عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2010, 03:00 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي قاسيون
الحلقة الثالثة

نكمل اليوم جولتنا في دمشق الفيحاء
و لكننا سنخرج من أسواقها و أوابدها الأثرية لنزور آبدة طبيعية حبا الله بها دمشق و جعلها للشام معلما

قاسيون جبل يشرف على دمشق أو أن دمشق تنام في حضنه و تمد جسدها الجميل على سفحه
تصعد إلى قاسيون فتقابلك في المبتدأ الربوة ....التي طالما خلبت لب الشعراء و الفنانين
قال فيها أمير الشعراء
و ربوة الواد في جلباب راقصة النحر كاسية و الخصر عريان
الربوة منطقة جميلة تشعر بالبرودة المنعشة تسري في جوانحك عند ولوجك لها و في الحقيقة هي منتزه لأهل الشام و زوارها على حد سواء و لا أجمل من فنجان الشاي أو القهوة في مطاعمها و مقاصفها الكثيرة ربما عند عمك أبو شفيق
توغل صعودا أكثر في جسد قاسيون و تمضي بك الطرقات متعرجة حينا و ملتفة حينا آخر و ترى الأشجار تغطي أجزاء من جسد الجبل ثم نصل إلى مكان جميل يرتفع قليلا عما سواه تتوسطه قبة ......
لعلك تسألني ماهذه القبة ؟؟؟
أقول لك : هي مرصد فلكي من العهد الأموي و اسمها قبة السيار إذ لا يمكنك الصعود لها إلا سيرا على الاقدام
تقودك قدماك إلى طريق ذي درجات حجرية طبيعية قدتها عوامل الحت و التعرية و هو وعر جدا و شاق اسمه درب الآلام يقولون أن سيدنا آدم عليه السلام مشى فيه عندما هبط من الجنة و أخذ يبحث عن أمنا حواء عليها السلام و بالتالي هناك طريق آخر يقودك نزولا من الجبل أقل وعورة يقولون سلكته أم البشر لتلاقي سيدنا آدم
عندما تجد نفسك على القمة تحت شارة التلفزيون السوري مباشرة ألق النظرة على دمشق النائمة تحت شرط ألا تكون من مرضى فوبيا المرتفعات
تتلألأ هناك أضواء دمشق و معالمها و شوارعها تبدو صغيرة صغيرة كأنك تشاهد ماكيت لمدينة
تختفي مظاهر الحركة فيها و تبقى دمشق بطرقاتها و منازلها و جوامعها و ساحاتها و أمويها..

منظر مهيب جليل و لا أروع ،تحس من خلاله كم هي جميلة هذه العملاقة دمشق ،كم هي جميلة!
كم مر عليها من عصور و عصور
..ناس..حروب..ازد هار ..سلام ..احتلال..جلاء ..و لكنها بقيت محتفظة ببصمة روحها و إيقاعها الخالد
منظر دمشق من قاسيون يلجم كلماتي ،فلأصمت إذا أفضل
الصمت في حرم الجمال جمال إن الحروف تموت حين تقال