الاعتماد على النظم الاوتوماتيكية التي أصبحت أكثر انتشارا في مجال صنع السيارات والالكترونيات.
وجاء في التقرير: «إن زيادة استخدام الروبوتات في البلدان المتقدمة قد تحد من الاعتماد على العمالة المنخفضة التكلفة الموجودة في البلدان النامية، وإذا اعتُبرت الروبوتات شكلا من أشكال رأس المال وبديلا موثوقا للعمال ذوي المهارات المتدنية، فسيؤدي الأمر إلى تقليل حصة العمالة البشرية في اجمالي تكاليف الإنتاج».
وبالرغم من أن هذه الخطط افتراضية، فإن الصين الزاخرة بالأيدي العاملة الرخيصة ستنضم هي الأخرى إلى ثورة الروبوتات، حيث يقول التقرير: «تشتري الصين سنويا منذ عام 2013 المزيد من الروبوتات الصناعية أكثر من أي بلد آخر. وبحلول نهاية العام الحالي من المرجح أن تتفوق على اليابان كأكبر مشغل للروبوتات الصناعية في العالم».

روبوت يتعلم من البشر

وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يعمل فيه العلماء على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد تطوير «الروبوت» الجديد على مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم من المواقف التي تواجهه خلال عمله.
وحسب المعلومات المتوافرة عنه حتى الآن فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يُمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله.
وبهذه التطورات التي تشهدها صناعة الـ«روبوت» في العالم بات من الممكن أن نجد رجالا آليين يوماً ما في إمكانهم التنبؤ بما سيحدث وتوقع السلوك البشري، إضافة إلى تقليد سلوكيات البشر والتعلم منهم وإتقان أعمالهم اليومية.
وقال الدكتور رودريك غروس من قسم التحكم الآلي والأنظمة الهندسية في جامعة «شيفيلد» البريطانية إنَّ البحث الذي يجري العمل عليه حالياً يستخدم اختبارات تسمى «تورينغ» تهدف للكشف عن كيفية عمل النظام الذي يتم اختباره، وهو ما سيمكن الباحثين من توجيه عمليات التعلم التي يقوم بها الإنسان الآلي.
ويؤكد الأستاذ الجامعي البريطاني أن اختبارات «تورينغ» يمكن أن تكون نموذجاً قوياً جداً لإيجاد ذكاء إصطناعي على مستوى الذكاء البشري.
وكان فريق من العلماء الألمان قد نجح سابقاً في تطوير «روبوت» يُحاكي طريقة سير الإنسان يحمل اسم «هيكتور» هو الأول من نوعه حيث يمتلك مفاصل مرنة وهيكلا خارجيا خفيفا للغاية، وهو ما يجعله فريدا في نوعه ومجهزا أيضاً بعدد كبير من أجهزة الاستشعار.