عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2014, 08:25 AM
المشاركة 112
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهداف الخلوة:

يقول صاحب كتاب عقيدة الصوفية و حدة الوجود الخفية:
(يرى الصوفية أن الجلوس في الخلوة مع الالتزام بشروطها يوصل إلى الفتح ، و يكشف الحقيقة للمريد _ كما يزعمون _ بين العبد و ربه )أ.هـ
جاء في موسوعة الطريقة الكسنزانية :
( ...
يقول الشيخ أحمد زروق :

" الخلوة ، أخص من العزلة ، وهي - بوجهها وصورتها - نوع من الاعتكاف ، ولكن لا في المسجد ، وربما كانت فيه ...

والقصد بها تطهير القلب من أدناس الملابسة ، وإفراد القلب لذكر واحد ، وحقيقة واحدة ولكنها بلا شيخ ، مخطرة . وله فتوح عظيمة ، وقد لا تصح بأقوام " .

ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي :

" الخلوة وفائدتها : دفع الشواغل ، وضبط السمع والبصر . وإذا سدت الحواس تتفجر ينابيع الغيب عن حياض الملكوت وتنصب إلى القلب ،فلا بد من الجلوس في مكان مظلم وإلا فليق رأسه في الجيب ، فعند ذلك يسمع نداء الحق ويشاهد جلال حضرة الربوبية " .

ويقول الدكتور إبراهيم بسيوني :

" في القرآن وفي الحديث وفي سيرة النبي ما يمكن أن يغذي الميل إلى الخلوة ...

والواقع أن الخلوة أقرب الرياضات إلى الصوفي وأحبها إليه ؛ لأنها تتيح له مواجهة نفسه ، والتفتيش فيها ، وتنقيتها ، وتهيئتها لأن تصفو وتنجلي

حتى تعكس الصور الحبيبة إلى نفسه ... ولا يتاح ذلك إلا بعد أن يفر المرء بدينه ونفسه بعيداً عن زحمة الحياة والأحياء . ) أ.هـ

و جاء على موقع الطريقة القادرية العلية:
( نتائج الخلوة:
فاعلم أن للخلوة نتائج خمسة : الواقعات، والمشاهدات ، والمكاشفات ، والتجليات ، والوصول
فالواقعات: هو ما تجلى للقلب قبل أوصاف النفس الأمارة بالسوء وهي ثلاثة أقسام : 1
) إما أن تكون من الصفات الشيطانية: كالمقطعات من الصور, فيشكلها الوهم في الخيار بتسويد الشيطان ليفزع السالك, فينقطع عن سلوكه .
2) وإما أن تكون من الصفات السبعية كالوحوش: فرؤية الغدر للذئب. والحرد للنمل. والجرأة للأسد. والحيلة والمكر للثعلب. والغبط للفهد. والغفلة للأرنب. وعدم الالتفات للنصيحة للثور. والحقد للجمل فإذا حمله وهو مطيع دل على سلامة نفسه وإذا كان أحمر اللون أسود العين دل على شوقه ووجده. والعداوة للحية. وإيذاء الناس للعقرب. والخواطر الشيطانية للزنبور. والشهوة البطنية للغنم. والشهوة العرضية للحمار فإن رأى أنه مات دل على غلبته على الشهوة. والحرص للنمل فإن رأى أنه ميت دل على التخلص منه. والبخل للفأرة. والشره للكلب والقرد. وكذلك سائر حشرات الأرض تدل على رد السالك إلى أسفل الطبيعة , وإنما وقعت تماثيلها في عالم الغيب ليأخذ السالك إلى حذره منها , ويهرب ويهذب نفسه بدوام الذكر والانقياد .
3) وإما أن تكون آدمية: كرؤية أصناف بني آدم: من بيض, وسود, وحمر, وطوال, وقصار, والجماعة من الرجال والنساء. ورؤية الأب والابن وكل ذلك دليل على عدم نفوذه إلى الرتبة الإنسانية التي هي مظهر تمامه ومبدأ كماله, لكنها أقرب خروجا من الأولى.

