عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2015, 04:17 AM
المشاركة 58
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحييكم جميعا أولا على النقاش المثمر ..
ولو أنى لاحظت فى بعض الأحيان أن الحوار يتشعب خارج نقطة النقاش الرئيسية ,,
وحتى لا يطول الخلاف فى نقطة التقدم التكنولوجى والتى هى جزء بسيط من التقدم الحضاري فنقول
أن التقدم التكنولوجى ليس فيه مجال للصراعات الحضارية أصلا حيث أن مختلف الحضارات تدين لبعضها البعض فى التقنية والتقدم العلمى ومن العبث ــ كل العبث ــ اعتبار التقدم التكنولوجى تقدما حضاريا فى المجمل بغض النظر عن الجانب الفكرى ,
كما أنه من العبث أيضا المقارنة ومحاولة التفاضل على أساس التقدم التكنولوجى , لأنه كما سبق القول هو أدوار متبادلة عبر التاريخ فكما تقدم الأوربيون فى البداية قبل الإسلام ثم انتكسوا جاء العرب بالإسلام فتقدموا وأهدوا الغرب بالمقابل أساسيات علمية لا زالت قائمة لليوم فى الطب والفلك وعندما تراجع التقدم العلمى العربي تقدم الغرب فقدم لنا المستجدات العلمية .. وهكذا دواليك

فرجاء لا داعى للإغراق فى تلك النقطة فهى دائرة مفرغة

أما أصل النقاش ..
فهو المعنى الحقيقي للحضارة والمقصود به التقدم الفكرى والعقائدى والأدبي , فهذا هو المقياس الباقي منذ آلاف السنين , وهذا هو ما تتفاخر به الأمم
ووجهة نظرنا قائمة على أن الحضارة الإسلامية الفكرية تبز غيرها فى هذا المجال , ليس فقط بسبب نزول الإسلام فى أرضها وانتشاره منها ــ فهذه هبة إلهية ــ ولكن لأن المسلمين قدموا تراثا فكريا على مبانى الكتاب والسنة يعتبر أكبر موروث حضاري للبشرية كما وكيفا

ونقطة خلافنا الرئيسية مع من يناصر الفكر الغربي من المسلمين والعرب أنهم مسخوا أنفسهم بالفكر الغربي واعتبروا أنفسهم سفراء للتغريب فى بلادنا منذ القرن التاسع عشر ..
ولهذا فهنا لفت نظرى قول الأخ ياسر على ..
"الحقيقة المدوية يا سادة أننا كنا قاب قوسين أو أدني من محازاة
النهضة العلمية في الغرب في وقتها .. وكدنا نتساوى "
هذه جملة مبالغ فيها بل هي مجرد تمني ، و لا يوجد ما يعززها في الواقع من القرن الثامن عشر بل قبله إلى اليوم ، فالجامعة في أوروبا بدأت فيها العلمية في القرن السادس عشر . بينما لم نعتمد نحن الجامعة الحديثة إلا في أواخر القرن التاسع عشر مع محمد عبده و الأفغاني .


فهو يعتبر النهضة بدأت مع محمد على والأفغانى ..
ولا أدرى هل تقصد النهضة العلمية أم الفكرية
فذكرك للأفغانى ومحمد عبده يشير للجانب الفكرى ولهذا سأرد فى تلك النقطة
ففي الوقت الذى تعتبر فيه الأفغانى وعبده علامة للنهضة الفكرية أعتبرهما ــ وفق مقياس المفكرين المسلمين المشتهير المتصدين للتغريب ــ من علامات تراجع النهضة الفكرية الإسلامية

والحقيقة وبدون الخوض فى التفاصيل أحب أن أنبه لمشكلة عويصة جدا نقع فيها نحن الشباب من المثقفين
هذه المشكلة هى أن كثيرا منا تأثر بشدة من حملات الإعلام الضخمة منذ الستينيات والتى روجت بشكل مبالغ فيه لثقافة العلمانيين والعصرانيين الذين أحيوا فكر المعتزلة
وتمت صناعة المسلسلات والأفلام والألقاب المفخمة لبعض الشخصيات التى قد لا تساوى مثقال ذرة فى الفكر أو العلم كسلامة موسي مثلا ومثل نصر أبو زيد أو فرج فودة !
أو قد تروج للمبتدعة ومقلدى المستشرقين مثل طه حسين وأحمد لطفي السيد وهكذا سمعنا من يقول عن طه حسين أنه عميد الأدب وعن لطفي السيد أنه أستاذ الجيل وعن محمد عبده أنه الأستاذ الإمام وهكذا وهكذا !!
مع أنك لو سألت واحدا ممن يرددون هذه الألقاب لهؤلاء الناس عن كتاب واحد أو مؤلف واحد له أثر فكرى فلن تجد منه إجابة على الإطلاق
والسبب الرئيسي أن المرددين من الشباب مجرد مقلدين لم يقرئوا لهؤلاء الناس أصلا
وأكاد أجزم أنهم لو طالعوا فكرهم لتراجعت وجهة نظرهم تماما لأن فكر هؤلاء القوم مرفوض رفضا باتا من كل صاحب عقيدة سليمة

وفى نفس الوقت الذى روج الإعلام فى مصرنا لطه حسين والأفغانى ومحمد عبده قام بإهمال أبطال الفكر الإسلامى الحقيقي وردم سيرتهم حتى جهلهم سائر المثقفين كبارا وصغارا إلا قلة بسيطة نقبت وفتشت فقرأت لهؤلاء العمالقة مثل محمود شاكر وشقيقه العلامة أحمد شاكر والشيخ الشنقيطى ورشيد رضا وغيرهم

الخلاصة ..
أرجو من الأخ ياسر على أن يعيد التفكير فى مسألة تقليد التعظيم لأسماء دأب المتغربون على تعظيمها كما أدعوك أخى الحبيب ياسر أن تتأمل فى طبيعة أولئك الذين يؤيدون أفكار محمد عبده وطه حسين وأمثالهم
لو أنك تأملتهم ستجد أنصارهم من عتاة العلمانية فى مصر مثل جابر عصفور وعبد المعطى حجازى وفرج فودة ومن على دربهم ..
النقطة الثانية :
أنت تقول بأن محمد عبده والأفغانى لهم نهضة فكرية فهل لك أن تسرد لى فى نقاط مختصرة إنجازات فكر محمد عبده مثلا وتخبرنى عن الأفكار التى كان يدعو المسلمين أن يطبقوها ؟!
وهل أنت مع هذه الأفكار أم لا ..