عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2015, 12:47 AM
المشاركة 57
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جاءت المحاولة الثانية للإصلاح في المغرب عقب تولي السلطان مولاي الحسن الأول الحكم في 1873 للميلاد 51 سنة على وفاة المولى سليمان ، هذه الفترة عرفت احتلال الجزائر في سنة 1830 كحدث قوي زلزل المنطقة بأكملها و أبان عن الضعف الهائل الذي يعتري الأمة ، فاضطر المغرب للحرب نصرة للأمير عبد القادر الجزائري الذي تربطه علاقة بيعة بالسلاطين المغاربة عندما هاجمته فرنسا عام 1844 ، وكان هذا التاريخ مفصليا حيث انهزم المغرب أمام فرنسا هزيمة مدوية ، أشرت على الفارق الكبير بين القوة شمال المتوسط و جنوبه ، فإذا كانت معركة واد المخازن أجهزت على القوات البرتغالية في عهد عبد الملك السعدي و اكتسب المغرب مهابة كبرى أخرت الأطماع الاستعمارية ، فمعركة إسلي كشفت عن تغير موازين القوى بين الماضي والحاضر ، هذه المعركة أبانت عن عدم نجاح السياسات الإصلاحية التي انتهجها المغرب ، وفرضت شروط قاسية على المغرب وقتها في معاهدة للامغنية ، منها تعوضات قاسية و عدم مساندة المقاومة الجزائرية واقتطاع أجزاء من أرضه كما اضطر المغرب أيضا إلى توقيع معاهدة مع اسبانيا بشروط مجحفة بعد هزيمته في حرب تطوان أمام اسبانيا 1862 .
في المحاولة الإصلاحية الثانية التي تمتد من هزيمة تطوان قام المغرب بإرسال بعثات إلى العديد من الدول و قام بتحديث الإدارة و الجيش و حاول السلطان تدارك الفارق بين المغرب و أوروبا الاستعمارية لكن الشروط المجحفة في المعاهدات أدت إلى السيطرة على اقتصاد المغرب و هذا ما أدى به إلى الوقوع تحت نظام الحماية الإستعماري في 1912 .

خلاصة القول :
محاولات الإصلاح الأولى : كان الجزء الأكبر منها متوجها إلى الإصلاح الديني .
محاولة الإصلاح الثانية غلب عليها الطابع العسكري والتقني و محاولة تحديث الإدارة .


بعجالة هذه أهم محطات الإصلاح في المغرب قبل استعماره .

وفي الجزء الموالي سأحاول أن أتناول تقهقر الدولة العثمانية . لكن قبل ذلك لي بعض الملاحظات حول مداخلتك .

ورد النص التالي في مداخلتك :

((الجبرتي الكبير كان فقيها حنفياً كبيراً نابهاً عالماً باللغة، وعلم الكلام، وتصدر إماماً مفتياً وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ولكنه في سنة (1144هـ - 1731م) ولى وجهه شطر العلوم التي كانت تراثاً مستغفلاً على أهل زمانه، فجمع كتبها من كل مكان ، وحرص على لقاء من يعلم سر ألفاظها ورموزها، وقضى في ذلك عشر سنوات (1144- 1154هـ)، حتى ملك ناصية الرموز كلها، حتى النجارة والخراطة والحدادة والسمكرة والتجليد والنقش والموازين، وصار بيته زاخراً بكل أداة في كل صناعة يستفيدون من علمه، ومارس كل ذلك بنفسه ..))

هذا النص يجيب بالطبع عن الحالة التي كانت عليها الأمة في تاريخ الجبرتي الأب إذ يؤكد بشكل صريح أن الأمة أهملت العلوم ، فحاول إحياءها .

النص الثاني :
(( وحضر إليه (أي والده الجبرتي الكبير) طلاب من الإفرنج وقرأوا عليه علم الهندسة، وذلك في سنة (1159هـ - 1746م) وأهدوا إليه من صنائعهم وآلاتهم أشياء نفيسة، وذهبوا إلى بلادهم ونشروا بها العلم من ذلك الوقت وأخرجوه من القوة إلى الفعل واستخرجوا به الصنائع البديعة مثل طواحين الهواء، وجر الأثقال، واستنباط المياه، وغير ذلك))

هذا النص يؤكد على حقيقة المجتمع المعرفي و العلمي في الغرب ، فهم يبحثون عن العلوم كيفما كانت وأنا وجدت ، كما يفعلون إلى اليوم وهم الذين يستغلون طاقاتنا وكفاءاتنا بينما لا نزال ننقاش هنا ، أنأخذ منهم أو ننغلق .



تقول نقلا عن الشيخ محمود شاكر :

"الحقيقة المدوية يا سادة أننا كنا قاب قوسين أو أدني من محازاة
النهضة العلمية في الغرب في وقتها .. وكدنا نتساوى "

هذه جملة مبالغ فيها بل هي مجرد تمني ، و لا يوجد ما يعززها في الواقع من القرن الثامن عشر بل قبله إلى اليوم ، فالجامعة في أوروبا بدأت فيها العلمية في القرن السادس عشر . بينما لم نعتمد نحن الجامعة الحديثة إلا في أواخر القرن التاسع عشر مع محمد عبده و الأفغاني .


وشكرا