عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2015, 04:44 AM
المشاركة 4
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التوحيد فى مصر ..
كانت النظرية القديمة القائلة بأن الحضارة الفرعونية تعددية ووثنية تعتمد على وجود 2800 إله كما سبق القول , وأيضا من خلال قصة فرعون الذى اتضح أنه رمسيس الثانى بعدما كشفه العالم الفرنسي الشهير موريس بوكاى عندما حلل جثة رمسيس الثانى واكتشف بقايا الملح البحرى على جسده وأطلعه بعض أصدقائه على القصة القرآنية مما تسبب فى إسلامه بعد ذلك وخرج يروى عن الحقائق المذهلة التى اكتشفها بتدبر القصص القرآنى وذلك فى كتابه الأشهر " القرآن والإنجيل والتوراة والعلم " وهو كتاب وثائقي رصين يمثل صفعة على وجه متنطعى العلمانية فى مصر
هذا عن المعلومات القديمة والمعروفة ..
لكن المعلومات الأكثر صحة والتى اتضحت بعد العثور على كتاب " الموتى " وهو أقدم كتاب فرعونى تمت ترجمته وفك رموزه ليتضح أن الحضارة المصرية قامت على أساس التوحيد وذلك بسبب الآتى .. "[1]"
أولا / كلمة نفر والتى وجدها الأثريون تصف 2800 تمثال لشخصيات متعددة لا تعنى كلمة " إله " بل ترجمتها الحرفية " اليد القوية " أى أنها صفة وليست مسمى الهي ..
وتتجلى الإثارة الحقيقية فى الصفات التعريفية المكتوبة إلى جوار تماثيل هذه الآلهة ولفتت نظر العديدين من الباحثين لقوة الربط الحادث بالأنبياء والمرسلين ..
فهناك " أتوم " والتعريف به فى كتاب الموتى هو أنه أول بشري نزل من السماء وأبو الحياة على الأرض
وهناك " أوزوريس " ووصفه يقول بأنه الذى علم الناس الكتابة والحياكة وسبل التسجيل
وهناك " نوه " ووصفه بأنه الذى أنقذ البشرية من الغرق
والأسماء والأوصاف شديدة الوضوح
ثانيا / وهو الدليل القاطع على التوحيد لدى الفراعنة .. ما نقلته نصوص كتاب الموتى حيث قالت إحدى صحائفه بالحرف ..
" أنت الأول قبل كل شيئ وأنت الآخر وليس بعدك شيئ "
" قال الله خلقت كل شيئ وحدى وليس بجوارى أحد "
كما يُــعــرّف كتاب الموتى المسلات أنها إشارة التوحيد وهو ما يتضح من إشارتها الدائمة للسماء , فضلا على أخناتون الملك الذى نادى بالتوحيد , ووجوده الغامض فى قلب التاريخ الفرعونى لا يمكن قبوله على أنه كان مصادفة ـــ على حد قول د. مصطفي محمود ــــ بل من المؤكد أنه جاء معبرا عن أصل شعبي حاربه الكهنة من قديم الزمن وسعوا فيه ومعهم الملوك لعبادة تماثيل الأنبياء والصالحين على النحو المعروف فى سائر الحضارات وتكرر فى الجزيرة العربية كما تكرر فى الحضارات الصينية والهندية مع بوذا وكونفشيوس وهم من أهل التوحيد قبل الميلاد بثمانمائة عام وتوارثتهم الحضارات وعبدوهم فى النهاية
يضاف إلى ذلك أن الاهتمام الفرعونى بحياة ما بعد الموت يصل حدا لا يمكن وجوده فى حضارة وثنية على الإطلاق , لاختلاف المبادئ نهائيا بين الأسلوبين فالوثنيون لا يعتقدون بالبعث وحياة الآخرة , وهو ما أخبرنا به القرآن الكريم أن حجة الأمم السابقة كانت دائما هى إنكار تصور بعث الموتى ,
وهذا ما لا ينطبق على الحضارة الفرعونية حيث كان اهتمامهم بالبعث وحياة الآخرة أكثر من اهتمامهم بحياتهم التقليدية , ولابد لهذه المعتقدات من أصول تاريخية لا نعرفها فى التاريخ البعيد , خاصة وأن القرآن الكريم كان حاسما فى أن كل أمة من الأمم تتابعت فيها الرسل والأنبياء ولكن القرآن اقتصر فى الذكر فقط على 25 نبي ورسول منهم بينما ثبت فى الحديث الصحيح أن عدد الرسل 314 رسول بينما عدد الأنبياء 124 ألف نبي !!
