عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2016, 06:47 PM
المشاركة 2231
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ملخص بحثي المرتبط بالعلاقة بين اليتم والعبقرية ---منهجية البحث ومن ثم النتائج :

دعني اولا اذكر بكيف بدات الحكاية وكيف سارت بتلخيص ثم نصل الي الاستنتاجات حسب ما ورد في مداخلتك ...

- كانت البداية حتما عندما كنت في الثانية حيث وقعت مصيبة اليتم عندما فاضت روحي أمي وهناك على ما يبدو حدث ما حدث في خلايا الذهن والذي ترك بصمته على نفسي وشخصي ...


- مرت الايام وبعد وصولي الي مرحلة الوعي والإدراك لما يدور حولي عرفت بصورة مدوية بان خالتي وهي زوجة ابي بعد موت أمي ليست أمي وان أمي مدفونة في فناء المنزل وكان لهذه المعلومة الصاعقة اثرا مزلزلا على نفسي.

- أظن ان طاقة هائلة كانت تحركني منذ تلك الاحداث واذكر انني كنت أسعى لاكون الافضل في كل شيء افعله، وكنت مثلا لا اكتفي بالدفاع في لعبة كرة القدم وانما أحاول في نفس الوقت الهجوم وتسجيل الاهداف وملئ الفراغ الذي يمكن ان يحدث.

- في وقت مبكر اصبحت اميل الي الادب ولو انني فتنت بالعلوم وكنت اقرأ كثيرا حتى في وقت مبكر وصرت اخربش خواطر وأبيات شعرية.

- في حوالي سن السادسة عشرة وبينما كنت اطلع على سيرة حياة الكاتب الروسي توليستوي وجدت انه يتيم وانه فقد امه وهو في سن الثانية وانه لم ير صورة والدته أبدا وهذا ما اشترك معه فيه فانا أيضاً لم اشاهد صورة لامي ولا اعرف كيف كان شكلها.

- هنا ولد في ذهني سؤال هل يمكن ان يكون هناك علاقة بين الأمرين موت الام والميل الادبي ؟

- ومن هنا بدات مسيرة البحث عن سر الابداع بشكل عام وعن العلاقة المحتملة بين اليتم والابداع .

- كان مقدرا لي ان اتخصص في مجال الادب الانجليزي مما ساعدني في الاطلاع غلى النتاج الادبي العالمي وكان دائماً همي الخفي في هذه المرحلة البحث عن جواب للسؤال هل هناك علاقة ؟ ام لا ؟

- وجدت ان كثيرا من الكتاب كان فعلا يتيما لكن ليس كل الكتاب وهذا أوقعني في حيرة واشعرني بالإحباط ولكنني لم اتخل عن فكرة ان هناك علاقة بين الأمرين وصار همي البحث عن أدلة شافية وتفسير منطقي علمي لتلك العلاقة على الرغم من وجود أدلة بانه لا يمكن تعميم الفرضية .

- لاحقا وبعد تعمقي في دراسة علم النفس عرفت ان علماء النفس اكتشفوا العلاقة بين التجارب الصعبة وبين الابداع والمرض النفسي traumatic experiences لكنهم لم يربطوا بين اليتم والابداع ولو ان اليتم حظي باهتمام لكن فرويد مثلا اعتبر ان موت الادب يحدث أزمة اوديبية عند البنت اكثر منها أزمة مرتبطة باليتم نفسه.

- سافرت الي الولايات المتحدة لدراسة الماجستير في الادب الانجليزي ( أدب مقارن ) وبهدف توسيع واستكمال البحث حول تلك العلاقة المفترضة .

- اخترت في مجازفة لم اكن متأكد من عواقبها ان اكتب رسالة ماجستير حول الفكرة على الرغم ان اللجنة المشرفة كانت غير مقتنعة تماماً بان هناك علاقة بين اليتم والابداع وان اليتم شرط للإبداع وكان عضو اللجنة الدكتور جورج يشير الي همنجوي مثلا بانه ليس يتيم فكيف نفسر ذلك ؟

- على كل حال اتفقت مع اللجنة توسيع البحث بحيث يتم ربط الابداع الادبي مع الفقد من كافة انواعه creativity and object loss ولكنني وباتفاق مع اللجنة اخترت ان ابحث بتعمق في العلاقة بين اليتم والابداع عن ثلالثةأمثة من الكتاب اختارتهم اللجنة وهم سلفيا بلاث ورالف السون وبابلو نيرودا.

- خلال بحثي عن تاريخ النظريات التي حاولت تقديم نظريات للإبداع كجزء من رسالة الماجستير تبين ان البعض سبقني في محاولة ربط اليتم بالإبداع وان بعض الأبحاث والدراسات تعود الي القرن الثامن عشر لكنها كانت دائماً تصل الي نتيجة انه لا يمكن الجزم بأهمية اليتم كعامل حاسم يؤدي الي الابداع من واقع البيانات الاحصائيه .

- لكني بقيت مصمما على بحث الموضوع وقد تمكنت من إقناع اللجنة بان هناك حتما ما يكفي من الشواهد في حياة وادب الكتاب الثلاثة موضوع البحث التي تشير بان هناك علاقة بين اليتم لديهم وابداعهم وقد استخدمت في ذلك التحليل النفسي المبسط لتقديم الأدلة .

- وافقت اللجنة المشرفة على الاستنتاجات بان هناك علاقة بين اليتم عند الكتاب الثلاثه والابداع لديهم على الاقل لكن لم يكن من الممكن التعميم بان اليتم شرط للإبداع لعدم وجود دليل احصائي على الاقل.

- ظل اهتمامي في الموضوع قائما بعد تخرجي وظل ايماني بأهمية اليتم في خلق الابداع بعد ذلك رغم النتائج المحبطة التي توصلت اليها خلال دراسة الماجستير.

- كنت دائماً اشعر بان طريقة اختيار العينات في الدراسات الاخرى هي المشكلة والتي تجعل النتائج غير حاسمة .

- صار همي ان احدد عينة دراسية محايدة ولكنها صحيحة تمكني من بحث الموضوع بصورة علمية .وتعطي نتائج صحيحة.
يتبع ...

*