عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2015, 03:41 AM
المشاركة 49
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لا تنفعل و خذني على قدر عقلي البسيط ، و لن أقول لك كما قال سقراط صرت أعلم يوم علمت أني لا أعلم شيئا ، و لا أنفي أن لدي بعض معرفة رغم قصورها البين ، التي وهبني إياها ربي من غير حول مني و لا قوة ، و لن أجحد نعمة أنعمها علي ربي ، بل أقول حمدا لك ربي ، لكن أيضا لن أدعي علما وافرا ، فاعتبرني أقل منزلة في العلم من كل الذين عرفتهم في حياتك ، وحتى أقل من ذلك البسيط الذي يحاول أن يتعرف الأبجديات الأولى ، و لك مني أن لا ينقش اسمك و لو مثقال ذرة من كره في قلبي بتوفيق من ربي ، اعتبرني ذلك التلميذ الذي يحب أستاذه و يعترف له بمنزلته الكبيرة ، لكن فيه بعض نشاط زائد ، أو يحاول بين الفينة والفينة أن يتذاكى على أستاذه . فلربما لنا في قصة موسى عليه السلام رغم الفارق العظيم بعض من الدرس ، يوم ظن عن حسن نية و هو النبي الأحق بالعلم أنه أعلم الناس فأرسل له الله من يعلمه بعضا مما يجهله . فعلمه أن ما يعلمانه معا هو ما يمكن أن ينقره منقار طائر في بحر .

أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال : أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا جعفر بن عون قال : أخبرني أبو عميس ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب قال : جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : يا أمير المؤمنين ، إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ، فقال : أي آية هي ؟ قال : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فقال عمر : والله ، إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والساعة التي نزلت فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية يوم عرفة ، في يوم جمعة . رواه البخاري ، عن الحسن بن صباح . ورواه مسلم ، عن عبد بن حميد ، كلاهما عن جعفر بن عون .

رأيت حكمة عمر رضي الله عنه : يخاطب يهوديا و يسمع منه ، فأجابه بلباقة أن الجمعة عيد و عرفة عيد ، و لم يقل له بجفاء ماذا تريد؟ و لم ينهره لجهله ، و لم يتذاكى عليه ويقول له أكمل الآية ، واتبع دين الإسلام يا جاهل . و لكن أين نحن من هؤلاء العظماء الذين يعلمون الحق حقا و يتبعونه .

من قال لك أن كل الذين آمنوا حقا منذ بداية الخلق إلى نهايته ليسوا مسلمين .

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يونس (90)

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ الحج (78)

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ فصلت (33)

هذا لا غبار عليه يا أستاذي الكريم ، لكن هل اليهود اليوم مسلمون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل النصارى اليوم مسلمون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهل دينهم وضعي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهل هم وثنيون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و هل يمكن أن لا نعتبرهم بعد اليوم من أهل الذمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و هل هناك طريقة لنميزهم فنتعلمها منك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قلت لك درج القول على تسمية دينهم باليهودية . ودرج القول على تسمية دينهم بالنصرانية . و ديننا هو الإسلام و هي ما تبقى من الأديان في العالم اليوم التي تستند على كتاب منزل من عند الله ، لذلك درج القول بتسميتها بالأديان السماوية الثلاث . وكل ذلك لتصنيف اليهود ، عن المسيحيين عن المسلمين . ثم بعد ذلك للتفريق بينهم و بين الوثنيين و اللادينيين .

هل أنت متخصص في علم الأديان ؟ و إن كانت لك طرق أخرى للتصنيف فهاتها ، فبلا عصبية و بلا انفعال ، علمنا مما علمك الله .



قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في تعقيبه على أحد الكتاب: "أما قول الكاتب: ( وإننا نحترم جميع الأديان السماوية ) فهذا حق ، ولكن ينبغي أن يعلم القارئ أن الأديان السماوية قد دخلها من التحريف والتغيير ما لا يحصيه إلا الله سبحانه، ما عدا دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه وخليله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فقد حماه الله وحفظه من التغيير والتبديل، وذلك بحفظه لكتابه العزيز وسنة رسوله الأمين عليه من ربه عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ حيث قال الله عز وجل: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) . فقد حفظ الله الدين وصانه من مكايد الأعداء بجهابذة نقاد أمناء ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وكذب المفترين، وتأويل الجاهلين. فلا يقدم أحد على تغيير أو تبديل إلا فضحه الله وأبطل كيده. أما الأديان الأخرى فلم يضمن حفظها سبحانه، بل استحفظ عليها بعض عباده، فلم يستطيعوا حفظها؛ فدخلها من التغيير والتحريف ما الله به عليم ..." ( مجموع فتاواه ، 2/183-184) .


قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: "قد يُسمع ما بين حين وآخر كلمة "الأديان الثلاثة"، حتى يظن السامع أنه لا فرق بين هذه الأديان الثلاثة؛ كما أنه لا فرق بين المذاهب الأربعة! ولكن هذا خطأ عظيم، إنه لا يمكن أن يحاول التقارب بين اليهود والنصارى والمسلمين إلا كمن يحاول أن يجمع بين الماء والنار". ( خطبة يوم الجمعة، 15/1/1420هـ. نقلاً عن رسالة "دعوة التقريب بين الأديان" 1/32 ) .


فقال الدكتور أحمد القاضي تعقيباً على هذا المنع: "ما قاله حق لا مرية فيه بالنظر إلى المدلول الشرعي لكلمة دين، وهو ما بعث الله به أنبياءه ورسله، فهو واحد لا يتعدد؛ وهو "الإسلام". ولكن بالنظر إلى المعنى اللغوي الدال على العادة والشأن ومطلق الطاعة فإن الأمر واسع، فيتناول الدين الحق الذي هو الإسلام، وسائر البدع والضلالات والأحوال والتقاليد التي يسير عليها بعض الناس. ولهذا قيد الله تعالى لفظ "الدين" في مواضع من كتابه فقال: ( أفغير دين الله يبغون ) ، ووصفه بما يُخصصه فقال : ( دين الحق ) ، و ( الدين القيم ) ، و( دين القيمة ) ، و ( دينًا قيما ) . كما أضاف سبحانه لفظ "الدين" إلى غيره، فقال : ( ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ) وسمى ما عليه المنحرفون من أهل الكتاب والكفار دينًا فقال : ( لكم دينكم ولي ديني ) ، وعن فرعون وقومه: ( إني أخاف أن يبدل دينكم ) ، وعن اليهود ( وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ) ، وذمَّ ( الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا ) ، وعن أهل الكتاب: ( ولا يدينون دين الحق ) ، وإنما تديَّنوا بسواه. بل سمى سبحانه ما أحدثه المحرفون من اللعب واللهو ديناً فقال: ( وذر الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ) ، وقال : ( الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ) .


شكرا