الموضوع: صيف حار ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2013, 12:31 AM
المشاركة 7
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
صيف حار
__________

لم يحتمل صوت البوق اللعين، لقد استمر لساعات طويلة، يقطع تركيزه أثناء إعداده بحثا دقيقا، حان موعد تسليمه صباح اليوم التالي، ورئيسه لن يرحمه إن تأخر.

مد رأسه من الشباك ينادي السائق، ويطالبه بالتوقف فورا عن الإزعاج في سكون الليل، لكن الرجل لم يستجب لندائه وواصل ذلك.

ثارت ثائرته، بتلقائية ودون تفكير، قام بقذف ثقالة الورق الحادة بعنف من نافذة غرفته.. باتجاه صاحب السيارة وتفاجأ لما وقعت عليه مباشرة فأردته قتيلا..

هاتف البوليس وأعلمهم بالحادث، وقام بتسليم نفسه، حبس إثرها عدة أشهر لحين موعد المحاكمة، في يوم جلسة الحكم عليه.. جاب بعينيه أرجاء المحكمة باحثا عن زوجته لكن خاب أمله لما لم يجدها.

نطق القاضي حيثيات الحكم ببراءته وقد بدت عليه علامات التعب والإرهاق، وبين أن الحادث قضاء وقدر، وأمر بإخلاء سبيله على الفور...

عاد إلى البيت يكاد يطير فرحا، لكن خاب أمله إذ لم يجد زوجته في انتظاره، بل غارقة في سبات عميق... وقد تخففت من ملابسها بسبب ارتفاع درجة الحرارة فوق المعدل العام، أحست بوجوده، فتحت عينيها وهبت تعانقه معتذرة.. قائلة:

- آسفة يا عزيزي لم أسطع حضور المحاكمة، إذ أمضيت ساعات الهجود الليلة الفائتة.. تحت شباك القاضي، ويدي على البوق لم أنفك عنه ولا لحظة...



تمت: ريما ريماوي.



نفس النص ق ق ج



صيف حارررر
__________

لم يحتمل ذلك البوق اللعين الذي استمر لساعات طويلة في سكون الليل، وهو يعد بحثه الدقيق الذي يحتاج
كل التركيز، فما كان منه إلا أن قذف ثقالة الورق الحادة من نافذة غرفته، لتقع مباشرة على صاحب السيارة وترديه قتيلا..
بعد أشهر من الحبس، جاء الحكم ببراءته.. خرج فرحا، وخاب أمله لما لم يجد زوجته في انتظاره، وصل البيت فوجدها غارقة في سبات عميق... وقد خففت ملابسها في يوم قائظ، صحت عليه وابتسمت تعانقه وتعتذر:
- آسفة يا عزيزي لم أسطع حضور المحاكمة، إذ أمضيت ساعات الهجود الليلة الفائتة.. تحت شباك القاضي، ويدي على البوق لم أنفك عنه ولا لحظة.

بدءاً أود الإعراب عن إعجابي بفكرة النص، وبهذه الطاقة التخيلية الجميلة.
وأعتقد بأن صياغة النص وفق أسلوب القصة القصيرة جداً، قد شذَّبته من بعض الزوائد - لا كلها - وجعلته أكثر حبكة.. مع تحفظي على مسألة إعادتها من حيث التكثيف والاختزال.
فوددتُ مناقشة النص لا نقده..
سيدتي الجميلة:
مما لا يخفى عليكم أن اللغة الشعرية هي من أهم عناصر نجاح هذا الجنس.
لكن اللغة التقريرية في هذا النص.. كانت هي المهيمنة.
وهذا لايعني غياب الثيمة الجميلة، والخاتمة غير التقليدية.. التي تُحسب للنص طبعاً.
لذا بات علينا التوقف عند الإشكالات التالية:

* "استمر"..
(فعل ماضٍ) كما هو معلوم.. وأجد أن الجملة ستكون أدق، لو ألغينا فعل "يعد" (المضارع).. بإعادة صياغة الجملة "بإعداد البحث.. . إلخ." مثلاً.
ومما يعزز الذي أوردناه.. ما جاء بـ (العُقْدَة) التي أنشأت صراعاً أثار فعل ديناميكية النص بـ "قَذَفَ ثقّالة الورق" كونها جاءت جملة فعلية ماضية.

* "وخاب أمله" على اعتبارها واو حال صحيحة، ولكنها فقدت شرعية هذا التصنيف بإسلوب الصياغة.

* مما لايخفى على جنابكم الموقر أن "هَجَدَ" تعني "سَهَرَ / نام ليلاً / صلَّى في الليل"
وهنا لم أفهم المعنى المبتغى، إضافة إلى ورودها في جملة كانت تحتاج إلى صياغة أتم.. فجملة "ساعات الهجود الليلة الماضية" تشكو من ضعف واضح.

* تعبير "يدي على البوق" يستوجب أن يكون الفعل الناقص "ما انفك" الذي يعني "ظل أو واصل" يعود على اليد المؤنثة.

* أما "ولا لحظة" فهذا - رغم انه تعبير مجازي - إلا أنه خطأ سردي بائن.. حيث استحالة استمرار ذلك.

* لا أجد مبرراً لجملة "وقد خففت ملابسها في يوم قائظ" كونها لاتخدم النص بإضافة أو تنويه.

* "صحت عليه" صَحَت على ماذا؟.

وأخيراً.. لابد من قول كلمة حق..
هذا النص له أميزية من حيث الفكرة، وخصوصاً الخاتمة.
مع أسمى اعتباري أيتها الفاضلة.