الموضوع: التوسل !
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2014, 08:50 PM
المشاركة 26
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قال الإمام المحدث السلفي الشيخ محمد بن علي الشوكاني في رسالته (الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ) : أما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلب العبد من ربه فقد قال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام : إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي


على أن الشيخ ابن تيمية في بعض المواضع من كتبه أثبت جواز التوسل بالنبي r دون تفريق أو تفصيل بين حياته وموته وحضوره وغيابه ، ونقل عن الإمام أحمد والعز بن عبد السلام جواز ذلك في الفتاوى الكبرى .

قال الشيخ : وكذلك مما يشرع التوسل به صلى الله عليه وسلم في الدعاء

كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه : ((أن النبي r علم شخصاً أن يقول : اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد r نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي حاجتي ليقضيها فشفعه فيَّ)) .. فهذا التوسل به حسن . اهـ ( الفتاوى ج3 ص276 ) .
_____________________

سأجيبك عن معنى كلام الشيخ الشوكاني رحمه الله ، جاء في ص 18 من كتاب الدر النضيد للشوكاني رحمه الله تعالى :
( و أما التوسل إلى الله سبحانه بأحدٍ من خلقه في مطلب يطلبه العبد من ربِّه ، فقد قال الشيخ عزّالدين بن عبدالسلام : إنه لا يجوز التَّوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي صلى الله عليه و سلم ، إن صحَّ الحديث.
و لعلَّه يشير إلى الحديث الذي أخرجه النَّسائي في سننه ، و الترمذي و صححه ، و ابن ماجه ، و غيرهم ، أنّ أعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال:
( يا رسول الله إني أصبت في بصري فادع الله لي ، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : (( توضأ و صلِّ ركعتين ، ثمَّ قل: اللهم إني أسألكَ و أتوجَّه إليك بنبيك محمد ، يا محمد إني أستشفع بك في رد بصري اللهم شفِّع النبيّ فيَّ ))
و قال: (( فإن كان لك حاجة فمثل ذلك )) فردَّ الله بصره. (1)


و للناس في معنى هذا قولان:
أحدهما: أنَّ التَّوسل هو الذي ذكره عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمَّا قال: كنَّا إذا أُجدبنا نتوسلّ إليك بنبيك فتُسقينا و إنَّا نتوسلُّ إليك بعمِّ نبينا . و هو في صحيح البخاري ، و غيره (2) . فقد ذكر عمر رضي الله عنه أنَّهم كانوا يتوَّسلون بالنبي صلى الله عليه و سلم في حياته في الاستسقاء ، ثم توسل بعمِّه العباس بعد موته ، و توسلهم هو استسقاؤهم بحيث يدعو و يدعون معه ، فيكون هو وسيلتهم إلى الله تعالى ، و النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان في مثل هذا شافعاً و داعياً .




و القول الثاني : أن التّوسل به صلى الله عليه و آله و سلم يكون في حياته ، و بعد موته ، و في حضرته ، و مغيبه ، و لا يخفاك أنه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه و آله و سلم في حياته ، و ثبت التوسل بغيره بعد موته ، بإجماع الصحابة إجماعاً سكوتيا ، لعد إنكار أحدٍ منهم على عمر رضي الله عنه في التوسل بالعباس رضي الله عنه.

و عندي أنه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بلنبي صلى الله عليه و آله و سلم ، كما زعمه الشيخ عزُّالدين بن عبدالسلام ....)

و جاء في ص 86:
( فمن جاء إلى رجل صالح و استمد منه أن يدعو له فهذا ليس من ذلك الذي يفعله المعتقدون في الأموات ...)
و جاء في ص87 :
( ... و الحاصل أنَّ طلب الحوائج من الأحياء جائز إذا كانوا يقدرون عليها ...)

فيا أستاذ جابر!
مفاد كلام الإمام الشوكاني جواز التوسل بالصالحين في طلب دعائهم ما داموا أحياء، فإن ماتوا فالاستغاثة بهم تحرم و طلب قضاء الحوائج منهم شرك.

فلماذا دلست على الإمام الشوكاني ؟

أما ابن تيمية فهو في غنى عن تعريفي بأنه قامع المبتدعة و قاهر أهل الأهواء،فيستحيل أن يميل مع من هم على مثل معتقدك، و من باب الافتراض ، هات نصا من كلام ابن تيمية يؤكد كلامك !

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا