عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2013, 01:31 PM
المشاركة 1367
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مشاهدات من حياة يتيم «3-4»

سمير محمد
نقلا عن صحيفة الشرق حيث نشرت بتاريخ ٢٠١٢/١٢/٣٠



عندما بدأت تتشكل روحي ووجداني كشاب في بداية المراهقة، يحتاج إلى احتواء روحي ومتابعة أسرية وإرشاد وتوجيه، وأصبحت حينها أحس بفراغ روحي، وشتات وجداني مؤلم من جراء الوحدة، والغربة الروحية كإنسان أعيش وحيداً في دار كل من فيها يؤدي عمله الوظيفي كتأدية واجب محدد الساعات والأيام، وقد مررت بعدة مواقف أثرت في نفسي حد الألم ومن تلك المواقف ما يلي:
• يمر «اليتيم» بثلاث مراحل أثناء احتضانه ورعايته من قبل الشؤون الاجتماعية، المرحلة الأولى منذ سنته الأولى حتى يصل عمره ست سنوات وتسمى مرحلة «دار الحضانة الاجتماعية أو الإيوائية»
- ومن ثم عندما يتخطى عمر الطفل ست سنوات ينقل للمرحلة الثانية وتسمى « دور التربية الاجتماعية» ويبقى فيها الطفل حتى يصل عمره اثنتي عشرة سنة،
- ثم ينتقل للمرحلة الثالثة وتسمى»مؤسسات التربية النموذجية» ولكل مرحلة فصل مؤثرات نفسية ومكانية ووجودية يعتري «اليتيم» فيها تغييرات في البيئة الإيوائية والتربوية تؤثر بشكل مباشر على نفسيات «الأيتام» ويكون لها أثر سلبي يتسبب في تقلبات نفسية وسلوكية في التصرفات وفي السلوك.

•ومن المواقف المؤلمة أنني أثناء دراستي كنت من المتفوقين في الدراسة، وعادة ما يكون هناك اجتماع فصلي لأولياء أمور الطلبة لتكريم الطلبة المتفوقين، وأكون من ضمن المكرمين، وكان يؤثر في نفسي حد الألم عندما أرى آباء وأولياء أمور الطلبة يفرحون بأبنائهم ويأتون بصحبتهم للفرح بتكريم أبنائهم، ولم أحس يوماً بطعم التكريم بل أستلم جائزتي وأجلس منطوياً وحيداً في إحدى الزوايا أذرف دموعا حارقة ممزوجة بألم الوحدة وقهر الحرمان من الأبوين، ومن الأسرة، حتى وإن رافقني أحد المشرفين أو العاملين بالدار، فإنه مجرد موظف يؤدي مهمة عمل مكلف بأدائها ليس إلا.. فوظيفته التي يكلف بها تحتم عليه أن يذهب معي.
• كذلك كان من المؤثرات النفسية التي تزعجني وتزعج «الأيتام» أن أسماءنا لم تكن مريحة لنا، فتتم تسميتنا من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية بالتفاهم مع وزارة الداخلية بأسماء مركبة قد تكون غريبة على المجتمع، وتدل دلالة واضحة أننا «مجهولو الأبوين» كانت تلك الأسماء تسبب لنا إحراجاً وتساؤلات في ظل مجتمع مأزوم بالتساؤلات والفضول ومغرم بالتساؤل عن الأحساب والأنساب والخلفيات القبلية والاجتماعية، خاصة إذا كان الاسم غريبا؛ فإنه يكون محفزاً لتساؤلات المجتمع بشكل ملح، ومن جراء هذه الأسباب يقوم بعض»مجهولي النسب» بتعديل أسمائهم عندما يكبرون، خاصة إذا تبناهم أحد من المجتمع ، وكنت محظوظاً أن «الشيخ» الذي عملت بشركته لاحقاً أثناء المرحلة الجامعية صار بيني وبينه ثقة وتآلف روحي و»كيمياء» خاصة من الود والحب والتقدير، وعندما عرف «سري» وخلفيتي الاجتماعية وأنني من»الأيتام» طلب مني أن يقوم بمساعدتي على تغيير اسمي بموافقة من الجهات الرسمية.
ومضة حقيقة:
«ليس من سمع كمن رأى» فليس هناك صدق ووضوح أكثر من أن يقيِّم بَوْحك ونَوْحك من يعرف ألمك تماماً، وقد غمرتني الدكتورة موضي الزهراني مديرة وحدة الحماية الاجتماعية في منطقة الرياض واختصاصية عملت بدار الرعاية لمدة «12» عاما، وخصصت مقالتها يوم الجمعة بجريدة الجزيرة في زاويتها «روح الكلمة» لتقييم تجربتي وسيرتي منذ كنت بالدار.


==

ان اردت التعرف على اثر اليتم ومآسي وظروف الطفولة على الدماغ وصناعة العبقرية حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية ...انقر على الرابط ادناه .

http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg