عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2015, 12:39 PM
المشاركة 25
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ عمرو

تحيتي لك واشكرك على هذه الرواية السحرية وانا اقول هذا وقد انجزت قراءة كامل الرواية بل كررت قراءة بعض الأجزاء اكثر من مرة وما كنت لانتظر كثيرا فقد أتممت القراءة في اقل من 48 ساعة لان عنصري التشويق والشد في النص لم يكن ليتيح لي مجال للانتظار لكنني بصراحة اجلت قراءة ذلك الجزء قبل الاخير من ساعات الليل المتأخرة الى نهار اليوم التالي من شدة الخوف الذي انتابني وانا اقرأ الحدث الذي نجحت باسلوبك الرهيب من توصيله لي وكأنه واقع .
اقتباس " ما حدث بعد ذلك كابوس اتركه لخيالك ..
المهم أن الضحية هذة المرة أثمرت .. حيث سمع العواء الطويل الحزين بالخارج .. وتهلل وجهه وهو يرنوا جهة الباب ..
- يا مرحب بالأسياد ..
بالخارج جاء يمشي حثيثاً ..أسوداً كالليل البهيم .. عيناه جمرتان من جهنم ..أسنانه تبرق كالماس تحت ضوء القمر ..
كلب أسود بلا ظل ..
وخر الرجل على ركبتيه في تبجيل مستقبلاً ذلك الذي وفد عليه من الجحيم .. أخيراً لبى الأسياد نداءه ..
مر الكلب بجواره وتجاوزه متجاهلاً إياه ..ثم اتجه حثيثاً ناحية جثة الطفل المذبوح ..
دار حولها وهو يتشمم الدم .. ثم ولغ فيه فتوهجت عيناه ..ثم دار على أربع وانصرف كان لم يكن ..
إنها علامة القبول ..
وأغمض الرجل عينيه وقلبه موشك على التوقف .. وبدأ يهذي بكلمات بلغة الأسياد ..ورأسه يتمايل يمنة ويسرة ثم صاح بصوت مرتجف دون أن يفتح عينيه :
- ستجدونني خادم مطيع .. خادم مطيع ..
شعر بشئ بارد يتحسس وجهه ففتح عينيه على اتساعهما وهو يلهث محاولاً السيطرة على ردود أفعاله ..لم يكن هناك شئ ..فقط هواء بارد يداعب وجنتيه ..قال بصوت مبحوح :
-أنا خادم الأسياد المطيع..
وشعر أن جدران البيت الطيني كأنها تتموج ..وبرودة تسري في اطرافه
-أنا خادم الأسياد الـ...
هنا بدأ يهتز كأنما مسه ألف جان ..وبدأ يهذي كالمحموم :
-أنا خادم الأسياد .. بحق طارش لم يسبق لي أن عقدت صفقة مع الأسياد من قبل ..؟
ثم بدأ يزوم مثل القط :
- هووووم ..فعلت.. كل الموبقات فعلت..كلها .. حتى أكل لحوم الموتى في قبورهم ..فعلت ..هووووم ...لم يعد لي قلب ..هووووم ولا ينبغي لي أن يكون ...هووووم ...مستعد للتضحية في سبيل رضاكم عني ..هووووووم .. لقد بذلت كل ما بوسعي ..
هووووم ..
ثم فجأة تبدل صوته إلى صوت أنثوي حاد :
-عينك اليمنى أيها الفاني ..عينك اليمنى .......
وحينما استعاد علوش وعيه بعد اللقاء الحميم مع الأسياد شعر بذلك الألم الحارق في عينه اليمنى وسائل الحياة اللزج يلطخ وجهه وثيابه وأنه لا يرى بعينه اليمنى و..
دوت صرختة مجلجلة طويلة ملتاعة ..
صرخة رجل نزع عينه ليضعها في طبق ..قرباناُ للأسياد .."



للعلم فقط أنا لا اثني او أمدح اذا لم يكن هناك ما يستحق الثناء والمدح وما قلته بعد قراءة الجزء الاول والتمهيد استطيع ان اثبته بعد ان انجزت القراءة. بل اقول ان قدرتك السردية اذهلتني وانا على قناعة بان هذه الرواية راقية جداً ومن نمط قصة " مائة عام من العزلة " واتصور ان بامكانك فعل ما فعله كايلو في روايته وهو عدم إقفال القصة حيث قفلتها بل ان تجد طريقة لاستمرار الصراع بين الشيطان الذي يمثله علوش وبطل النص وان يستمر ذلك الصراع لعدة اجيال وانا اضمن لك ان تمكنت من فغل ذلك بنفس النفس السردي جائزة نوبل للأدب على هذا النص الرائع .
طبعا سأعود للحديث التفصيلي عن بعض الجوانب وارجو ان يشارك الأخوة في نقد النص وإيضاح نقاط الضعف والقوة للفائدة العامة .