عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2014, 06:14 AM
المشاركة 3
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
جزار وعينيه رادار...

سلسلة مواقف طريفة مع جزار في حي شعبي..

الحلقة الثانية:



جهز الرادار الكراسي والطاولات، وأشعل الشواية ليبدأ مرحلة الشواء المسائية التي يرتفع فيها الدخان عاليا ورائحة الشواء تدغدغ الأمعاء الجائعة..


بعد لحظات سمع صراخا وشتما وسبابا يخترق الآذان..

فترك كل شيء مستسلما لفضوله ومسلما له كل أسلحة العقل، وجد جاره أبو عصام بقال الحي في شجار مع بائع أنابيب الغاز، فغر فاه لحظات ثم أفاق فهب إليهم يحاول إصلاح ذات البين، فخبطه البقال خطأ على رأسه بعصا خشبية، تاهت بها عصافير عقله وزاغت عيناه الماهرتان في الجاسوسية..

نفد بجلده وسار متمايلا إلى دكانه، وجلس هنيهة يلتقط أنفاسه، ثم تنبه فجأة وكأن دبوسا وخزه، وسار بسرعة نحو الشواء الذي أصبح في خبر كان، وقد قامت النار بواجبها تجاهه فأحالته إلى سواد ...

بكى حظه العاثر ونظر إلى المرآة لاعنا عيناه الجاحظتين كجحوظ فضوله، وصفع وجهه يربيه لعله يفيق من راداريته التي ضيعت عمره في تتبع أعمار الناس..

هل الزبائن وقد وضع لحما جديدا..انغمس في عمله وهات وهاك ..

بقي وحيدا أخيرا وقد شارفت الحادية عشرة ليلا على الحلول، لاحظ حركة غريبة في الحي، شمشم بحاسته التفقدية، لم ير شيئا... انشغل باله وارتفع التحدي داخله..

لابد ألا يفوتني شيء، لن أنام الليلة من القلق، ماذا أفعل لفضولي الذي يوجع رأسي ولا يرفع عني سكاكين الحيرة..هكذا خاطب نفسه..

قام من مكانه متكاسلا، وهم بإغلاق الدكان، فمر أمامه شبح شاحنة متراقصا أسال لعاب فضوله فساحت عيناه ثانية وخرجت من الدكان وعادت أخيرا وفي شبكيتها الخبر اليقين..

بقلم: نزهة الفلاح