عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2015, 06:13 PM
المشاركة 56
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في لحظة وفاة الشيخ محمد عبد الوهاب كان المغرب قد تولى فيه الملك " المولى سليمان " الحكم و عمره إذ ذاك 25 سنة ، وكان فقيها عالما ، و توفي قبل احتلال الجزائر أي في سنة 1822 للميلاد ، و قضى في الحكم حولى 32 سنة أي أنه عاصر الحركة الإصلا حية لمحمد بن عبد الوهاب و كذلك الحملة الفرنسية على مصر ، فوحد البلاد وأخضع القبائل التي ثارت على الحكم المركزي إثر تنازع أفراد من العائلة الملكية الحكم .
خلاصة القول في الإصلاح الديني للملك سليمان ، فمنذ توليه الحكم كان مهتما بالإصلاح الديني نظرا لكونه عالما بشؤون الدين وكان الأقرب من أبيه الذي كان بدوره عالما فنجد في نص البيعة التي كتبها علماء "القرويين " جامعة بفاس ما يلي :" .... فتى نشأ في عفة و صيانة، و مروءة و ديانة، و عكوف على تحصيل العلم الشريف..." وكان يحضر الدروس في جامع القروين بل له العديد من المؤلفات .

وكان الملك السعود بن عبد العزيز وجه رسائل إلى ملوك الدول الإسلامية يبين فيها و يدعوا فيها إلى تبني الدعوة الإصلاحية في عام 1226 للهجرة و كان محمد بن عبد الوهاب قد توفي وقتئذ 1206هجرية ، فكان من الملك سليمان يرحمهم الله جميعا أن أرسل علماء المغرب يتعرفون على الدعوة الإصلاحية في وفد ذهب لحج بيت الله الحرام برئاسة
القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي . و تضمن أيضا الفقيه أبو الفضل العباسي بن كيران . والفقيه المولى الأمين بن جعفر الحسيني الرتبي. والفقيه محمد العربي الساحلي . فاستقبلوا من طرف الملك المصلح و أضع هنا نصا في الموضوع عن هذا اللقاء في كتاب الاستقصا : "
"وبلغنا أنكم تمنعون من زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة سائر الأموات مع ثبوتها في الصحاح التي لا يمكن إنكارها، وقال: معاذ الله أن ننكر ما ثبت في شرعنا. وهل منعناكم أنتم لما عرفنا أنكم تعرفون كيفتها وأدبها؟ وإنما نمنع منها العامة الذين يشركون العبودية بالإلوهية ويطلبون من الأموات أن تقضي لهم أغراضهم التي لا تقضيها إلا الربوبية "

ولما رجع وفد العلماء و أثبتوا للسطان أن الحركة الإصلاحية هي من صميم السنة كتب رسالة في الموضوع وتبنى جوهر الدعوة الإصلاحية مع اختلاف الأسلوب . حيث ركز كثيرا على الإصلاح التربوي

يقول الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله مجملا ما قالته المصادر التاريخية في هذا الباب في العبارات المركزة التالية :
«ولم يفته –أي المولى سليمان- دعم النشاط الثقافي، بتشجيع العلماء، وبناء نحو ثلاثين مدرسة بالحواضر والبوادي، وجلب المؤلفات من الشرق، والإسهام شخصيا في حركة التأليف والتكوين العلمي، فحفظ أشعار العرب، مع صحاح الحديث وأمهات الكتب، تركيزا للملكة العلمية، بدلا من الانكباب على المختصرات التي تحجز الفكر، وكان من دعاة السلفية التي تستمد من الكتاب والسنة تلك الإشراقة اللماعة التي تطبع الروح الإسلامية ببساطتها ونصاعتها وصفائها».

فمن هذا الجانب كن مطمئنا أستاذي الفاضل ، فلا أحد ينكر دعوة الإصلاح ، لكن لماذا احتاجت الأمة إلى الإصلاح هنا ستعرف ما بلغته الأمة يومها من اضمحلال لبناتها وهيكليتها .

المولى سليمان إيمانا منه بالإصلاح داخل البيت طبق سياسة الاحتراز ، و قاطع الغرب و خاصة الفرنسيين الذين كانوا يستعدون لغزو المغرب و تمركزت جيوشهم في إسبانيا ، فأغلق البلاد في وجه أوربا و تجارها و بضائعها و أوقف تصدير المنتجات المغربية إليها .

يتبع .