عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2010, 03:04 PM
المشاركة 5
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي البيت الدمشقي
الحلقة الرابعة - البيت الدمشقي

سندخل اليوم أصدقائي إلى البيت الدمشقي العريق
هذا البيت الذي شاهدتم في المسلسلات السورية التي تتكلم عن البيئة الشامية
هيا بنا إلى هذه الحارة
أترون كيف تكون البيوت لصيقة ببعضها والمشربيات بينها مسافة وردة أو وردتين؟
هنا تتقابل النساء من المشربيات للثرثرة بأمورهن المنزلية و العائلية و إذا مررت من هنا لربما هطل عليك شيئا من الحديث النسائي الجميل
أبواب البيوت لا تشي عما بداخلها و هذا تبعا لتقاليد البناء الاسلامي إذ لا يجب أن تختلف أبواب البيوت الميسورة عن أبواب البيوت الفقيرة و ذلك ليشعر الكل بالمساواة و المحبة فلا يتعالى الغني و لاينكسر قلب الفقير أوتتولد لديه نزعة الحقد
وضعنا يدنا على السقاطة و طرقنا الباب
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ندخل...مدخل طويل مغطى ثم ينفتح على الباحة أو ارض الديار الواسعة
الباحة تنقسم قسمين :قسم حيث الحديقة و الشجر و فيها كل أنواع الشجر من أكي دنيا و ليمون و نارنج و كباد و دالية العنب و أنواع الورد الجوري و الياسمين البلدي الابيض و الياسمين العراتلي الأصفر و الحبق و المنثور و الشمشير
كل النباتات تجدها في حديقة البيت الدمشقي تتسلق لتغطي حيطان أرض الديار، نبتة الخميسة الخضراءو نبتة المجنونة ذات الزهرات القرمزية
تتوسط أرض الديار نافورة كانت قديما تتغذى من بردى أما الان فتغذيها مياه عين الفيجة
القسم الاخر من أرض الديار هو الايوان (الليوان) و هو مجلس صيفي ينفتح على الديار مسقوف
تجري في الليوان كل نشاطات العائلة صيفا من طعام و سهر و أعمال منزلية نسائية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
على جانبي الايوان تتوزع غرفتان و لها نوافذ عليه
عند دخولنا إحدى الغرف تشعر بالبرودة و لو كنت في عز الصيف و في صقيع الشتاء تحس بالدفء و هذا يعود لسماكة الجدران المصنوعة من قش و طين
و هذا يعطيها حنوا على البشر لأنها من نفس تركيبة الآدميين
أما الأسقف فهي خشبية و عالية و لربما رأيت فن الارابيسك بثري السقوف بجمال فني باذخ
في صدر كل غرفة خزانة زجاجية كبيرة بعرض الحائط يتم فيها حفظ مقتنيات العائلة الثمينة الصالحة للعرض من تحف و كتب و آنية زجاجية
نخرج مجددا الى ارض الديار ثم نرتقي درجا لنصل الى غرفة تقام على السطح تسمى المشرقة ...غرفة صيفية تهرب إليها العائلة في أيام الحر و القيظ للنوم فيها و السهر ربما
دعتنا الآن صاحبة الدار إلى كوب من توت شامي تحت شجرة النارنج
الان بما أننا في قلب الشام سأدعوكم إلى بيت عربي من البيوت التي تحولت إلى مطاعم
بيت جبري أمامنا فلندخل هنا نكهة الطعام ممزوجة بروح دمشق
إلى اللقاء في الجولة القادمة