وهذا يشير إلى أن ما نعرفه من تاريخ البشرية على الأرض لا يساوى سطرا فى كتاب التاريخ المجهول !
ويبدو الأمر أكثر وضوحا عندما نتأمل التحقيق القرآنى لقصة فرعون فى قوله تعالى ..
" وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه "
وهو التعبير القاطع عن وجود الإيمان داخل الشعب وخروج الفئة الضالة بسبب أهواء الحكم وحصرها فى الكهنة والملوك , وهو ما أكده أيضا موقف السحرة الذين واجهوا موسي عليه السلام فآمنوا به ورفضوا التراجع أمام بطش فرعون الذى مزق أجسادهم وألقاها فى نقاط مختلفة من صعيد مصر وكان هؤلاء السحرة هم " أسيوط ـ إسنا ـ أرمنت ــ سوهاج ــ أخميم " ولا زالت البقاع التى أُلقيت فيها تلك الجثث تحمل أسماء هؤلاء السحرة حيث تعد أسيوط قلب محافظات الصعيد وعلى حدودها محافظة سوهاج , وأخميم هى أشهر مدن محافظة سوهاج , وإسنا و أرمنت مدينتين متجاورتين تقعان جنوب الأقصر بأربعين كيلومترا تقريبا
هذا بخلاف موقف المصريين العوام من موسي عليه السلام وقومه حيث أمدوهم بما أعانهم على الرحيل
وآخر نقطة تخص هذا الأمر هى أن جميع الأمم السالفة التى طغت وبغت أرسل الله عز وجل إليها ما قضي عليها قضاء مبرما , مثل عاد وثمود وإرم والنمروذ وقوم لوط وأصحاب الأيكة وغيرهم .. بينما ظلت الحضارة الفرعونية بشعبها وعوامها بمنأى عن أى عقاب الهي عام , أو إهلاك بطريقة تامة , واقتصر عقاب الغرق على فرعون وحاشيته وجنوده ممن اتبعوه وهذا مما يؤكد على استمرار التوحيد فى المصريين منذ قدوم إدريس عليه السلام ..
والبدايات المتشابهة تؤدى للنهايات المتشابهة فكما استقبل المصريون دعوة إدريس وموسي عليهما السلام استقبلوا المسيحية بالبشر واعتنقوها وكذلك عندما جاء عمرو بن العاص وعلى أبواب سيناء استقبلته قبائل البدو بالترحاب وانضمت جيوشهم لجيشه وقادهم عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وعلمهم الإسلام لينطلقوا مخلصين مصر من يد الرومان لتنشأ الحضارة الإسلامية بمصر بتأيد كاسح من جموع القبط المصريين
هذه هى الحضارة الفرعونية التى نبذ البعض منا أسباب الفخر بها والبحث فيها باعتبارها حضارة وثنية دون أن نكلف أنفسنا ساعات قليلة لنتبصر فيها تاريخ بلادنا التى احتفي بها الغرباء وأهملها الأبناء
ويحز فى نفس كل إنسان أن يخلط البعض بين مصر كدولة وكشعب وبين حكوماتها أو حكامها ..
فمسألة الإنتماء لنظام الحكم هذه يسميها الناس فى العادة نفاقا للحكام , وتحت تأثير المصالح , وهى كذلك بالفعل , وبالتالى فإن انتقاد الحكام مهما بلغت قسوته فهو أقل القليل فى مواجهة مظالمهم , وهو أمر مطلوب فى كل عصر
أما التنكر للبلد ذاته كبلد , فهذه الخيانة التى لا تحتملها نظرية وجهات النظر !
وقد ذكرنى موقف بعض المتنكرين أو الساخرين من البلد وهم من أبنائها بمقولة أحد كبار السياسيين السابقين التى قالها لجمال مبارك إبان حقبة التجهيز التوريث قبل الإطاحة بهم , حيث قال له :
إنك وأبيك تحكمون بلدا لا تعرفون قيمته ..
