هو ليس نـثـــــرٌ ولا قصيد ولا شيءٌ يــمتُّ لــ اللّـغةِ بِصـلةٍ..
إنّــما هي نفـثةُ المصدورِ من ألمِ النّوى.. هي لوعــة المأسور من نارِ الجوى..
هي زفرة قلبٍ بـآلام البـَــينِ إكتوى..
شجى فهـيّجَ لــظى الهمومِ بإثــرهِ.. وأجّــجَ ذفــرة أشواق البِـــعادِ بِـلُـــــبِّهِ..
حتّى بَدى كغُصنٍ رطيبٍ ذوى من دوحِهِ.. ونجـمٍ بـهيٍّ هَوى من عـلِّه
آهٍ لــهُ .. كان الفـــداءُ لمن ترحَّــــــل مُكـرهاً عن ربــعِه..
بـانُوا وخـلّفوه رهـينَ تــــباريحِ الأسى ..
مُــلقـاً تحت أسمـــال الدُّجــى.. مُضـــنَاً يُقاسي شـحــــط النّوى .. آهٍ لــهُ
حَــتّامَ تَلْحوه مُلِــمّاتُ الجوى متحـــيّراً يشكو الهموم والشّوق يحتدمُ الخُطى
ألا منّوا عليه تعطّفاً فقد أشـجاهُ البِعــادُ تلـــهُّفاً
وحنّوا عليه تكرّماً بوصــالهِ.. وصلوا حبل نوالكُم بحبـــالهِ
عَسى أَن تجود له أقداره بالقربِ ويرفل في ظلالِ ضِلالِه
بقــلمي: محمّد عبّــاس الموصلي
12-شعبان-1436هـ