عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2010, 03:09 PM
المشاركة 7
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي عرس شامي
عرس شامي


في هذه الحارة الدمشقية الجميلة هناك حفل زفاف
وتعالوا بنا أصدقائي لنشاهد مظاهر العرس الشامي
ندخل من نفس الدهليز الضيق الذي دخلنا منه في المرة الماضية و لكن لنرى أرض الديار و قد ازدانت بالأضواء و الزينات و قد جلست النسوة و هن في أتم زينتهن بين أصص الزهور و أحواض الزينة
في صدر الليوان يستقر ما يشبه الكوشة و لكنه هنا في الشام يسمى الاسكي
تجلس عليه العروس بفستانها الأبيض الجميل –لاحظوا أن فستان الزفاف الأبيض جميل دوما مهما اختلف موديله أو مستواه ....دوما له بهاء و رونق مختلف عن غيره
في الساحة الفارغة أمام الكوشة تتراقص الفتيات كالفراشات على أنغام الطبلة التي تسمى هنا دربكة
الدربكة آلة موسيقية اسمها الفصيح الكوبة ينقر على غشائها فتصدر إيقاعا جميلا و يحلو أكثر بأغنيات الشام

و بين الأغنية و الأخرى و الرقصة و الأخرى تتناوب الزغاريد الدمشقية الجميلة
هنا لا تشبه الزغاريد أحدا في العالم فقبلها يجب أن يكون وصفة
اسمعوا هذه ماذا تقول:
اوها حوطتك بياسين
اوها و يا زهر البساتين
اوها يا مصحف صغير
اوها على روس السلاطين
يبدو أنها من قريبات العروس لذلك تمتدح جمال العروس
و لكن انظروا هناك مساجلة بالزغاريد بين أهل العريس و أهل العروس و كل منهم يبين مناقب الطرف الذي يتكلم بلسانه
أخت العروس تقول
بنتنا خدها و مع الياسمين ضما
الصبح سقيها و المسا شما
و عروستنا يا زينة البنات
ما حدا باس تما غير إما
فتنبري أخت العريس بالقول
و ابنا قمر سبحان من صور
الفم سمسمة و التم ناعم مدور
و العدا قالوا سبحان ها لتكوين
كان داركم عتمة و بعريسنا تتنور


ثم تقرع الدربكة لتخفيف حدة الجو و منعا للمشاحنة بين الطرفين
و تقوم الفتيات لتقديم الضيافة الشامية و هي البوظة بالفستق و تسمى دندرمة
بعدها تقوم العروس من مكانها و تمضي لتبديل ملابسها فهنا التقاليد تقضي بأن تشاهد المدعوات كل الفساتين التي أعدت كجهاز للعروس
بعدها تأخذ خالتي أم ذكاء العود و تعرك أذنيه و تقسم الفتيات إلى فريقين
فريق السمراوات و فريق البيضاوات و تغني أغنية و لا أحلى كلها مرح و فكاهة
أما العروس فهي تجلس في مكانها تتفرج و تنظر
بعد قليل تبدأ أصوات من الخارج تعلو
لقد جاء العريس في جمع من أصدقاءه و خلانه و هم ينشدون له و يتبارزون بالخناجر كطقس تقليدي و يقومون بوصفة العراضة
يدخل العريس لوحده
إلى جمع كبير من النساء و هذه برأيي اختبار له و بالتالي إما أن يثبت حضوره الرجولي أم لا
تنزل العروس من كوشتها و تمشي باتجاه الباب لتستقبل عريسها
و من ثم تقودها حماتها إلى غرفتها أو عالمها الجديد
تستمرالافراح في الدار الشامية رغم مضي العروس و العريس إلى دارهما

و بعدها تعود لحياة الى و تيرتها في البيت الدمشقي