عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
22

المشاهدات
8056
 
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية

زياد القنطار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
385

+التقييم
0.11

تاريخ التسجيل
Sep 2014

الاقامة
سوري ...أعمل في سلطنة عمان

رقم العضوية
13217
10-31-2014, 08:00 PM
المشاركة 1
10-31-2014, 08:00 PM
المشاركة 1
افتراضي ممـــرٌ آمــــنٌ..قصة قصيرة ..زياد القنطار
ممـــــــــــرٌ آمــــــــنٌ


[justify]أول عهدي بالأناقة الكاملة ,ما عهدتُ هذا التجانسَ في ملبسي ,قبل اليوم ..بدلةٌ بترولية ُاللون ..ربطةُ عنقٍ حمراء .حذاءٌ أخذَ نصيبه الكامل من العناية والتلميع .كل شيء يضج بلمسة جديدة, تسريحة شعري ومشطٌ جديد أفرجت عنه أمي للتو من صندوقها إكراماً واحتفاءاً بخطوتي الجديدة نحو أمل يرتسم في عيون من حولي ...كل شيء كان مختلفاً إلا صباحي ,بقي كما هو لا فنجان قهوة ولاقطعة "كيك " مرافقة له ..!! المكواة التي فردت وجه بدلتي ,كتلة الحديد ذاتها ,التي لن تستكمل عملها إلا بقطعة من الصفيح تفرد فوق نار بابور والدتي وهو ليس تعدي بالمطلق على جناب مكواتنا , وإنما للحفاظ على أرضيتها نظيفة ,من مخلفات الحرق المرافق لنفث (زيت الكاز من فالة البابور الذي تحضر نكاشته دائماً مسعفة )
الفطور المعتاد نصف رغيف خبز أكرم وجهه بمسحة من لبن ,وكأس شاي ..يومها لتعذر وجود ورق الشاي ,استعيض عنه ببعض قشورالليمون التي كانت قد جففت لمثل هذا الطارىء...
في حلتي الجديده تهيأت للخروج من منزلي إلى حيث سيقلني الباص ,إلى المدينة لألج باب ذاك المعهد الذي تقت لتفاصيل يومه الأول مستعجلاً بداية العد التنازلي لأحظى بتلك الصفة التي سترافقني طوال حياتي وما أسعدني أنتزع اعتراف كل من حولي بها ..."أستاذ "..نعم أناهو من سيكون الأستاذ زياد ...
بالعودة للباص .. فهومن الطراز الحديث .لم يكن يشابه قطع الحديد من أمثاله في حينها ..في رد صاحبه على سؤال أحدهم ــ الذي استرقت السمع إليه ــ عن قوة محركه,,سمعته يقول ..إنه بقوة ثمانية عشرَ حصاناً ,وحماراً ,,,!!! وعندما استهجن السائل مقهقهاً حشر الحمار مع معشر الأحصنه ,,أجابه صاحب الباص أن الحمار لم يكن إلاهو "إي صاحبه" الذي اشتراه ,,,!!!
يومها لم أحفل بكل تلك العيون التي كنت متأكداً أنها تتفحص أناقتي ,ولم ألقِ بالاً إليها .. كان همي عين بذاتها أحرص أن يرتسم فيها بريقاً مبعثه أناقتي المفرطة ,تمهد السبل للمصارحة بمحبة طالما أرهقني تأجج نارها في داخلي .بحرصي على عدم لفت الأنظار إلى حب وحبيب لايمكن أن تثلم أحدهما بالمجاهرة في تلك الأيام فلذة العشق في ذاك الزمن مواراته .
على آخر كرسي في ذلك الباص من جهة النافذه ,جلست بحيث أختلس في انشغال المسافرين بأحاديثهم الجانبية بعض النظرات الساهمة لعين الحبيب,وأتشاغل عن عيون الفضوليين بتقليب بعض أوراق تخص استكمال تسجلي في المعهد .
لم يكد باصنا يتجاوز نهاية تلك الصعدة المفضية إلى أولى شوارع المدينه ,حتى نفث محرك صاحبنا سحابة من الدخان الأبيض في داخل صندوقه ,حجبت الرؤية عن الجميع , وبات كل من فيه يتلمس طريق النجاة ,مع ضجيج لا تعرف مصدره وصراخ نسوة ,وطلب اللطف والاستغاثة ,وكثرة دعاء تحسب معه الخلق في يوم الإفاضة,,,وهنا استنفرت كل خبراتي في التعامل مع الكوارث والحالات الطارئة ,وهي فرصة مواتية لأسجل سبقاً في فتح ممرات عبور للنجاة ,,غير باب الباص الذي فتح طبعاً ,ولن أترك هذا الموقف دون استثمار بطولي يزيد من إعجاب من أحرص على إثارة إعجابهم ...!!!! بحركة واحدة ,,,بمرفقي ضربت زجاج النافذة التي بجانبي , فاستجاب وكانت حركة ناجحة فتحت من خلالها طاقة نجاة مسعفه لمن تعسرت به سبل النجاة ,قذفت بجسدي من النافذة ممسكاً بشبك الباص العلوي ,وما همني ردة فعل الزجاج الذي ثأرت بقاياه على حافة النافذة من بطولتي بتمزيق ما طالته من بدلتي , كان أملي معقوداً على ذلك التصفيق المدوي الذي يثني على حكمتي في التعامل مع مثل هذه الظروف الطارئة ,نعم فالبطولة تقتنص اقتناصاً ولا تأتي إليك لتخطب ودك , مع حرص أن تشهد تلك العين التي لايهمني أن يرى غيرها فعلي الخارق ذاك ,, ضاقت النافذة على جسدي ,فاستطعت تخليص نصفه ,والنصف الآخر مازال داخل الباص ,حاولت مراراً ولم أفلح ..ووقعت الكارثة الحقيقية ..!! نظرت للأسفل كل من كان في الباص ,قد غادره قبل أن أكسر زجاج نافذتي ..كلهم نجوا بأنفسهم حتى قبل شروعي بتأمين الممر الآمن كي يخرج منه الجميع ,,,,,أيادي المحسنين دفعت بجسدي مرة أخرى إلى داخل الباص ,وبدت المسافة كأنها أميال بين نافذتي وبابه من فعل خطوات انكساري المتثاقلة وعيون تعلقت بي وارتسمت بها ابتسامة ساخرة حشرت انتصاري في زاوية خيبتي...
[/justify]


هبْني نقداً أهبك حرفاً