عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2011, 02:57 AM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
اليوم الثاني

يوم الوحي

" اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ " ( العلق 3)


كانت مكة تموج بالمباهج والمسرات ، وقوافل التجارة في حركة دائمة ، والأسواق مفعمة بمباريات

الشعر و الرياضة ، ودار الندوة مليئة بزعماء العشائر والقبائل ، ، ،

ومجاثم الأصنام حول الكعبة،وخارجها زاخرة بالوافدين يهتفون باللات والعزى

وتمضي الأيام في مكة هادرة صاخبة ، مليئة بفجورها وتقواها ، وما أندر تقواها . . . . .

* * *

لكن إن كانت مكة يومئذ بلاد الأوثان ، ، فقد كانت من قبل وطن الحنفية السمحة

التي هتف بها إبراهيم عليه السلام . . . .

فبعيداً هن ذلك الصخب وتلك الحياة ، كانت روح نقية ورعة سامية ، تتطلع للحق ، وتبحث عنه ،

تتطلع إلى ملة أبيها ، ،
قال صلى الله عليه وسلم:

{
إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل

كنانة واصطفى من بني كنانة قريشآ واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم }
رواه مسلم

كان صلى الله عليه وسلم يدرك عن طريق روحه حاجته وحاجة قومه ، بل وحاجة البشرية كلها إلى دعوة

إبراهيم عليه السلام ، تسمو بهم وترفعهم إلى عبادة الخالق وحده . . . .

ومع كل يوم كانت روحه تسمو وتضيف إلى رصيدها مزيداًمن الصفاء والألق

وأخذت سمات النبوة تظهر عليه ، فكان لا يرى رؤية إلا جاءت كفلق الصبح

* * * *


وذات نهار من شهر رمضان سنة تسع وستمائة للميلاد . . والرسول في الأربعين من عمره ، ،

جاء اليوم الموعود ، ، ، يوم الحي والاصطفاء ،،

وإليكم نبأ ذلك اليوم كما جاءت في الصحيحين :


وقفات مع يوم الوحي


نستطيع أن نستخلص من هذا اليوم العظيم يوم الوحي ما يلي : _




لماذا كانت أول كلمات الله لرسوله ( اقرأ ) . . ! ! ولم تكن ( صلّ ) ، ( صُمْ ) ولا (تعبّدَ ) . . ! ! ؟ ؟

هذه الكلمة لخصت جوهر الإسلام ، وبينت حقيقة مبادئه ، فهو ليس دين عقيدة فحسب ، وليس دين

سلوكي فقط ، لكنه مع هذا وذاك دين حضارة ، صالح لكل زمان ومكان ، ،

* * *


• لعل الضمات الثلاث التي ذكرها النبي صلى الله علي وسلم " فغطني حتى ظننت أنه

الموت " تدبيراً مقصوداً حتى يتسع جسده وروحه للقوة الجديدة ، ليحتمل عبء الرسالة والجهاد

* * *

إن انقطاع الوحي عنه لفترة كان فرصة ليستوعب الجسد هذه القوة الجديدة

، وفرصة له صلى الله عليه وسلم ليتعود الصبر والاحتمال في سبيل الدعوة

* * *


• كان موقف السيدة خديجة جديراً بما اختاره المولى لها لتكون زوج رسول الله صلى الله عليه

وسلم، فقد تلقت المفاجأة بثبات فريد ، وموقف عظيم


* * *

هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً