عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2010, 10:13 PM
المشاركة 6
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا الأخت الفضلي سارة الودعانى
وتقبل الله طاعتكم ,

ولكن لي وقفة قصيرة وانا أعلم مدى سعة صدرك وحلمك وتواضعك
يا سيدتى ..
ليس في الأمر تواضع أو سعة صدر
بل هو حق أصيل لك ولكل قارئ
فكيف أدافع عن حرية القلم ثم أصادر حقك أو حق غيرك في أن يخالفنى الرأى !
لك مطلق الحرية في النقد وهذا أمر مطلوب طالما كانت الحرية تتوافر للطرفين
وفى إطار من الإحترام المتبادل لوجهات النظر
وكل ما أتمناه أن تأخذى تعقيبي عليك في هذا الإطار
فإن كنا نردد دائما أن الإختلاف في الرأى لا يفسد للود قضيا ,
فما أصعب التطبيق في بعض الأحيان
,

رأيي أن مثل هذا الموضوع ليس لوجوده أي مدعاة فنحن في منابر أدبية وليست دينيه
وأين كانت وجهة النظر هذى يوم أن كانت الحوارات العامة مسرحا مهولا لمناظرات مع العلمانيين بل والملحدين ومناظرات سياسية عالية المستوى من كل نوع
كانت ـ ولا زالت ـ تعتبرها منابر من مفاخرها ؟!
فمن المؤسف أننى لم أسمع عن تلك الحجة إلا عندما بدأنا في مناظرات الشيعة ,
وليتنا سمعناها من بداية المناقشات

بل سمعتها لأول مرة بعد أن انسحب الكثيرون من الإخوة الإثناعشرية من النقاشات كلها ,
هنا خرجت لأول مرة كلمة أن منابر منابر أدبية وفقط !
هذا أولا :

ثانيا : من الغريب أنك لم تنتبهى أن هذا الموضوع بالذات له علاقة وثيقة بالأدب , فهو قراءة في أدبيات الشعر الشعبي الشيعي ونقد مفصل موضوعى لها !
فهل النقد الموضوعى يعتبر من وجهة نظرك ليس نقدا أدبيا ؟!

ثالثا : من المؤسف حقيقة أن ننظر للأدب بوجهة نظر مخلة إلى هذه الدرجة !
فكلامك ـ لو أخذنا به ـ لصار الأدب ليس هو مجال التعبير الأدبي عن مختلف قضايانا وقضايا الأمة بل هو مجرد نشاط يهتم باللغة والمحسنات البديعية والكلام الرائق !
أى وظيفته الترفيه فحسب !
ونتناسي أن الأدب وظيفته الرئيسية التعبير الراقي عن صلب قضايا الأمة بالدرجة الأولى , ولهذا كانت صناعة البديع ,
والذي ينظر للشعر والنثر العربي , بل وفى أى أمة تحترم نفسها لوجد الأدب يشمل كافة أنشطتها ويمثل الروح المعنوية التي تنهض بها تلك الأمم والتعبير الأمين لها ,
والعرب قديما كان الشعر هو المعبر عن تاريخهم وحاضرهم وحروبهم وسلمهم وعقائدهم الإجتماعية ,
وكانت القبائل تخشي من وجود الشعراء فى نظائرها أكثر من خشيتها وجود المحاربين فى صفوفهم ,
وفى عصر الإسلام كان الشعر الإسلامى منذ أيام حسان بن ثابت رضي الله عنه عبارة عن جبهة دفاعية وهجومية ضد الشعر الجاهلى المعارض ,
وليس هناك موضوع واحد لم يتدخل الأدب للتعبير عنه حتى العلوم والفقه , فكانت الحضارة العربية تنفرد بأن متون الكتب العلمية عبارة عن منظومات أدبية تساعد على الحفظ والتدريب ,
وهذا الفصل بين الأدب وبين كافة مجالات الحياة ليس إلا إتجاها علمانيا هدفه فقط التحرر من القيود التي تفرضها الحرية المعتدلة الواجبة لكى لا يشط الأدباء ـ بذريعة الإبداع ـ لنشر الاعتداءات على الثوابت ,
فصار هذا النداء مضغة في الأهواء وبابا دخل منه الملحدون والمارقون ليصبوا في آذان الناس شتى أنواع الزندقة باسم انفراد الأدب كمجال بعيد عن الدين

