عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2011, 12:32 PM
المشاركة 88
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع،،
اماالفصل الاول من الكتاب فقد تضمن دراسة بعنوان ( الكتابة والجنس المحرم ) وجاء فيهيستهل فؤاد التكرلي رحلته في الكتابة بنص انتهاكي للقيم الاجتماعية السائدة. وسيظلهذا النص محتفظا بانتهاكه لاخلاقيات المجتمع الذي ولد فيه. وبسبب من هذا الانتهاك،بالتأكيد، لم يقدم على نشر نص “بصقة في وجه الحياة” المكتوب في العام 1948 الا بعداكثر من خمسين عاما. وهو النص الوحيد الذي خصه الكاتب من بين جميع اعماله بمقدمةتناولت الشروط المتنوعة التي ولد فيها؛ وليس تأخير النشر السبب الوحيد الذي دفعهالى كتابة مقدمته هذه، فالرسالة الانتهاكية التي ينقلها النص جعلت من هذه المقدمةامرا ضروريا ايضا” ، ويعود ليؤكد المؤلف ان النص كان متكوناً من نصين حيث يقوليتكون النص “بصقة في وجه الحياة”، بهذا الحساب من نصين : النص التخييلي المكتوب عام 1948، والمقدمة التي تصدرته عندما نشر. ويجب ان نثبت اولا ان هذه المسافة الزمنيةمثلومة ان صح التعبير، لان النص المكتوب في العام 1948، لم ير “النور” الا في العام 2000؛ اي مثلومة من جهة تواصلها مع القارئ. فلقد ظل حبيس درج المؤلف وبعيدا عنتداول القراء، رغم ان بعض النقاد تسنى لهم الاطلاع عليه بحكم علاقاتهم الشخصيةبالمؤلف. ولكنه مع ذلك لم يعش زمان القراءة طوال تلك الفترة الطويلة التي هي عمرالثقافة العراقية الحديثة تقريبا “.
وفي الفصل الثاني من الكتاب والذي جاء تحتعنوان ( العائلة والمجتمع ) فقد قال فيه الناقد “ كانت العائلة الميدان الرئيسوالاثير الذي اراده التكرلي في كل مشواره الادبي، وبالنسبة لي ستكون هذه المؤسسةالاجتماعية من جهة علاقتها بالعالم الاجتماعي السياسي دليلا الى تقسيم مسيرة كتابةالتكرلي على مرحلتين، الاولى: مرحلة الكتابة الاجتماعية الخالصة، المنكبة على تناولالعلاقات الاجتماعية والعائلية دون الخوض، صراحة ام ضمنا، بالحاضنة التاريخيةالسياسية التي تنمو فيها شبكة العلاقاتهذه.
اما المرحلة الثانية فسوف تشهدكتابته انعطافة لترتيب علاقة قدرية بين السياسي والاجتماعي. ان للسلطة السياسية فيالمجتمع العراقي اثرها الكبير على طبيعة العلاقات الاجتماعية والعائلية وعلى كتابةنفسها.
حدث هذا التغير الجوهري في كتابته بعد العام 1966. ففي هذا العام سيبدأرائعته الرجع البعيد وسينهيها ببطء سلحفاتي في العام 1977، لتنشر في العام 1980. وسيكتب في غضون ذلك ثلاث قصص “الصمت واللصوص” (1968)، و”التنور” (1972)، و”سيمباثي” (1972)، وثلاث مسرحيات؛ وهي “الصخرة” و”هروب او متهمون سياسيون”، و”الطواف” وجميعهاكتبت في العام 1969. ومن حيث السبق الزمني ارى ان قصة “الصمت واللصوص” اول عمل يلمعالى بعد جديد لم نعهده في كتابته من قبل. وتحتاج هذه القصة وقفة خاصة هنا “.
فيما حمل الفصل الثالث قراءة آخرى لنصوص التكرلي وتحت عنوان ( القراءة ) حيثيقول المؤلف “ نوهت فيما تقدم الى ما يمكن ان تفعله القراءة في بعض شخصيات التكرلي،والنتيجة التي تنهض امامنا من كل ذلك هي ان القراءة، لا سيما قراءة الرواية والادبعموما، تجتث صلة الفرد القارئ بمن حوله، وبالمجتمع الذي يعيش فيه. كانت هذه موضوعةاساسية في معظم ما كتبه التكرلي، وستبلغ امثل صورة لها في رواية المسراتوالاوجاع.
تزخر هذه الرواية بمستويات عديدة، متداخلة، ومتناسجة، يفضي كل واحدمنها الى الآخر، يمنحه ابعادا ودلالات تنتثر عبر القراءة واعادة القراءة اكثر منمرة. ولعل فرز احد هذه المستويات، بعد ان تناولنا في الفصل السابق بعض اوجهها،وتسليط الضوء عليه، للكشف عن بعض الوسائل والاساليب الفنية التي تضمنتها هذهالرواية، يساعد على الكشف عن اسلوب جديد في الكتابه ينتهجه التكرلي في بناء الشخصيةالرئيسةز فكان بناء هذه الشخصية ثمرة تطور وتبلور لهذه الموضوعة نفسها توفر عليهماالتكرلي بمرور الزمن “.
اما خاتمة الكتاب فقد جاءت بتساؤل للمؤلف اتى تحت عنوان ( اللا سؤال واللا جواب ) حيث قال فيها “ لقد كان ادب التكرلي عن حال هذا الفردالمقهور سياسيا واجتماعيا كما جسدتها رواياته وبعض قصصه في ما اسميته بالمرحلةالثانية من كتابته الادبية. فجميع شخصياته لم تكن تريد اكثر من الاستمرار في العيشوالبقاء، مجرد البقاء، مكتفية بذلك من دون الدخول في مغامرة التفكر في نوع ومنزلةوجودها، لان تفكيرا كهذا سوف يورطها في سؤال وجواب في مجتمع متقلب لا يبعث علىالطمأنينة. وعلى الرغم من كل الحذر الذي تنشأ عليه هذه الشخصيات، فانها تذهب ضحيةهذه التقلبات الجذرية. بل يحاسب هذا الفرد حتى على احلامه.
ولهذا الغرض بالذاتكتب التكرلي مسرحيته: تتمة (خزعبلة في حوار) في العام 1992”. ويعد هذا الكتاب مهماًنظراً لما احتواه من تحليل نفسي وادبي لاغلب نصوص الناقد الراحل فؤاد التكرلي ، كماانه كتاب سيغني المكتبة العراقية ، التي افتقدت في الفترة الاخيرة الكتاب النقديالعراقي الحقيقي.

==

الرجع البعيد
في "الرجع البعيد" صدى يستدعيك لاجتياز تخدم الوجدان العراقي، التغلغل فيه عبارات، كلمات، ومشاهد تصبح من خلالها واحداً من الأسرة العراقية التي اختارها فؤاد التكرلي لتكون وقائع حياتها محور روائية، يصدر من خلالها الواقع الحياتي العراقي بكل أبعاده الاجتماعية السياسية الاقتصادية... رواية لم تقف على أعتاب الكلمات، بل تجاوزتها لتقف على أعتاب الإحساس الإنساني المتفاعل مع محيطه أينما كان وحيثما كان.