عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-2015, 09:17 AM
المشاركة 13
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الفصل الحادى عشر

سعيدة مبتهجة مشرقة الوجة لا تفارق الإبتسامة شفتيها يَضربُ الدم وجنتيها بحمرة قانية تخطف الأبصار ..
وقفت أحلام في مكتبها بالكلية تتلقى التهاني من زملائها وطلابها بعد مواجهتها الصعبة مع أبيها وأمها وكامل عائلتها المتعنت والرافض لهذا الزواج .
وضعوا أمامها حياته منذ أن كان في حارة الكتاب بالقلعة وتاريخ أبيه الإجرامي..
كان ردها القاطع والحاسم دون تردد
-أن كل هذا حدث قبل أن يتلاقيا وتكتمل أضلاعهما.
وأن مازن قد أصبح أنسان آخر بعد أن أكتملت عظامه وكيانه . رضخت العائلة وشعر أبيها بالأسف الشديد لأنه بالغ في حمايتها ولم يتركها تواجه الحياة وصراعاتها.
قرر أن يتركها تكمل تجربتها تحت عينيه وبصره .
يدخل الساعي ويعلن عن وجود ضيفة تطلب مقابلة الدكتورة
على أنفراد.ولم ترد ذكرإسمها ..
تفاجئ أحلام بسهير مرتدية نظارة سوداء على وجهها في محاولة لإخفاء شخصيتها.
تتعرف عليها أحلام منذ لحظة دخولها ..
تقف في مواجهتها للترحيب بها وتطلب منها الجلوس فترفض وتبدأ المواجهة بينهما .
فى لهجة حاولت سهير أن تجعلها رقيقة النبرة .
- لا داعى لمجاملات والضيافة ..فأنا لم أحضر لزيارتك أو تهنئتك
- ظنتت هذا بالفعل حين رأيتك..أنكى حضرى لتهنئتى لصداقتك
لمازن ..
- كنت أود ذلك ..
بدأ ت علامات الغضب تكسو وجة أحلام .وفى لهجة باردة
- تشرفنى زيارتك على أى وجة ..ولكن هل يمكننى معرفة سبب
زيارتك الكريمة إذا لم تكن للتهنئة..
- لأريح ضميري ..
فى تعجب
- تريحين ضميرك.. لم أفهمك .أرجوكى يا هانم. وضحى كلامك
فى لهجة تهكمية وهى تهز أصبعها .
- لا يصلح.
فى تعجب
- ما هو الذى لا يصلح. لم أفهم شيئا من كلامك يا هانم..
أدخلى لب الموضوع أرجوكى .
- زواج شيطان. بملاك.
- أكرر أسفي يا سهير هانم. أنا لم أفهم بعد .
- زواجك من مازن.لا يصلح.
- لما ياهانم . لقد تصورت إنك حضرتى لتهنئتى .
- كنت أتمنى هذا .لو كان بغير مازن .
- وما عيب مازن .
- هذا هو السؤال .الذى جئت خصيصا لأجابته ..
ولأبصرك عن ما غفلت عيناكى الجميلتين أن تراة .
فى إبتسامة هازئة وقد أستشعرت الغيرة فى وجهها وكلماتها .
- وأنا كلى آذان صاغية لكى .
فى لهجة كظيمة حازمة ..
- ما تجهلينه يا دكتورة ..أنك سوف تتزوجين عن غفلة.
بأكبر نصاب في بر مصر.لا ليست مصر وحدها بل في ألمانيا
أيضا .
ومن المؤكد أنك صدقتي أنة حاصل على دكتوراة فى السياحة .
والحقيقة التى لا شك فيها .وأرجو أن يتحمل قلبك مواجهة
الحقيقة المريرة ..
- وما هى الحقيقة التى لن يتحملها قلبى ..
- الحقيقة أنه حاصل على دبلوم تجارة متوسط .
وهو يعيش مع أبيه النصاب في حارة الكتاب بالقلعة.
هذا بخلاف فضائح أبيه فى النصب على خلق الله وسرقتهم ..
يعنى مأصل فى النصب .وراثة فى دمه ..
هذا بخلاف فضائحة النسائية. وغيره.. وغيره..
أنا لو ظللت أحكى لكى فضائحه سوف أكتب مجلدات ولن تكفى
هل عرفتى الآن معنى كلامى وسؤالى
أنه لا يصح ولا يصلح هذا الزواج الغير متوافق ..
تبتسم أحلام في إستهزاء وقد تأكدت بغريزة حواء
الغيرة المشتعلة داخل أحشاء سهير.
- كلامك لن يغير شئ يا هانم .لأن مازن قبل ما يتقابل مع باقي
أضلاعه ويكتمل كيانه كان تائها فى هذه الدنيا..باحثا عنى وعن
أضلاعه الناقصة وأنا متأكدة انه سوف يتغير .
فى غيظ كاظم ولغة سفيهة .
-أيه ياختى ده .. أنا بقول أيه .. وهى بتقول أيه..
أضلاعها أيه.. واضلاعة مدرك أيه.. أحنا فى محل جزارة ولا فى
السلخانة . بقولك حتتجوزى أوسخ وأحط إنسان على وش الدنيا .
تقوليلى عضم وفشه وطحال. أيه ياختى ده .مرارتى هتتفقع .
فى إستهزاء وشماتة واضحة .
-انتى لم تستوعبى كلامى ياهانم .ولكى عذرك..
سوف أبسط لك النظرية . كل رجل خُلقت من ضلعه حواءة .
وأنا خُلقت من ضلع مازن..
عندما ألتقينا إنجذب الضلع اللى هو أنا .. لباقي أضلاعه اللى هو
مازن ..أظن وضحت كده .
صارخة فى غضب
- هاى . أستيقظى يا دكتورة .زواجك من مازن لن يكمل على
الأكثر سنة واحدة وقد لا يكملها .
فى لهجة واثقة
- سوف يكمل الثانية.. والثالثة....ولآخر العمر .
وضعت سهير يدها على المكتب وضعت وجهها فى وجة سهير
وفى لغة تحدى ..
- أتراهنينى .
- أرجوكى يا هانم كفى. مهاترات .أنا أرفض أن أتدنى فى الحوار
لهذا المستوى ..
- لن تخسرى شيئا لو جاريتنى فى رهانى هذا .
لو زواجك تخطى السنة سوف تكسبين الرهان
وتثبتى لنفسك صحة نظرية العظام بتاعتك .
وأنا سوف أبتعد عنه ولن أعترض طريقكما بعدها ..
وسوف أصبح من مريدينك والمؤمنين بحكاية العضام بتاعتك
أما لو إنكشف لك قبل أو بعد السنة الأولى .
تعديننى أنك سوف تبتعدى عنه وتتركيه لى .
فأنا من توبه وهو من توبى ...
موافقة أم خائفة أن كلامى يتحقق وأكون على حق .
فى ضجرمحاولة لإنهاء المناقشة والحوار
- موافقة. ياهانم . وسوف تثبت لك الأيام صحة النظرية ..
عندما ترى بعينيك وتسمعى بأذنيك عن مازن الذى ولد من
جديد..عندما أكتملت أضلاعه ..
فى لهجة ساخرة فى محاولة لكظم غيظها ..
- سوف نرى ونسمع يا دكتورة .
والأيام سوف تكشف وتثبت.
من منا على حق .ومن الغافل.
وفى لهجة واثقة وهى تعطيها ظهرها مغادرة ..
- لا تنسى ميعاد نا .
بعد سنة...