عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2013, 07:18 PM
المشاركة 5
أحمد إبراهيم عبد العظيم
مُـفكـر وأديب مصـري
  • غير موجود
افتراضي
الرئيس "مرسي" هل فقد هيبته؟

- ممكن القول ؟..أن الرئيس "محمد مرسي" فقد الكثير من هيبته إبان فترة حكمه لمصر وقد أوقع الرجل الكثير في حيرة من أمرهم , لماذا يظل صامتا تجاه الكم الرهيب من الإهانات والسخرية ليلا نهارا وقد أصبح أمراً غير مقبول فالرجل لم يكن يحكم السويد و رده بأنه ليس له حقوق إنما عليه واجبات غير مقنع فهناك فرق بين محمد مرسي الإنسان والرئيس و رد اعتبار الدولة في منصب الرئيس ومكانتها الداخلية والخارجية واجب قومي يهم ويقدر الجميع.
..طالما طالبه شباب الإخوان وصاحوا أغضب أغضب حتى من انتخبوه أصابهم الملل والاستياء من هذا اللين المفرط وإن كان أمره من زاوية دينية وهي الدفع بالتي هي أحسن فهناك في الدين متسع يحث على القليل أو الكثير من الشدة عند اللزوم.


- ممكن القول؟..أن القضاء والداخلية لم يتعاونا معه وإن غضب الرجل فأين اليد القوية التي تعينه على الساخرين والمستهزئين؟ , وأنه كان لا ينصت للغوغاء بل كان مشغولا ببناء مؤسسات الدولة أولاً بعد الحالة الثورية التي أطاحت برأس النظام البائد "فقط" لكن باقي أجهزة النظام مازالت تنبض ورجال مبارك ومؤسساته مازالوا يتنفسون فسادا والرئيس مرسي قال أنه كلما رفع حجر وجد خلفه ثعبان, فتوغل النظام القديم وعمقه المؤسسي واستماتته في الدفاع والمناورة ألزم تطهير الصديد أولا وبعدها فلنلتفت لتنظيف الأرض.

- ممكن القول؟ .. أن السخرية أحد طرق التعبير عن حرية الرأي وأنها من مكتسبات ثورة 25يناير و في ظل العولمة أصبح من المعتاد السخرية اللاذعة من الرؤساء بروح من الدعابة والنكات المضحكة , ألم يكن برنامج "البرنامج" للإعلامي "باسم يوسف" نسخة من برنامج أمريكي "ديلي شو" للمذيع "جون ستيوارت" ألم نشاهد بالأمس القريب فتاتان من لاعبي كرة السلة يمازحان الرئيس "أوباما" بالإيماء بأصابعهما من خلف رأسه أثناء التقاط الصور معه , ألم نشاهد رئيس فرنسا السابق "نيكولا ساركوزي" وعبارات السخرية تنال منه حتى الرئيس (المؤقت) "عدلي منصور" قد نال القسط الأكبر في الشارع المصري وفي صفحات التواصل الاجتماعي فلم ينجو أحد من حرية التعبير التي نتشدق بها .

- ممكن القول؟ .. إن الرئيس مرسي كان مستهدف بمعنى أنه في موضع التصيد من المعارضين فإذا صمت خرج البعض يقول أنظر الرئيس الضعيف الذي فقد هيبته وإذا أخذ موقف بمعاقبة من يسخر منه خرج أيضا هؤلاء يقولون أنظر الرئيس الديكتاتور الفاشي الظالم الذي يحارب المبدعين ..فالرجل كان يواجه رغبة مريضة جامحة وحشية ترغب في الإطاحة به لا يجد خلالها مساحة حوار في ظل الانقسامات وأرض لا تقبل الآخر.

- ممكن القول؟ .. أن السخرية أحدى طرق المعارضة بشكلها الفني والتقني المحترم عبر ميثاق الشرف الإعلامي والصحفي والقواعد والأصول المهنية في الإعلام بكافة صوره, أما عن استدعاء الغوغائيين للمشهد من الراقصات والأرجوازات والبهلوانات فهؤلاء السوقة والساقطات لا مبدأ لهم ولا يفقهون سوى لغة المال ولا يقفون عند أعتاب العلماء والشرفاء فهم دمى معلقة في الأيادي الفاسدة الضعيفة التي لا تقوى على المنافسة الشريفة.

- ممكن القول؟ .. أن الشارع المصري يشهد حالة مزاجية مختلفة في أقصى درجات الانفلات والهبوط الأخلاقي وانجراف للقيم والثقافة وأن الاختلاف يقابله كومة من البذاءات وقذائف اللهب من ألفاظ نابية وإشارات جنسية وتشويه ووابل من السباب والشتائم والتشويه واستباحة الأعراض والكرامات والتجريح والتهجم واستدعاء أي أسباب زائفة للصدام ما يمثل أعلى درجات الاغتيال المعنوي فلا أحد منهم يعبأ بالوطن ولكن الهدف انتصار ذاتي.

- ممكن القول؟..أننا في لعبة سياسية وسيرك كبير واسع المدى فإما أن تجيد اللعب أو تجتهد مرانا وتمرينا أو تتنحى جانبا , وقواعد اللعبة مكشوفة وحلبة الصراع تمثل ساحة حرب تدفعك بالاستعانة بأي مخرج سياسي أوديني فالحرب خدعة كما هي قوة وأن ما حدث هو مهزلة ولا يعبر عن حرية الرأي, فالحرية يجب أن تكون منضبطة ملتزمة المسار لا تكون منفلتة تطيح بما تشاء من قيم ومعايير وأسس.

هل الرئيس مرسي في ظل الرؤى السابقة فقد هيبته وهل هذا يفقده الأهلية بمعنى أنه فقد صلاحيته وجدارته لإدارة شؤون مصر؟!! صراحة أنا لا أعلم كيف كان يفكر الرجل وعله يوما يكشف لنا الحقيقة وما كان مني إلا عرض ما بداخلي من رؤى قد يعد إحداها تفسيرا , لكن رؤيتي أقرب أن ما حدث يعد مهزلة في حق مكانة الرئيس وهيبة مصر.

أستاذ /محمد جاد الزغبي
تقبل مروري
كل الاحترام والتقدير

اللهم أحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين