الموضوع: صيف حار ...
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
15

المشاهدات
4094
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
10-28-2013, 02:25 AM
المشاركة 1
10-28-2013, 02:25 AM
المشاركة 1
افتراضي صيف حار ...
صيف حار
__________

ألقى نظرة على زوجته يمني النفس بأن يعود إليها في ليلة حارة، تتلألأ فيها حبات العرق على جسد لدن مطاوع، لكنه طرح جانبا أفكاره البوهيمية، لا وقت للحب إلا بعد أن ينجز بحثه العلمي الدقيق المنكب عليه من فترة، وحان موعد تقديمه في صباح الغد.

اعتذر بلطف وانسحب للعمل الجاد في غرفة مكتبه، وإذا بصوت يشق سكون الليل كهدير شاحنة تطلق بوقها بأعلى صوت. أحس بارتجاج طبلتي أذنيه، وهذا شتت انتباهه فلم يعد قادرا على التركيز، البوق اللعين مستمرا في عزف نشازه، ولم تفارقه صورة رئيسه الغاضب، حتما لن يرحمه، لن يتقبل منه أي تبرير عن تأخيره، وعلى الأرجح هذا سيتسبب في خسارته الترقية الكبرى الموعود بها.

غاضبا مد رأسه من الشباك مناديا سائق (الجيب) المكشوف: - أرجوك، كف عن الضجيج فورا، لكنه تجاهله واستمر في إزعاجه دون أي بادرة اهتمام بالآخرين.

" تبا له من سائق غليظ، لم أعد أتحمل الضجيج" قال يتميز غيظا، بدأ يغلي ويتصاعد غضبه، لم يعد قادرا على كبح جماح ثورته وصار هدفه إسكاته، بدون انتباه تناول ثقالة ورق حادة ملقاة على مكتبه، بعنفوان دون تفكير قذفها بقوة عبر النافذة باتجاه السائق.. فأصابت صدغه وأردته قتيلا في الحال..

هرول إلى الرجل يريد مساعدته، لكن لا فائدة لا نفس فيه..

- يا للهول، ماذا اقترفت؟ أزهقت روحا.. وصرت في مصاف القتلة والمجرمين..

عاد إلى بيته يفكر في مصيبته نادبا حظه، لكن ضميره الحي لن يسمح له بالتهرب من جريرة أعماله، حسم الأمر بالاتفاق مع زوجته القلقة بوجوب تسليم نفسه للشرطة، وعليه تم حبسه بضعة شهور لحين صدور الحكم.

تبين خلال التحقيق أن القتيل سيء السمعة، وهو مجرم سكير يتاجر بالمخدرات مطلوب للعدالة بتهم سطو مسلح..

استمرت محاكمته عدة جلسات.. ترافع فيها أحد أمهر المحامين، وقامت بتوكيله جهة عمل العالم للدفاع عنه.

في جلسة تلاوة الحكم جال بنظره باحثا عن زوجته لكن خاب رجاءه لم تحضر. بالنهاية أدلى القاضي حكمه بصوت متعب، أفاد في حيثيات الحكم أنه لا يوجد قصد جنائي، بل أراد المتهم أن يلفت نظر السائق التعس. بناء عليه ولانتفاء القصد المعنوي فإن الحادث يعتبر قضاء وقدر، وأصدر حكم براءته وإخلاء سبيله في الحال.

في طريق عودنه وصلته رسالة من رئيسه مهنئا، منوها شاكرا بخصوص التقرير الذي أنجزه قي السجن وأعلمه عن حصوله على جائزة دولية، وأن منصبه الجديد مازال ينتظر، كادت فرحته تكتمل لولا غياب زوجته المقلق لم ترد على أي من اتصالاته، وعند وصوله البيت لم يجدها بانتظاره لا بل وجدها غارقة في سبات عميق، وقد تخففت من ثيابها..

استيقظت عند حضوره، هبت تعانقه معتذرة.. قائلة:
- أهلا بك يا عزيزي.. كنت متأكدة من براءتك، لكن آسفة لم أسطع حضور محاكمتك، فلقد أمضيت ساعات الهجود الليلة الماضية تحت شباك القاضي، أطلق زمارة السيارة بشكل متواصل، وصار لا بد لي من الراحة، تعبت وتخدرت يداي تماما..






تمت: ريما ريماوي.





أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.