وإن كان من الضروري ان تكون كتاباتنا كلها ملتزمة بحدود الدين وقدسيته ففي جانب
اخر يجب علينا احترام بعضنا البعض في ما نطرحه ا ونخص به طائفة ما
هذا كلام يستحق الرد عليه من وجوه ,
الأول : ما هى حدود ومفاهيم الإحترام التي تطلبينها لأى طائفة , وهل يعتبر عرض تلك العقائد بأمانة من مصادرها الأصلية المعتمدة التي لا يستطيع أحد منهم إنكارها ,
تعتبرينه إساءة إلى تلك الطائفة ؟!
لئن كان العرض الأمين والنقل الدقيق لهذه الأفكار الذين يتدينون بها ويؤمنون بها إساءة فماذا نسمى طبيعة تلك العقائد ذاتها إذا ؟!
فأنت في الواقع لا تطالبين بإحترام تلك الطوائف ـ لأنه متحقق فعلا فنحن نقدنا العقيدة لا الأشخاص ومن مصادرها ـ بل أنت تطالبين بالسكوت عنها وعدم المساس بالأمر كما لو كان مجرد فتحه وعرضه للنقاش أمرا محظورا !!!
فهذا ليس احتراما وإنما مصادرة لأبسط حقوق أى كاتب في مناقشة أمر جلل كهذا ,
لا سيما لو وضعنا بأذهاننا أن إدارة منابر .. والفقير إلى الله تعالى .. منحوا كل شيعي أن يتداخل بأى رد يشاء وجرت هنا مناظرات عدة بحرية كاملة ,
فهل نحن مسئولون عن عجز المحاورين أن يدافعوا عن عقائدهم أو يثبتوا عكسها ؟!

الثانى : المطالبة بهذه العصمة لتلك الطائفة أو تلك ومنع النقاش حولها أمر يثير الدهشة والإستغراب حقا ,
فبينما هم يعلنون إيمانهم الكامل بتلك العقائد التي ترى سائر المسلمين كفارا وتطعن في كل الثوابت الدينية التي نقوم على حمايتها كمسلمين ,
نجد بيننا أصواتا تطالب بالتوقف والسكوت حتى لا نجرح شعورهم !!!
وكأنى بهم يمنحونهم الحق في استباحة كل شيئ ويصادرون مجرد العرض الأمين لتلك الكوارث التي تمثلها هذه العقائد التي يؤمنون بها ولا ينكرونها بدليل أنهم يرون مجرد عرضها إساءة لهم !
وهذه عصمة لم تتحقق حتى من الله عز وجل على عباده , فالله تعالى منح خلقه حق مناقشة وجوده هو جل وعلا ,
سمح لهم أن يحاوروا ويناقشوا إن كان هو الله العلى القدير الحاكم أم لا ؟!

فكيف يطالبنا أحد بمنح عصمة من النقد لأى كائن من كان أو لأى عقيدة من العقائد بعد ذلك ؟!

الثالث : وهى نقطة غريبة حقا ,
لأن هذه العصمة لو منحناها لطائفة لكان لزاما علينا أن نمنحها لكل طائفة ,
وعليه يصبح من حق الملحدين والعلمانيين وأى ملة على وجه الأرض أن تدخل منابر لتعترض ـ باسم الأخوة وعدم التجريح وعدم إثارة الفتن ـ فتمنع عقولنا عن التفكير وأقلامنا عن رد الشبهات تحت زعم المحافظة على طابع منابر الأدبي !
والذى لو مشينا خلفه لوجدنا منابر قد تحولت من منتديات فكرية للمثقفين رعاة الرأى العام إلى نادى إجتماعى وظيفته قضاء الوقت اللطيف !!
فهل منابر موقع حيادى بين كل العقائد والعياذ بالله ؟!
أم أنها منتدى إسلامى يلتزم بالثوابت الإسلامية ولا يمنح أحدا حق تجاوزها ولا يمنع أحدا من عرض دفاعه عن الدين ونقد الأوضاع المختلة ورد الشبهات ,

الرابع : من أغرب الغرائب أن هذا المطلب لا ينفذه الإخوة الإثناعشرية أنفسهم في منتدياتهم , وقد سبق ـ قبل حادثة وقوع منابر ـ مناقشة تلك الأمور وعرض عشرات الروابط من منتديات شيعية تعالج كافة المجالات وليس فيها موضوعا واحدا يحتوى سبا أو لعنا أو هجوما على خيرة أجيال الأرض ,
والسؤال المحرج حقيقة , والذي كررته مرارا دون أن أتلقي ردا واضحا,
أنا ما هاجمت الشيعة كشيعة , بل هاجمت عقائد معينة لا يختلف مسلم على أنها كفر وزندقة وإلحاد ,
فلماذا الإعتراض ؟!
إن كان المعترضون يقرون هذه العقائد ويعتبرونها دينهم بالفعل , فليس لأحد أن يمنعنا من كشفها والرد عليها وهذا أقل رد على من يعتبرنا كفارا وزنادقة ويستبيح أمهات المؤمنين والصحابة ثم يدعى بالتقية الخادعة أنه أخ وصديق !
وإن كانوا ينكرون هذه العقائد ويرفضونها ـ كما يدعى بعضهم ـ فليس من حقهم إذا الإعتراض بل ساعتها نطلب منهم المساندة في مواجهة تلك العقائد الموبوءة التي يعترضون عليها كما نعترض عليها نحن ؟
فنحن ما هاجمنا إلا هؤلاء .. وهم معروفون بعقائدهم وما هاجمنا اسما واحدا إلا وجئنا بعشرات الأدلة علي اعتقاده الأصلي ,

فاعذر جهلي ان قلت ان السياسة عجزت عن تفريق الشعوب
فتحركت عن طريق المذاهب والطوائف..
ومن قال إن هذا القول به جهل ؟!
بالعكس ,
هو قول دقيق تماما , فالسياسة كان من أحد أساليبها المعاصرة هى تكريس المذهبية والطائفية ,
وهذا الموضوع هو الذى عالجته بكافة جوانبه في موضوعى ( سفراء جهنم ) والذي تم نشر بعض أجزائه في مواقع أخرى , ولم يكتمل بعد ,
وفيه نداء لكل عاقل أن ينتبه لهذا المخطط ,
وإدراكنا لهذا الأمر لا يعارض أبدا فضح تلك العقائد ومقاومتها ,
بالعكس يصب في مصلحتها
,
لأن السياسة الغربية تستقطب بعداء الطائفية من يستجيب لها
فما هو رد فعلنا الواجب تجاه تلك الشريحة التي تواطأت عمدا مع العدو ؟!
الواجب هو مقاومتها بالقطع وفضح غرضها لكى ينتبه الباقون ,
فمن كان صدره سليما سيدرك أن هذه العقائد المدسوسة لا علاقة لها بالإسلام وأنها أداة في يد كل مستعمر غاصب ,
ومن كان غير ذلك ويعتقد بها فعلا فهو الذى سيسعى لكل عدو ويتفق معه
كما حدث في التاريخ القريب والبعيد مما تناولنا تفاصيله في مكانها ,

هذه قناعاتى التى استقيتها من تجارب سلفنا الصالح , والذى كان يمارس دوره فى التوعية فى كل مكان وزمان ,
ورحم الله من قال ( ما أبقي لنا قول الحق .. صديقا واحدا ! )
ولست ألزم بها أحدا , بدليل أننى أستمع كل وجهة نظر معارضة وأرد عليها بمثلها
ولا أصادر عليها تماما كما لا أحب أن يصادر علىّ أحد ,

لك كل الشكر أختنا الفاضلة سارة ,