عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2014, 06:17 AM
المشاركة 5
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا الصديقة الكاتبة هند طاهر
كل التحيه لكم استاذنا لما افضت به من معلومات قيمه نحن بأمس الحاجه لمعرفتها


بارك الله فيك .. وشكرا جزيلا لتقديرك
هناك واقعه تمت في زمن رسولنا الاكرم --عليه افضل الصلاة والسلام -- حينما ارسل احد الصحابه -- واظنه حذيفه بن اليمان -- ليستطلع اخبار قريش بالمعسكر المجاور لهم انذاك -- وكانت شتاء وبرد شديد ... وللواقعه تفاصيل ..
وان كانت لديك تفاصيلها .. فلا تبخل علينا بها

نعم هى واقعة مشهورة وقد رواها حذيفة بن اليمان نفسه رضي الله عنه وهذا هو الحديث بتمامه
( عن محمد بن كعب القرظي، قال:
قال رجل من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبد الله، أرأيتم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصحبتموه؟
قال: نعم يا ابن أخي.
قال: فكيف كنتم تصنعون؟
قال: والله لقد كنا نجهد.
قال: فقال: والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض، ولحملناه على أعناقنا.
قال: فقال حذيفة: يا ابن أخي، والله لقد رأيتُنَا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالخندق، وصلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هَوِياًّ من الليل ، ثم التفت إلينا فقال: "مَنْ رجل يَقُومُ فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع" - يَشْرِطُ له رسول الله، صلى الله عليه وسلم- الرَّجْعَة- "أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة؟".
فما قام رجلٌ من القوم، من شدَّة الخوف، وشدَّة الجوع، وشدَّة البرد، فلمَّا لم يقم أحد دعاني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلم يكن لي بدٌّ من القيام حين دعاني، فقال:
"يا حذيفة ! اذهب فادخل في القوم، فانظر ماذا يصنعون، ولا تُحْدِثنَّ شيئاً حتى تأتينا".
قال: فذهبتُ فدخلتُ في القوم والرّيح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تُقِرُّ لهم قِدْراً ولا ناراً ولا بناءً.
فقام أبو سفيان، فقال: يا معشر قريش، لينظر امرؤ مَنْ جليسه؟
قال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي، فقلت: مَنْ أنت؟
قال: فلان ابن فلان.
ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش، إنَّكُم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكُراع والخفّ، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولَقِينَا من شدَّة الريح ما ترون، ما تطمئنُّ لنا قِدْرٌ، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإني مرتحل، ثم قام إلى جَمَلِهِ وهو معقول، فجلس عليه، ثم ضربه، فوثب به على ثلاث، فوالله ما أُطلق عقاله إلا وهو قائم، ولولا عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إليَّ "أن لا تُحْدِثَ شيئا حتى تأتيَني"،لو شئتُ، لقتلتُه بسهم.
قال حذيفة: فرجعتُ إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو قائم يُصلي في مِرْطٍ لبعض نسائه، مُرَحَّل
فلمَّا رآني أدخلني إلى رجليه، وطرح عليَّ طَرف المِرْط. ثم ركع وسجد، وإني لفيه، فلمّا سلَّم أخبرتُه الخبر، وَسَمِعَتْ غطفان بما فعلت قريش، فانشمروا راجعين إلى بلادهم
قال ابن إسحاق: ولما أصبح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، انصرف عن الخندق راجعا إلى المدينة والمسلمون، ووضعوا السلاح )

والواقعة نستنبط منها العديد من الأحكام الفقهية والدروس المستفادة ولا شك أن أول درس هو جواز استخدام أعمال التخابر سواء فى الحروب أو حتى فى السلم ..
وليس هذا هو الدليل الوحيد فالقاعدة الأصولية فى الفقه تقول ( ما لا يتم الواجب إلا به .. فهو واجب )
وكذلك حديث الحرب خدعة ..
وكلها أدلة تصب فى وجوب استخدام الحيلة والتخابر ضد العدو طلبا للنصر وكون هذا العمل داخلا فى حد الاستطاعة المطلوب من المسلمين لمواجهة أعدائهم ..
وهناك أيضا كمية دروس مستفادة كثيرة من الواقعة منها على سبيل المثال عدم تمنى موهة العدو وأن نسأل الله العافية , فليس المرء خليقا بأن يحكم على نفسه بالصمود فى واقعة لم يشهدها فمن الأدب مع الله تعالى ألا يزايد المرء فى الوطنية أو الإنتماء على غيره من المسلمين فيقول لو كنت حاضرا لفعلت كذا وكذا ..
ومن الدروس أيضا أهمية إطاعة الأوامر بدقة فى ميدان القتال
فالطاعة المطلقة فى ميدان القتال واجبة وليست كحالها فى ميدان السلم والأفكار لأن الحرب لها أولويات أخرى
وتخيلوا معى لو أن حذيفة خالف أمر الرسول عليه السلام وقام بقتل أبي سفيان عندما سنحت له الفرصة , إذا لمات الرجل كافرا !

مرور اولي ولي عوده ان شاء المولى لاتمام القراءه بتمعن

أنت على الرحب والسعة دائما ..