- وأما المشاهدات :
فهو إما أن يتجلى من الأرضية أو السماوية.
ففي الأرضية كالجبال إشارة إلى جبلته, فكيفما رآها فهو ذاك! فإن رآها سوداء: دل على ظلمة قلبه, أو حمراء: فهي تلونه وعدم تمكنه, أو بيضاء: فهو خلوصه إلى دائرة الإسلام. وإذا رأى عيون الجبل تتفجر: فهو جبل قلبه. وأما رؤية الدهاليز الضيقة: فهي دهاليز وجوده.وأما رؤية الماء: فهي تدل على الصفاء إن كان صافياً. والكدورة في المعاملة الدينية إن كان كدراً. وأما نزوله من السماء: فهو رزق, فإن كان عن غيم: فهو متعلق بالأجسام يشار إليه أنه متهم بالرزق. وإن كان عن صحو: فهو العلم بالأحكام الشرعية. وأما رؤية الزرع: فهي نتائج الأعمال, والشجر الأذكار. وثمره إن كان ناضجاً: دل على عمارة قلبه. أو غير مثمر: دل على تساهله وعمله بالرخص. أو زهره: دل على ابتداء عمله. وأما رؤية الدور: فهي تدل على ظهور طبيعته. فإن رأى فيها الماء: دل على سريان العلم في طبعه. وإن رآها مفروشة: دل على اهتمامه بأمر طبعه. أو غير مفروشة: دل على عدم اهتمامه بذلك وهو حسن. وأما السفر: فإن كان لمكة أو المدينة: دل على توجهه إلى الله تعالى. أو لبيت المقدس: دل على إصلاح حاله. وأما ركوب السفينة: فهو تمسك بالشريعة وحسن سيره. وأما رؤية الوحل والطين والوقوع فيه: ففساد للحال. ولبس الخفين والنعلين: استقامة في السير. ومشيه حافياً: دليل خبطه. ورؤية نفسه عريانا: دليل على تجرده إن كان سالكا, وإلا فعدم احترازه عن المعاصي. وأكل اللحم والخبز والأطعمة الناضجة: غداء معنوية, والعسل علم لدني, واللبن فطرة. وصفاء الملابس ونظافتها: صفاء القلب والنفس, وكدرهما وضياع محرمته: خراب حاله. وموته أو موت آخر تحته: موت نفسه لكنها إذا وجدت هواها تحيا.

_ وأما المكاشفات:
فهو كناية عما يبدو للقلب من ملوكات الأِشياء ولطائفها, كالإطلاع على الملائكة ورؤيتهم في صورة حسنة , وعلى جواهر السموات , وعلى صفاء المياه البسيطة, بكشف حقائقها, فيرى بساط الأشياء ممتدة متهيكلة في صورها التي خلقها الله تعالى عليها, ومن هنا أسرار الأشياء .

_ وأما التجليات:
فعند غيبته عن الصور الكونية تتجلى له الأسماء الإلهية والنعوت الربانية , ولكن من وجه العلم بها , فإن المرتبة الأسمائية وهي الألوهية تعلم ولا تشهد , والذات المقدسة تشهد ولا تعلم , وفي هذه الحضرة يكون السلوك في مقام الإسلام , والإحسان والأيمان بالتعلق والتحقق والتخلق.
فأما التعلق:فهو الافتقار إليه تعالى بتلاوة الاسم تعظيما للربوبية وقياما بواجب حقها, فإن رفعة الحق تعالى بمنة وكرمه وفضله إلى مرتبة التحقيق , اطلع على معاني الأسماء من حيث ظهور معانيها, فيعرف منها ما يراد بها من تجليها في عالم النفوس وعالم الآفاق, وفي هذا المقام يطلع على صور إسرافيل, وما أودع الله تعالى فيه من العجائب, وعلى قيام الصور والأرواح بالرقائق الأسمائية, وأنه ما في الوجود إلا أسماؤه تعالى, فهي التي أوجدت البسائط وركبتها وأمدها الله تعالى بالوجود, فلو انقطع مدد الاسم لحظة عاد الكون إلى عدمه .

- وأما الوصول:
فهو كناية عن إدراك الغائب من الحق تعالى, وذلك أن الحق عزوجل لما أراد أن يخلق المخلوقات, وكان سبحانه وتعالى لم يكن شيء معه, وأحب أن يعرف كما صرح الحديث القدسي ظهر باسمه تعالى الرحمن, وسرت أنفاس الرحمانية في غيبه, فصارت مرآة كاملة لا يتغير ما تجلى فيها عن صورته, من أنه تعالى تجلى فيها, فانعكس من نور التجلي في هذه المرآة صورة كاملة جامعة لسائر الأسماء والصفات الإلهية, متصفة بصفة الجمع الذاتي, فقبض هذه الصور وهي إنسان وسماها محمدا لجامعيته الحمد, ولذلك سميت الكائنات كلها به.
ثم إن الله تعالى نظر إليه فرآه على صورة جمعية أسمائه , فأحبه محبة ذاتية لا تنتابها الأعراض , ولا يدخلها السوء , واتصل أمداد المرتبة الإلهية له إلى الأبد , ولا تزال هذه الذات الكاملة تتسع علوا بها باتساع الموجودات . فما من ذرة من الذرات الوجودية إلا وعن شعاع نوره ظهرت عينها , وامتدت من باطن غيبها , فشهادتها لعناية الإيجاد , وغيبها لعناية الإمداد , وهي المبدأ الأول . فإذا أراد الله بعبد من أهل الكمال أن يوصله إليه , سلك به على هذا المشروع المحمدي , فلا يزال يتبتل حتى تفنى ذراته كلها , ويبقى على ما فيه من الرقيقة المحمدية , والرقيقة الصمدية , ولولا الجذبة الإلهية لما قدر على السلوك إلى هذا المبدأ , فإنه صعود إلى أحسن تقويم . وهي الصورة التي انطبعت في المرآة الأزلية , وكل ما ظهر وترجم عنه من العلوم فإنما هو من تلك الحضرة , فإنها حضرة الإجمال , وكل ما كان مما بعدها إلى الأبد فهو تفصيلها .
تكميل : وأما الخلوة المطلقة فهو دوام الحضور, وهي لا تكون إلا للراسخين في العلم, القائمين بالله في كل الأمور, لم يحجبهم الخلق عن الحق, ولم يغيبوا بالحق عن الخلق, فهم أهل جمع الجمع . ..) أ.هـ

اقول:
خلاصة ما يسعى له الصوفي في سلوكه و أدواته من اتباع شيخ و دخول خلوة صوفية هي الوصول لذات الله .
و لتفهم ما أبهم أعلاه سنورد من كلامهم و نفسره بما ستراه بين هلالين( ) باللون البني :

(الخلوة المطلقة فهو دوام الحضور ( أي مع الله سبحانه و تعالى), وهي لا تكون إلا للراسخين في العلم ( أي لخواص الخواص من كالقطب و العارف و الولي و الغوث ) , القائمين بالله في كل الأمور( لا باتباع شرع الله و شرع نبيه صلى الله عليه و سلم بل بذاتيتة الله فيصبحون هم و الله شيئاً واحداً ), لم يحجبهم الخلق عن الحق ( أي لم يجبهم الخيال أو السوى كما يدلسون على المسلمين و يقصدون بها كل مخلوقات الله عن مشاهدة الحق و هو الله) , ولم يغيبوا بالحق عن الخلق ( و وجودهم في ذات الله لا يمنعهم من مراقبة الخلق لأن الله و مخلوقاته شيء واحد و ما تعدد صور المخلوقات إلا تعدد لمظاهر ظهور الله فيها و تجلياته ), فهم أهل جمع الجمع ( و جمع الجمع مقام صوفي) ..)

أيها الأحبة :

ألا تقشعر الجلود غيرة لله و غضبا على أمثال هؤلاء الملاحدة و المتزندقة المتسترة برداء الإسلام؟


و يا من يدافع عن التصوف و أقطابه _ جهلا ً- ها قد بينت لك الأمر ، فاتق الله في نفسك!


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا