عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2014, 01:01 PM
المشاركة 199
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أبو مسلم البهلاني
هو الشاعر أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي العماني ، ينحدر من سلسلة عريقة النسب ، حيث كان جده عبدالله بن محمد البهلاني قاضيا في أيام دولة اليعاربة على وادي محرم ، كما أن أباه الشيخ سالم بن عديم البهلاني كان قاضيا للإمام عزان بن قيس _ رحمه الله _ الذي كان إماما لعمان سنة 1285هـ إلى 1287هـ.
ولد الشاعر سنة 1273هـ في قرية محرم موطن آبائه ، وهي من أعمال ولاية سمائل التي اشتهر أهلها بالشعر والأدب والفقه
غادر الشاعر عمان إلى شرق أفريقيا - زنجبار - وكان سفره إليها سنة 1295 هـ في زمن السلطان برغش بن سعيد سلطان زنجبار ؛ حيث كان والده سالم بن عديم البهلاني قاضيا للسلطان المذكور في زنجبار ، بعد وفاة الإمام عزان بن قيس
بقي الشاعر في زنجبار خمس سنوات ثم رجع إلى عمان سنة 1300هـ ، ثم عاد إلى زنجبار مرة ثانية سنة 1305هـ ، حيث بقي هناك حتى وافته المنية ، في شهر صفر سنة 1339هـ / 1920م.
انصب جل شعره في مجالين مجال التسابيح و الاذكار و مجال التحريض على الثورة ضد الظم و الاستعمار .

قلت : و هو إباضي المذهب صوفي الطريقة يؤمن بعقيدة ( وحدة الوجود) .و للإباضية و المتصوفة احتفاء كبير به و بشعره.
و أبو مسلم يدعي أن شعره من قبيل الوحي أو الإلهام الإلهي على طريقة أتباع وحدة الوجود من كل مذهب:
( صرّح أبو مسلم البهلاني في مطالع الأشعار/ الأذكار في أكثر من موضع أنها إلهام رباني جرى على لسانه، أو هبة من الله تعالى أخرجها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة. وقد يثير هذا الأمر إشكالاً حول المسؤولية الفنية والفكرية لهذا الشعر، ونسبة أبي مسلم هذه الأشعار إلى الإلهام يدل على أنه نظمها في حالة روحية وفكرية وشعورية استغرق فيها في الذكر إلى الحد الذي جعله يحسّ أنها إلهام، وهذه بعض أقواله في نسبة شعره إلى الإلهام: قال في حديثه عن شروط الذكر الأول: “فإن مفيض النور جل جلاله وتقدست أسماؤه ببركة أسمائه وصفاته أفاض على لسان عبده العاجز منظوماً يحتوي أسماءه الحسنى الواردة بها السنّة المطهرة، ثم على ما ورد به القرآن العزيز مِمَّا زاد على الوارد به أصح الأحاديث النبوية. ولفيض شعابه بالأنوار والأسرار والبركات لما تمّ بوهب الله وهدايته سميته الوادي المقدس”(، وقال في شروط الذكر الثالث “قال أبو مسلم: نزلت بقضاء الله وقدرته نازلة لم أجد للخلاص منها سبيلاً حتى تداركني الله برحمته ولطفه، فوهبني هذا الذكر بأن أخرجه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة إجراءً على لساني”.
وليس شعر أبي مسلم وحده هو الفيض الرباني، بل كذلك رأى شعر سلفه من أهل الطريقة فهو يرى أن ما صدر عن الشيخ “القطب الجليل العارف بالله سعيد بن خلفان الخليلي” من شعر أو نثر “برهان قاطع على أن علمه كشفي وهبي لا يطيق أداءه إلاّ من أكرمه الله بالوصول، وأقامه مقاماً رفيعاً من المدد والفتح، ومن جملة ما أفاضه الله عليه هذه القصيدة الجليلة …) *

و المعجم الصوفي الداعي لوحدة الوجود و وحدة الشهود ماثل بجلاء في شعر أبي مسلم البهلاني:
( ...

من شعره ومن هذه المصطلحات: “الجمع” في قوله:
هو اللهُ باسمِ الله في كل لحظة بأسرار سِرّ الجمع جمع تشتتي
و”الفناء” في قوله:
هو الله باسم الله شاهدت اسمه فتاهت بأفناء الفناء أنيّتي
و”الشهود” في قوله:
هو الله باسم الله أنسي شهوده ولو غيبته العين متّ بوحشتي
و”المحق” و”المحو”(:
هو الله باسم الله محق إرَادتي مرادي وإثباتي لمحوي بغيتي
وقد جاء في التوسل إلى الله تعالى بهم قوله:
بالسادة الأبدال بالأقطاب بالسادة الأفراد بالأحباب
وبرجال الغـيب بالأنْجاب بالنقبـاء الطهر بالأطـياب
بالسـادة الأوتـاد بالغـوث الأبـر
ومن فكر الصوفية الذي يتجلى لدى أبي مسلم “الحقيقة المحمدية” وأجدها في قوله:
فلا كمال لمخلوق وليس به بل إنما فاض منه الفيض للفطر
لا عرش لا فرش لا كرسيّ لا ملك لا إنس لا جنّ لم يمدده بالخَير
أب لكل وجود أصل مبدئه منه، ومنه مداد الأنفس الطهر ) **

من شعره الوجودي :
_ قصيدة (خمرة الله) :

نصبت لهم من نير الذكر معلما = وبوأتهم من أنفع الذخر مغنما
وصيرت نفسي خادما ً لطريقة = بها هام أهل الله في الأرض والسما
فيا لرجال الحب والكأس مفعم = هلم اشربوا هذا المغنى ترنما
عصرت لكم من خمرة الله صفوها = فموتوا بها سكراً فما السكر مأثما
لقد هام أهل الاستقامة قبلنا = بها فانتشوا بين الخليقة هيما
تراهم سكارى ينشر الجمع فهمهم = ويطويه نور الفرق في أبحر العمى
ملأت لكم دني شرابا مروقا = وحركت أوتاري فأنطقت أعجما
وغنيت في شرب هم الرسل كلهم = تقدم إلى باب المليك مقدما"
من كمثلي وذا الشراب شرابي = والنبيون كلهم ندماني
هام قبلي به الخليل وموسى = ثم عيسى وصاحب القرآن
هذه حالتي وهذا مقامي = فاعرفوني وانكروا عرفاني
بنور وجهك يا نور السموات = أشعل مصابيح عرفاني بمشكاتي
واملأ بحبك قلبي واجتذب رمقي = من بين أبحر أوهامي وغفلاتي
هذا النار وذا الوادي المقدس = فاخلع النعيلين والذلة فالبس
واجد أنت هدى أو قبساً = لا تجاوز أن هذا الليل عسعس
طرق الله نصبَ عيني واسرا = رأساميه أبحري وسفيني
ما الذي صدني عن الله إلـ = ا سوء أمارتي وسوء يقيني
رب غوثاه جلها ظلمات = بؤت فيها بصفقة المغبون
أنت نور الأنوار نور يقيني = في حياتي الدنيا بنور مبين

- مخمسات بعنوان ( أوجه باسم اللّه وجه شهودي) :
أوجه باسم اللّه وجه شهودي
لعز جلال اللّه رب وجودي
تسابيح اخلاصي له وصمودي
سموط ثناء في سموط فريد
__
بكل لسان قد بثثن وجيد
وحب له في لب قلبي وقشره
وخوف يوازيه رجاء لبره
وشكر ومن لي أن أقوم بشكره
وحمد تغص الكائنات بنشره
إذا نشرت منه أجل برود
-----
وشوق يذيب النفس لا عج حره
ووقفة مضطر أسير بفقره
واخلاص سر نوره حشو سره
وذكر له تحيا النفوس بذكره
ويبعث قبل البعث من هو مودي
----
صرفت مرادي فيه طوعاً لصرفه
حقيقة ذكري أنني عين ظرفه
حباني به طيباً عرفت بعرفه
تعطرت الآفاق من طيب عر
فه فما مسك دارين يشاب بعود
-----
يبشر بالزلفى كريم مقامه
ويستغرق الأسرار سكر مدامه
يصب حيا الأنوار صوب غمامه
ويزري بنور الشمس نور ابتسامه
إذا ما تجلى في صحائف سود
-----
تجردت من نفسي فلم يبقَ لي أنا
وطارت هوى روحي بأجنحة الفنا
لمن هو أهل المجد والعز والغنى
لمن هو أهل الحمد والمدح والثنا
لذي الفضل والألاء خير مفيد
------
لمن وحدته المبدعات سواجدا
لمن عرفته الموجدات حوامدا
لمن مجدته الممكنات صوامدا
لمن سبحته الكائنات شواهدا
بتوحيده واللّه خير شهيد
-----
لمن سخر الأشياء في الأرض والسما
لمن كان بالمخلوق أحفى وأرحما
لمن بسط النعماء منا وتمما
أعاد وأيدى من أياديه أنعما
فيا أنعم المولى بدأت فعودي


__________________
*من مقالة بعنوان ( الخِطَابُ الإِلَهِيُّ فِي شِعْرِ أبي مُسْلِمٍ البَهْلانيِّ ملامِحُ وظَوَاهر)للدكتور / مأمون فريز محمود جرَّار ،وردت في موقع : تادارات موقع الدراسات الإباضية

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا