عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2751
 
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية

زياد القنطار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
385

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Sep 2014

الاقامة
سوري ...أعمل في سلطنة عمان

رقم العضوية
13217
12-07-2014, 03:24 AM
المشاركة 1
12-07-2014, 03:24 AM
المشاركة 1
افتراضي على أطلال الذاكرة..2...قصة قصيرة
[justify]
علـــى أطــــلال الذاكــــرة

• المكانُ طفلٌ تجوبه خطاي الحابية,و الزمنُ راحلٌ رحيلَ مودعٍ مازالتْ رؤوسُ أصابعِهِ تنْسلُّ مرغمةً من بين الأكفِ المودعةِ .وبين حبوِ المكانِ والزمنِ المسافر .تفيضُ الحياةُ بعبقِ الاشتهاء ألزمها حبواً فتخاتلني عدواً ,وتبدأ الرحلة .
بيدي أمسكُ صحيفتي المدرسية (الجلاء)وبثمرةِ تعب ذلك العام خرجتُ أحثُ الخطى مغادرأ بوابةَ سورها لم يكن سوراً ولم يكن هناك بوابةٌ تحكم سد الطوِّق ....هي بعضُ أحجارٍ مبعثرةٍ لم يكن اجتيازها يلزمه الكثير من العناء ,فكانت مكان لهونا الأثير ... حتى مدرستي كانت حرةً ,وبلا أسوار ,وليتها كانت ,لكنتُ أدركتُ مبكراً حدوداً للمكان تبدأ وتنتهي ,وماأوسعتُ للأحلامِ المدى ...!!
بعبثي الطفولي ..رميتُ بكرةٍ كنتُ قد بيَّتها من أمسي لتشاركني فرحي كان لها مواصفات الكرة بشكلها ,أما براءة اختراعها فكانت مسجلة باسمي , جورباً قديماً وخيراً أني وجدته ,,حشوتُه بقطع قماشٍ رثَّة ,ومن (كركر) والدتي ــ ومن لايعلم فخيط (الكركر) أكثر متانة ومقاومة ــ كورتها وأحكمت لفها وهاهي تدرجُ أمامي وتحاكي سعادتي بنجاحٍ لم يكن أكثر سعادة بانعتاق من مستحقات سنة دراسية أثقلت كاهلي .....!!
في المنزل لا أذكر أن الاحتفالية بتفوقي كانت من الأهمية بحيث تتصدر قائمةَ اهتمامات اليوم , فتلك أيامُ قحطٍ لايسمحُ بتأخير أولوياتها...!! الحصاد على الأبواب ,التمر و القمردّين سيكون قلق تأمينهما مستبداً ,لايسمح بالالتفات إلى تفاصيل أقل قداسة ,وكأن المواسم لايحل قطافها إلا بهذا الطقس المهيمن ........!!!
@ ـــ قاتل الله التربية الحديثة وتأخرها !!,في باكورة تلك السنة ,وبلهو الطفولة ,أوقعَ أحدهم صديقاً له من على حجرٍ فكسر يده ,في صبيحة اليوم التالي كان قرار (الفلق ) قد اتخذ ,في سهرةٍ للمعلم عند أهل المصاب ,فالجريمةُ واضحةٌ وموصوفة والحكمُ فيها بينٌ ,والقصاصُ سمةُ العدل .ما كان الجاني والمجني عليه من أصدقائي إنما ما أثار تعاطفي مع الجاني هو مكرٌ في عيني ذلك الرجل (المعلم ) بلونهما الذي يفيض بزرقة مخضرة لاتشعرك بالأمان مع جحوظ بيّنُ المعالم . لم أكن أكرهه ولكن لم يشعرني النظر إليه يوماً بطمأنينة المفروض أن تكون حاضرة . ألزم زميلان من زملائنا برفع رجلي الجاني ,ومازالت عصا أبو العينين ذاك ترن في أذني إلى هذا اليوم , وبدا الأمر طبيعياً مع حضورٍ لبعض أهل القرية المصطفين على ذلك السور الذي أسلفت وصفه ,فخط العدل أولى سطوره في سماء طفولتي .
@ ـمخيلتي المتواضعة لم تستطع أن تحيط بتفاصيل ذلك البحر الذي كان يحدثنا عنه المعلم بطرب فهو أنهى خدمته الإلزامية للتو ,وقدِّر لها أن تكون في مكان يطلُّ على شواطئه ,إلا أنني لم أكن أتصور أن شواطئه ولهو ولعب وفرح من عليها سيكون أكثر فرحاً مما تثيره شواطيء ( بركة الماء ) في قريتي ,حيث اصطيافي ومتنفسي ,وهربي من قيظ الصيف إليها وإلى ظلال جوزة أبي فهد التي اتكأت هناك على حافة ذلك المنهل ,ولم يكن ليقلقني إلا صوت ندائه الدائم ً ,بعدم المساس بها ,في ذلك اليوم .أجفلَ أحدُ الصبية بلهوه حصانَ أحدهم فأوقعه عنه ,,فرَّ الصبي من استحقاقِ المواجهة ,وبعدها بزمن ليس ببعيد سمعنا بعض طلقات من بندقية ,نطقت بحكم مبرم على الحصان بالاعدام ,يومها قيل لي أن الرجولة لاتحتمل مثل هذه المواقف فالحصان يستحق ما ناله بما اقترفت قائمتاه الأماميتان واقفاً عليهما ,ليرمي صاحبه.أما أنا فما زال ذلك الحصان واقفاً على قائمتيه في ذاكرتي ...!!

@ ـــ في نهايات السنة الماضية ,وقبل أن تودع البذور في بطون حقول القرية ,اصطحبني والدي إلى حيث نصبَ أفخاخاً لطيور (الزرعي ) فحبة القمح المشدودة إلى الفخ لم تكن أكثر إثارة من مياه تنعكس منها أشعة الشمس ,أودعها والدي في ذالك الصاج الذي قررت أمي أن تحيله إلى التقاعد بعد أن فترت همته في إنضاج رغيفها الذي تباهي به ,وربما تقديراً لخدماته قرر والدي أن يخصه بعمل آخر كي لايسام خردة من أحد الجوالين ....!!
إحداهن لم يطبق الفخ على رقبتها بشكل جيد ,فكتب لها أن تحيا وقتاً آخر ,أخذتها بيدي حية فَرِحْتُ بعصفورتي التي أهداني إياها والدي لإمساكي جناحيها وفردهما , وحسدتها امتلاكهما وطيرانها .. لم يدر بخلدي يومها أي جدلية مرتبطة بالحرية والحقوق ,إلا أنني أتحسس ألماً في معدتي عندما تمر ذكراها .....!!!!!ِ


[/justify]


هبْني نقداً أهبك حرفاً