عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2506
 
مرام عيّاد
من آل منابر ثقافية

مرام عيّاد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
196

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9739
10-22-2014, 06:01 PM
المشاركة 1
10-22-2014, 06:01 PM
المشاركة 1
افتراضي * بيــاتْ شــتـــويْ *
خاطرة قصصية ,,
" الساعة السابعة مساءاً إلى الآن ! " رددت جدتي هذا محدثة اخوتي و هم يلعبون "حاكم جلاد " على ضوء الشمعة , و الأغطية تلتفُ حول أجسادهم التي تكسوها الفرح و السعادة .
وأنا لوحدي !
أنا لوحدي في زاوية الغرفة متقوقع , أنسج ما بداخلي سطوراً , معلنة لهم أني في بياتٍ شتوي . ليلة أمس *توقف بث قنوات التلفاز , حيثُ كنا أنا و أخواتي و بنات عمي حول جدتي والألفحة متراكمة علينا من شدة البرد , و مضت فترة قصيرة قبل أن يأتي أبي و يخبرنا بأن لا أمل في عودة القنوات , مؤكداً لنا سقوط الثلوج ! و سرعان ما تبخر حزننا لتوقف بث القنوات من حرارة سعادتنا بقدوم الزائر الأبيض ! , أصبحت كل أحاديثنا في هذه اللحظة عن توقعات احتمالية سقوط الثلوج و ما قرأته كلٌ منا على صفحات الفيس بوك عنه . بينما كنا غارقات بالحديث و الضحك مرّت أثناء ثواني سكوتنا ضجةٌ من الخارج ترحب بمجيء الزائر الأبيض , كل الحي فاض من الفرح ! لم أعطي لنفسي وقت لتفكير في شيء , كل ما فعلته أنني مشيتُ مع عواطفي و شوقي لرؤية ذلك الجميل الأبيض ,, و في أقل من دقيقة كنتُ بالخارج !أوقفني نور خارج من مدخل منزل الجيران , يتخلله ريشٌ من الثلج على لحن أخرس . كان اللحن المنبعث إلينا هادئاً , ناعماً , يزرعُ في قلوبنا الطمأنينة بأنه لن تجتاحنا ريح أو غزوة من الأمطار أو البَرَد .
و لكن!
كل ذرة في جسمي تئنُ من البرد و تستغيثُ و تطلب الدفىء , كان عليَّ أن أترك ذلك الجميل الأبيض لأحتضن فراشي , نمت تلك الليلة و ربما لم أنم ! فإني إستيقظتُ قبل أن يطل الفجر الأبيض على وقع خطوات جدتي و هي تتحسس طريقها في الظلام إلى دورة المياه . *لقد إنقطع التيار الكهربائي ! و أسعفني نور هاتفي الجوال لأرشدها إلى الطريق , وكم تجمدت من تلك الثواني الباردة التي تركتُ بها فراشي و أنا مغصوبة على ذلك . لم أستطع النوم جيداً بعد ذلك , فكل أفراد عائلتي بدأو بالاستيقاظ و التجمع في غرفة والِدّي , تعالتْ أصوات ضحكاتهم , فشممتُ رائحة المحبة و الألفة فلم أستطع المكوث في فراشي أكثرْ و كالبرق كنت معهم . و قبل أن تمضي الساعة كنا نغني و نضحك و نلعب و نلتقط الصور لبعضنا مع رجل الثلج الذي صنعناه مع كل الجيران , مضت ساعات من الزمن ونحن بالخارج المتجمد و بالواقع لم تكن سوى ساعة فقط ! ساعة واحدة إحتفلنا بالزائر الأبيض , كلنا هربنا من التجمد و البرد إلى بياتنا الشتوي , تلفنا الأغطية الثقيلة , نتركز في غرفة واحدة التي تتوسطها المدفئة و نتلذذ بالأطعمة الشتوية الساخنة , و تحيطنا الألفة و المحبة , من دون : كهرباء , و لا إنترنتْ !



مرام عيّاد


أحببتُ دخان الطابون
واللقمة مع حبةِ الزعتر ..
أحببتُ غصون الزيتون ..
والعنبَ المصلوب الأخضر
فأنا مصلوب في وطني
يا وطني العربي الأكبر ..