وهذا صحيح تماما , ومن أغرب الغرائب أن ما تفردت به مصر من صفات لم نسمعه من أبنائها , بل الإشادة والإنتماء كان من غير أبنائها بل ومن أعدائها أيضا !
فمن ناحية العرب أنفسهم فإن كل قطر عربي يري فى مصر ما لا يراه بعض أبنائها , وقديما وحديثا سمعنا من رموز المفكرين والحكام العرب مشاعر إنتماء حقيقية وإدراك تام لقيمة أرض الكنانة وهى من السعة بحيث لا يمكن أن يحتويها مقال أو كتاب واحد , ويكفي أن نعلم أن من أطلق على مصر لقبها الشهير ( أم الدنيا ) كان الرحالة ابن بطوطة وهو الرحالة المغربي الشهير , والمؤرخون العرب هم من أطلقوا عليها اسم ( المحروسة ) بكل ما في الكلمة من دلالة عميقة
وقد وصف أحد المفكرين العرب مصر بوصف والله ما سمعته من أحد قبله رغم أنها صفة واردة فى القرآن إلا أنها لم تلفت نظرنا بمثل ما قاله , فقد عقب هذا الكاتب قائلا :
كيف لا نحب مصر أيها الأحبة وهى البلد الوحيد التى تجلى رب العالمين على بقعة من أرضها !!
والحديث فى هذا الجانب عن فضائل مصر يضيق به المقام ومن أشرف الفضائل ما ورد فى القرآن الكريم تصريحا وتعريضا وتخصيصا , وفى السنة النبوية فضلا على أقوال الصحابة والعلماء عبر العصور ..
أما أعداؤها ..
فقد شهد لها من أباطرة وحكام العالم من حاربوها وحاولوا احتلالها وهى أكثر البلدان التى حاول الغرب غزوها , وهم فى محاولتهم الغزو ما سعوا إلا إلى ضمها طمعا فيها وليس عداء أو رغبة فى التدمير ! , ولهذا جاءا الإسكندر وتودد للمصريين باعتناق عقيدتهم وأغرى الكهنة بتنصيبه إبنا لآمون , وجاء نابليون وتودد بكل السبل لشيوخ الأزهر ونزل لمصر بكل مخترعات فرنسا الحديثة , وحاول البريطانيون عبر ثمانين عاما استمالة الشعب المصري بأن نقلوا كل التكنولوجيا المتقدمة إليها فكان خط السك الحديدة المصري ثانى خط فى العالم , وكذلك خطوط التلفونات والمواصلات , ورغم كل هذه المحاولات لم ينجح محتل واحد فى إقناع المصريين بكف المقاومة أو النظر إليهم كحلفاء , ولم يسمح المصريون لحاكم من خارجها بحكمهم إلا إذا كان هذا الحاكم جاء مصر داعيا لعقيدة التوحيد , ولهذا سارع المصريون باعتناق المسيحية والإسلام فور اقتناعهم بصدق هذه العقائد ..
القصد من ذلك أن التغنى بفضائل مصر وحبها ليس كما يروج البعض هو من الشعارات أو استعادة التاريخ لمجرد التحسر بل هو تأسيس وتكريس لعدم اليأس من الحاضر مهما بلغت المصاعب , والكثيرون يظنون السب والشتم والتقريع للبلد ومن فيها هو من الواقعية والتعقل والنظر إلى الأمام والمصارحة مع النفس !!
بينما هو من صميم التخلف ودناءة التصرف ,
فالله عز وجل علمنا ألا ننهر الوالد الكافر المشرك الذى يحمل الإبن على الشرك ! , ورغم هذا أمرنا أن نصاحبهم فى الدنيا معروفا , فكيف ببلد له مثل هذا التاريخ العريق
فالتغنى السلبي بمصر هو التواكل المرفوض أما إدراك تاريخها واستنباط أحداثه ودروسه لاستعادة ريادتها فهذا هو العلاج الناجع الذى كانت مصر به تنهض من كافة كبواتها
أما الشيئ المحرم والمنبوذ هو اتخاذ الإنتماء لمصر كمبرر للفخر فهذا هو ما نسميه فى الشريعة ( دعوى الجاهلية ) لأن الفخر مذموم فى كل شيئ , أما الإعتزاز فهو المطلوب , فالإعتزاز بالإنتماء للدين والوطن دافع للترقي ومماثلة الأسلاف , أما الفخر الفارغ أو التعالى فهو من دلائل الإنحطاط الخلقي فضلا على حرمته الدينية ..
