[tabletext="width:70%;background-color:sandybrown;"]
تجليات كرملية
تقولين قمْ
فما أنت أهلٌ لهذا الرحيلْ
هي الأغنيات تضل الطريق
لدرب الحناجر..
تنام بلاد
وتصحو بلاد
ويغفو الأصيلْ..
أكنتِ ترين اشتعال الحداء
ضبابا يهدهد تلك السفوح..
وكان الندى لم يزل غامضا
وكان تعثر سجع الهديلْ..
ريانة بالسُرى مقلتيكِ
بكف تجرين هذا الظلام لينأى بعيدا
وأخرى تسوق صباحا تباطئ خلف التلال..
وقلتِ أزيحي
ابنتي الليل عن كرمنا
ليأتِ الصهيل..
وقولي لهن
يعبئن تلك الخوابي وعودا ليشربها
الإنتظار..
اسحبي من ظلال الصنوبر ظلا
يقرّب منا رحيق الديار..
(أبوكم) تأخر هذا المساء
وكان يعود ويغفو المدى
بكفيه برد وصبر وزعتر..
هلمي نزيح الغروب قليلا
ليعرفنا القادمون إلينا..
نحن هنا..سنبقى هنا
فأنفاس كرملنا لاتجف
تظل تصّعد نسرينها
تظل تسوق إلينا البقاء..
أرحن السواقي بُنيات قلبي
ورشرشن درب الليالي سهادا
لينمو القمر..
سنبقى ...سنبقى
فهذي التلال غدا تتجشأ دحنونها
والثغاء..
وهذي النجوم أتت إثر نجم دنا وتدلى
كأنه يقرأ في الشاهدات ضجيج البقاء..
فيا وجه حيفا تعبنا كثيرا
تعبنا نصّدر دمع المنافي
تعبنا نسدد رمي القوافي
لكل فضاء
ولكن هباء..
خذوني أعانق طية ثوب
تعلق قبل الرحيل بعمري
وظل هناك..
خذوني لروحي التي كالفراشة
ظلت تحوم
تهد الضياء..
الى صوت أمي قبيل الغياب
يجوب البيادر سرب حمام
يلملمنا حول زاد وماء..
يقص علينا حكاية رهط أضلوا الطريق
فماتوا بعيدا
وما كفنّتهم رياح الشتاء..
فلا تتركوني
تجف الأماني على شفتيَ
ويطفي سراجيَ برد الشتات
ويمشي إليَ المساء
تعبنا نصّدر دمع المنافي
تعبنا نسدد رمي القوافي
لكل فضاء
ولكن هباء
معتزأبوشقير
| [/tabletext]