عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2015, 08:18 PM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سورة البقرة:
قال الله تعالى في بدايتها:
(الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5))
فقد مدح الله طائفة من الناس و سماهم المتقين و من أوصافهم الإيمان بالغيب مطلقا و منه الإيمان بوجود الله و عرشه و كرسيه و حملة العرش و الملائكة و النبيين من لدن آدم إلى محمد عليه الصلاة و السلام ، و إقامتهم للصلاة و الإنفاق في ما يحبه الله من زكاة و صدقة و كذلك يؤمنون بكل ما أنزله الله على الأنبياء و ما أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم من وحي في القرآن و السنة ، مع يقينهم باليوم الآخر حيث الحساب و الثواب و العقاب ، ثم ختم بكونهم هم الهداة المفلحون.

و أنا أقسم بالله الذي نزل هذا الكتاب المبارك إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم هم سادة المتقين بعد الأنبياء و المرسلين.

و لو ذهبنا نذكر شواهد على كل صفة مما وصفهم الله بها لطال المقام و لكن أكتفي بهذه الحادثة التي تبين مدى تصديق الصحابة
بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم من ربه تصديقا لا يشوبه شائبة من شك أو جدل ، فقد ورد في الحديث الصحيح :
( أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ابتاع فرسًا من أعرابيٍ فاستتبعَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لِيقضيَه ثمنَ فرسِه فأسرع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المشيَ وأبطأ الأعرابيُّ فطفِق رجالٌ يعترضون الأعرابيَّ فيساومونه بالفرسِ ولا يشعرون أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ابتاعه فنادى الأعرابيُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال إن كنتَ مُبتاعًا هذا الفرسَ وإلا بعتُه فقام النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين سمع نداءَ الأعرابيِّ فقال أو ليس قد ابتعتُه منك فقال الأعرابيُّ لا واللهِ ما بِعتُكَه فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بلى قد ابتعتُه منك . . . فطفِق الناسُ يلوذون بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والأعرابيِّ وهما يتراجعانِ فطفِق الأعرابيُّ يقول هَلُمَّ شهيدًا يشهد أني بايعتُك فمن جاء من المسلمينَ قال للأعرابيِّ ويلك النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لم يكن ليقولَ إلا حقًّا حتى جاء خزيمةُ فاستمع لمراجعةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ومراجعةِ الأعرابيِّ فطفِق الأعرابيُّ يقول هَلُمَّ شهيدًا يشهد أني بايعتُك فقال خزيمةُ بنُ ثابتٍ أنا أشهدُ أنك قد ابتعتَه فأقبل النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على خُزيمةَ فقال بم تشهدُ فقال بتصديقِك يا رسولَ اللهِ فجعل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شهادةَ خُزيمةَ بشهادةِ رجلَينِ.)*
فالشاهد قول هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه حين سأله الرسول صلى الله عليه و سلم : بمَ تشهد؟
فقال رضي الله عنه: بتصديقك يا رسول الله. فهذا الصحابي يصدق كل ما نطق به رسول الله و لو لم يشهد المشهد ،و جاء كلام الصحابي مفصلا في رواية ضعيفة:
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من أعرابي فرسا فجحده الأعرابي فجاء خزيمة بن ثابت فقال: يا أعرابي أتجحد ؟! أنا أشهد عليك أنك بعته فقال الأعرابي: إن شهد علي خزيمة بن ثابت فأعطني الثمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خزيمة إنا لم نشهدك كيف تشهد ؟! قال: أنا أصدقك على خبر السماء ألا أصدقك على ذا الأعرابي ؟! فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين فلم يكن في الإسلام رجل تجوز شهادته بشهادة رجلين غير خزيمة بن ثابت) **
________________
* و ** : موقع الدرر السنية موسوعة الحديث و هذا ارابط الحديثين :http://www.dorar.net/hadith?skeys=%D...A&st=a&xclude=

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا