عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2015, 02:08 PM
المشاركة 54
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
النهضة العلمية للأمة قبل مجيء الحملة الفرنسية
على مصر هي من ضمن أسباب مجيء الحملة!



درج المدجنون على تلقين أبناء المسلمين في مراحل التعليم المختلفة
أن الحملة الفرنسية على مصر حفظها الله من كل كيد كانت تنويرية!!
فتحت مصر على العالم الخارجي (الغرب خصوصاً) وكانت البداية لانفتاح سائر الدول العربية والإسلامية على العالم الغربي..
لكن جاء العلامة محمود شاكر ليفجر المفاجأة المدوية عن تلك الحقبة
المنسية ..ماقبل مجيء الحملة ليكشف عن وجود نهضة علمية شاملة
اجتاحت الأمة على يد علماء أفذاذ كل في مجاله .. ففي أصول الدين
ظهر ابن عبد الوهاب لينهض بعلم التوحيد والعقيدة وينفي عن الأمة
خبث الشرك والدجل والخرافة.. وظهر الزبيدي صاحب تاج العروس لينهض بعلم اللغة العربية.. وظهر البغدادي صاحب خزانة الأدب وظهر كذلك الجبرتي الكبير نقل عنه الشيخ محمود شاكر :
((الجبرتي الكبير كان فقيها حنفياً كبيراً نابهاً عالماً باللغة، وعلم الكلام، وتصدر إماماً مفتياً وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ولكنه في سنة (1144هـ - 1731م) ولى وجهه شطر العلوم التي كانت تراثاً مستغفلاً على أهل زمانه، فجمع كتبها من كل مكان ، وحرص على لقاء من يعلم سر ألفاظها ورموزها، وقضى في ذلك عشر سنوات (1144- 1154هـ)، حتى ملك ناصية الرموز كلها، حتى النجارة والخراطة والحدادة والسمكرة والتجليد والنقش والموازين، وصار بيته زاخراً بكل أداة في كل صناعة يستفيدون من علمه، ومارس كل ذلك بنفسه ..))

ثم يذكر الشيخ محمود شاكر أمراً هاماً جداً له دلالته المدوية..

قال رحمه الله ناقلاً عن تاريخ الجبرتي : (( وحضر إليه (أي والده الجبرتي الكبير) طلاب من الإفرنج وقرأوا عليه علم الهندسة، وذلك في سنة (1159هـ - 1746م) وأهدوا إليه من صنائعهم وآلاتهم أشياء نفيسة، وذهبوا إلى بلادهم ونشروا بها العلم من ذلك الوقت وأخرجوه من القوة إلى الفعل واستخرجوا به الصنائع البديعة مثل طواحين الهواء، وجر الأثقال، واستنباط المياه، وغير ذلك))
الحقيقة المدوية يا سادة أننا كنا قاب قوسين أو أدني من محازاة
النهضة العلمية في الغرب في وقتها .. وكدنا نتساوى لولا مجيء
حملة الفتى الصليبي الماكر بونابرطة !
والتي جاءت من أجل قمع تلك النهضة التي بدت في الأفق وتناقلتها أجهزة الاستشراق والتجسس للغرب الصليبي الذي لم ينس أحقاد الماضي .. وظل يراقب الأمة من طرف خفي .. حتى إذا لاحت عليها بوادر نهضة ما جاء ليقضي عليها..
جاء بونابرت المتنور (وهو ماسوني من الدرجة33 ) لينسف المكتبات ويسرق المخطوطات ويقتل طلاب العلم وليغير شريعة
البلاد بقوانينه الوضعية والتي من أجلها جلب المطابع !
كان الهدف محو الهوية الإسلامية ومسخها بهوية غربية .. أي تدجين الأمة ليسهل فيما بعد استعبادها ..
جاء بالعلماء لينبشوا في أثار الأمم السابقة على الإسلام كي يسهل ذبذبة المصريين المسلمين بين عقيدتهم وبين عقائد أجدادهم الأقدمين الوثنيين ..
ومن هنا نفهم سر دعوة الماسوني جمال الدين الأفغاني
فيما بعد لعوام الشعب بأن يثوروا على كل الغزاة الوافدين حتى العرب المسلمون وأن يعودو إلى أصولهم الفرعونية ..
تاريخ طويل ومرير غفل عنه كثير من أبناء هذه الأمة ..وضع عليه الشيخ العلامة محمود شاكر مبضع الجراح الحاذق ليستأصل به ورم التغريب الخبيث من بين لحم ودم هذه الأمة..ولحمها ودمها دينها و تراثها ..