أيها الساكن بين أناملي
في جوفك بردُ ونارِ
أنفض من ريشتك أطفالي
سودُ، وحمر، وبيض مثل الغواني
وأنثرهم على صفحاتي الباكية
لما قد أُصِبنَ من الجفاف
وزين الصرح بكلمات
تطلق من خلفها الثائرات
انطق ، تحدث
أرسل بركانك
إنني حائر
بينك وبين فؤادي
أيها الصامت
تجرع من ألمي
أنبت حروفا من سقم
أعلن أنني مجروح
النمل تدفق بداخلي
تجرع من دماء المرارة مرارة
خرج وهو يدمع بقطرات من دموع
تكلم أيها المؤرخ
لحياة شابت
بأفراح وأحزان
أفراح كانت هنا
غابت في ظلال سواد الأحزان
ما الذكرى التي تجرعتها
إلا شعله من عود ثقاب
كلماتي تدثرت بواقع أحلامي
فتحت أبواب الهواء
جعلته نفقا لتعبر به فواصلي
والسكون قد أحاط بها
والهمزة تدلت من محرابي
وفي دجى الليل
تراقصت كلماتي
أحرفي أصبحت سابحة
كالفراشات على النار
وأحلب منها رقصة لقصاصاتي
أعود مرة أخرى
أسخن كفي
أكوي قلما جف من رذاذي
ألقي مبسمي على مبسمه
لِأسقيه أحرفا من رحيقي
ليستقيم ويأخذ من أنفاسي
ينبض..بنبضِ
أغرقه بماء العشق
ليتجدد نبضه وتصطف أوتاري
وتعزف أغنية
يسيل ماؤها في الرمال
تنبت أزهاراً
من الورد والياسمين و الأقحوان
تحوم حول صفحاتي البيض
ترتمي بداخلها
ترسم أجمل الألوان
الطير رسم على جنباتها
زخارف من ألوان صارخات
انهالت من شعاعِ