نخلص من هذا إلى أن تاريخ الحضارة الفرعونية وتاريخ مصر بعموم ــ وهى أقدم دولة نظامية فى العالم ــ تحمل حضارتها كمّا معرفيا فياضا أسس الغرب عليه جامعات بأكملها تعمل فى هذا المجال منذ قرن كامل , وتستخرج منه فى كل يوم اكتشافا جديدا وعندما فتح المسلمون مصر ــ ورغم قلة الإمكانيات ــ إلا أنهم كتبوا ورصدوا وأضافوا إلى المكتبة العربية دراسات شيقة عن الحضارات السابقة ,
أما فى عصرنا الحديث فتعالوا لنلقي الضوء على كيفية معالجة متصدرى مشهد الإعلام والثقافة اليوم للتاريخ الفرعونى !!
وهى معالجة سأعتبرها مجرد فاصل مضحك يوضح فقط إلى أى مدى وصلت عقليات مثقفي عصر مبارك بل وبعض شيوخه ..
فمنذ تفجر أحدث الثورة المصرية فى يناير 2011 , ومع حالة الإنفلات الإعلامى خرجت فى الإعلام قضايا أقل ما يقال عنها أنها قضايا تعبر عن مأساة شعب بأكمله يعانى من كل أمراض الحضارة ورغم هذا لا يجد النخبة قضايا تشغلهم إلا صراعات الديكة وتناطح الثيران ليصبحوا مسخرة للعالمين ,
فمن يُطلق عليهم علمانيون اليوم يخرجون إلى الفضائيات بأفكار شاذة ويتعمدون أن تكون متصادمة مع أى منطق فضلا على أنها تدل على فراغ حقيقي يثير المأساة , فهؤلاء لم يكتفوا بأنهم ممثلي العلمانية فى بلادنا بكل تهافتها , بل إنهم جلبوا العار حتى للعلمانية نفسها كفكر ومنهج , ولهذا وجدنا كاتبا كبيرا ومعظما من إعلام مبارك يخرج على الناس فى صبيحة أحد الأيام بمقال فى جريدة الأهرام بلا أى مناسبة على الإطلاق , مقال بلا طعم ولا لون ولا رائحة , يدعو فيه الرجل إلى حل مشكلة سماها مشكلة قصة فرعون مع موسي عليه السلام فى القرآن !!
وأوضح قائلا أن رواية القرآن الكريم لقصة موسي تسبب له حرجا بالغا كمصري ! , باعتبار أن العاطفة الدينية تدفعه دفعا لأن يناصر سيدنا موسي , بينما عاطفته القومية تدفعه لمناصرة فرعون باعتباره حاكم مصري !!
وبالطبع يضيق التعبير واللغة عن وصف هذا الهذيان وهذه المحاولات المقيتة لتسول إهتمام الناس وإثارة أى ضجة مفتعلة بعد خفوت الأضواء حولهم !
وفى الجانب المقابل تسبب بعض المنتسبين للسلفية مع الإخوان فى إعطاء الفرصة الذهبية لتيارات التغريب كى تجهر ببذاءاتها ضد الحضارة الإسلامية وعلى نحو غير مسبوق تحت زعم محاربة التشدد , وبالطبع كان للمتنطعين دور كبير فقد خرج بعضهم ليقول بأن الصحابة عندما فتحوا مصر كانوا ينتوون هدم الآثار الفرعونية لولا أنهم لم يمتلكوا الوسيلة لهدمها !!
واستدل أحدهم بمصادر تاريخية كفتوح مصر لابن عبد الحكم وغيرها , ومن دواعى الأسي بالطبع أن نقول بأن الرجل دلس على المؤرخين , وهذا الكلام لم يقل به عالم أو محقق من مؤرخى مصر الإسلامية أو حتى مؤرخى الإسلام المعتمدين , فقد دخل عمرو بن العاص مصر وترك معابدها وتماثيلها كما هى ولم يمسها ,
أما قصة محاولة هدم الهرم فهى لم تكن محاولة لهدمه أصلا بل كانت لنقبه وحدث هذا فى أيام المأمون بعد سنوات طوال من الفتح الإسلامى وبغرض البحث عن الكنوز المدفونة فيه ولم يكن للأمر أى علاقة بالعقيدة !!
والأنكى من هذا أن هذا القائل الذى حاول فرض وجهة نظره على التاريخ فذهب للقول بأن المسلمين انتووا هدم المعابد والأهرامات ولكنهم افتقدوا الوسيلة , ولست أدرى من أى مصدر تاريخى معتبر أدرك هذه النية !
هذا فضلا على أن كتب التاريخ الإسلامى لم تحتو استنكارا واحدا من الصحابة أو ممن جاء بعدهم لوجود هذه الآثار نظرا لانعدام مبرر الإستنكار هنا لأنها لم تكن كأصنام مكة تُــعبد من دون الله , بالإضافة إلى وسائل الهدم فى هذا العصر لم تعجز عن هدم حصن بابليون الذى اقتحمه عمرو بن العاص رضي الله عنه فى الفتح فهل ستعجز أمام المعابد والتماثيل !
وما كان لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه , وهو إمام من أئمة الموحدين والرجل الذى بادر لقطع شجرة الحديبية عندما زاد الناس فى تعظيمها وعزل خالد بن الوليد رضي الله عنه درء لفتنة المغالين فى بطولاته , ما كان لمثله أن يسكت على شيئ يمس التوحيد فى بلاد تحت حكمه ولو اضطر لهدمها بأظافره , وهو ما يشير بوضوح إلى أن هذه القضية لم تطرح أصلا على مائدة النقاش لانعدام المبرر
وقد ظلت فى مصر تحت الحكم الإسلامى أيام الأمويين والعباسيين وكان العصر قد تطور لدرجة كبري وصنع المسلمون أدوات الحرب الثقيلة التى هدموا بها حصون الروم فلماذا لم يستخدموها فى مصر ؟!! , وفى عهد المعتصم تمكنت أدوات الحرب الإسلامية من اختراق حصون عمورية وهى أحصن بلاد الروم قاطبة , وكان نجوم علماء المسلمين الجاهرين بالحق موجودون فى ذلك العصر , مثل أحمد بن حنبل والشافعى أئمة السنة فى ذلك العصر فضلا على علماء مصر المشاهير من حماة السنة كالليث ابن سعد ومن تلاه كالعسقلانى والسيوطى ولم نسمع أن أحدهم تكلم فى هذه القضية ..
وثمة حجة أخرى قال بها قيادى سلفي شهير وسبقه لسانه فيما يبدو حيث حلف على صحتها ! , فقد احتج بأن التماثيل والمعابد الفرعونية كانت كلها تحت الأرض ولهذا لم يرها المسلمون الأوائل لهدمها !!
ولست أدرى والله هل تبلغ الدرجة فى التعسف بالأدلة لهذا الحد !! ؟
ففضلا على أن القول بهذا يناقض القول الأول الذى أثبت وجود الآثار ظاهرة لكنه عزا عدم هدمها لعدم الإستطاعة , فإنه أيضا قول بلا دليل ولا تقوم به حجة
ونقول نعم هناك معابد وتماثيل كثيرة كانت مطمورة تحت الرمال واكتشفها علماء الآثار مثل تمثال أبي الهول نفسه ومثل بعض معابد الصعيد , ولكنها دون شك كانت قلة نادرة أمام المعابد والأهرامات والتماثيل القائمة والراسخة منذ عهد بنائها وحتى اليوم !! , ولو ظل هذا القائل بهذه النظرية حتى آخر عمره ليجد دليلا تاريخيا واحدا على أن الفتح الإسلامى لم ير هذه المعابد أو أنها كانت مطمورة فلن يجد
بل العكس هو الصحيح ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
[1] ــ مصطفي محمود ــ لغز الهرم الأكبر