عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2015, 10:07 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالدكتور زياد الحكيم

استمتعت بالقصة و التحليل كما المعلومات عن همنغواي .

هو فعلا أسلوب قوي لنقل الصورة الصادمة للحياة ، رغم ما تبدو عليه الأحداث من بساطة فهي تعبر عن الرتابة القاسية التي تستهلك من عمر الإنسان أكثره ، الشعور بالوحدة أو أرق الحياة كما حاول همنغواي رسمه في النص لم يجد له من الحلول الكثير ، مما يجعل قصته تصدم القارئ المتعود على أن القصة هي مجال لتعميق الانفصام ، أي نقل القارئ من عالم مليء بالتناقضات و واقع رتيب إلى عالم حيوي مرن لا يفتقر فيه الفرد إلى الحلول .
الكاتب نقل صورة لتحطم رغبة المتعة على صخرة العمر ، ناقش الحلم و عدم قدرته على الصمود ، ناقش الثرثرة كخصوبة خادعة تملأ الخواء ، ناقش التأمل كذرات فراغ تعمق العزلة . ناقش الاندماج كمقصد يتضاءل تحت إكراه الوحشة و تتشظى روابطه بفعل توغل سمو الذات . ناقش النهاية كقلق ناجم عن حب الحياة و كخلاص من ضياع الإنسان و فقدانه للإحساس .

مكان مضاء يعني فيه إضاءة و شفافية تكنس ظلمة الزيف و النفاق و اللامبالاة ، مكان نظيف ونقي خال من منغصات الإحساس بالجمال . و هذا التوصيف الحي للمكان هو ما يجعل المفارقة قوية في النص ، فالقلق في النص ناجم عن الزيف بين المظهر و الثقافة ، بين حب جمالية النور و سلوكيات مظلمة و قبيحة ، تجعل النفس في الأخير غير قابلة للالتئام و الإحساس بالتوازن .

تحياتي