عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2015, 04:17 PM
المشاركة 8
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]

مرحباً بك مرة أخرى أخونا الفاضل الأستاذ محمد جاد .. والذي يذكرني دائماً بأمثال محمد جلال كشك والعلامة محمود شاكر ..
فمصر ولادة كما يقولون .. ولم تعدم أمثال هؤلاء ..
أبدأ من مشاركتك الأخيرة وأقول :
هذه ثمرة الخلط بين التقليد والتجديد ..
فالذي يدعوك لتجديد الفكر والاستنارة ثم تجده يقدم لك فكراً منحلاً ومنحولاً من الغرب والشرق على أنه تجديد
هو مخلط لايعرف الفرق بين التجديد والتقليد .. يحارب الجمود وهو راسخ في الجمود الفكري .. يتصور الجمود
جموداً على تراثه العريق وفقط .. ثم تجده حجرياً متحجراً مع فكرأساطين اليونان والرومان ربما أبعد في حجريته
من هؤلاء الذين كانوا يرقصون في الكهوف
حول النيران .. ومالفرق بين ان يرقص أحدهم عارياً أمام صنم في كهف وبين أن يفعلها بالروب والبايب!!

بالنسبة لموضوع الفراعنة ..

لاشك أن الواحد منا يفرح إذا ما وجد ما يثبت بالدليل أن أسلافه كانوا موحدين ..
لكن بشرط الدليل الساطع والبرهان القاطع.. لا بمجرد العصبيات العرقية وإلا صرنا مثل الصوفية الذين صادموا الحديث
الصحيح الذي فيه إثبات موت والد النبي عليه السلام على الشرك .. لمجرد العصبية والعاطفة ..
وانا أحسبك يا أستاذ جاد من أولئك المناصرين للمبدا القرأني : قل هاتو برهانكم .. ومن أبعد الناس كذلك عن العصبيات
الحزبية وغيرها .. لذا انتظر منك زيادة بحث في تلك
المسألة والإفادة بمعلومات أكثر وأكثر .. مع التنبيه على المردود العملي على المواطن المصري من إثارة ذلك البحث ..

فكرة اندثار العلم وعبادة الصالحين من دون الله لا يمار فيها أحد وهى مسطورة من زمن نوح وإلى يومنا هذا في المشاهد والحسينيات ..
ولا يستبعد أن تكون المعبودات الفرعونية كانت لبعض الصالحين لكن هناك جزء متفق عليه وهو أن
الشرك طرأ على التوحيد عند المصريين القدماء .. متى؟ وفي أي مرحلة من التاريخ ؟ المهم أن النهاية ختمت
بالشرك ولاشك أن الإنسان هبط الأرض موحداً ثم كان الشرك بعد ذلك بالانحراف عن عقيدة التوحيد الحقة ..
والحكم العام على عموم جماعة ما أو طائفة ما لا يلزم منه وقوع ذلك الحكم على كل الأعيان .. كان المصريون في زمن
موسى عليه السلام على الشرك .. هذا حكم عام .. لكن كان هناك مؤمن أل فرعون .. وكان هناك السحرة الذين تابوا ..
ولاشك أن هناك غيرهم ..
موضوع اخناتون .. لو صح ما نقل عنه ومن صراعه مع الكهنة هذا يؤكد وجود الشرك وتغلبه في البلاد ولا ينفيه
كما أن الدعوة لنبوة اخناتون دونها خرط القتاد .. لأسباب .. النبوة مصدرها الوحي ولسنا مطالبين بالتفتيش
عن انبياء لم يخبرنا بهم الشرع ( والشرع هو المصدر هنا فالأمر عقيدة )ولو كان في معرفتهم خير لنا لأخبرنا بهم الرب جل وعلا ..
ويبقى الإيمان العام بكل الانبياء والرسل هو عقيدتنا .. سواء عرفناهم أم لم نعرفهم..
ثانياً .. لو صح ما نقل إلينا عن اخناتون فهو دعا لعبادة أله واحد وهو الشمس .. فيكون قد وحد الشرك وجعله
شركاً في إله واحد باطل .. ولا يقنعني ما يقال ان ذلك تحريف من الكهنة لديانة اخناتون .. للتضليل .. أقول الصراع
بينه وبين الكهنة ليس من أجل طبيعة الإله .. بل من أجل الكساد الذي سيحل عليهم بتعطيل عبادة بقية الأله وإلا فالشمس
هي الإله الرئيس عند معظم الوثنيين قديماً وحديثاً .. فراعنة .. يونان .. فرس .. رومان .. فما الذي سيجنونه من تحريف
اسم إله اخناتون للشمس .. وهم يعبدون الشمس أيضاً كإله كبير ومعه أيضاً ألهة معاونة ..
هذا بالنسبة لموضوع اخناتون .. تبقى فيما يحضرني الأن مسألة أثار الفراعنة والجدال حول موقف المسلمون
الأوائل منها .. هل تركوها عن عمد .. وهل تركهم لها دليل شرعي لجواز التصوير وصنع التماثيل ..
الجدال يثار عادة لعدم تحرير موطن النزاع .. والإجمال بغير تبيين .. ودخول أنصاف العلماء في الموضوع
من جانب وفي الجهة المقابلة أنصاف العالمانيين او صبيانهم .. وهم مثل الكبريت والنار مهمين جداً لعملية الاشتعال..
لكن نأتي لمسالة أثار الفراعنة .. لاشك ان لكل حكم علة .. ويترتب عليه حكمة ..ونحن لا نتعبد الله بالعلل والحكم لكن
نتعبده بالطاعة فيما أمر وإن لم تنكشف لنا العلل ثم الحكم ..
لكن يظهر الكلام في العلل كلما ظهر من يطعن في الحكم لعدم توفر العلة .. أو تحريفها او الاقتصار على علة دون النظر لباقي العلل..
لقد حرم ربنا التصوير ( لا أقصد الفوتوجرافي طبعا فهو أمر حادث ومختلف فيه )وصناعة التماثيل لذوات الأرواح بنصوص قاطعة ..
والحكم الشرعي في الصور الطمس .. يبقى التنزيل على الواقع وفقه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه
وهذا باب أخر ..
لكن يظهر لك ( من التغريبيين بأصنافهم عالمانيين وإسلاميين) من لا يقنع بالفتوى التي مؤداها:
( أن هذا ليس أوانه - أو تركه أولى للصالح العام - أو غير ذلك .. )
بل يريد الاعتداء على الحكم ذاته .. يقول لك علة تحريم الصور والمجسمات هى أنها تعبد من دون الله ونحن لا نعبد
أثار الفراعنة .. إذن عمل الصور والمجسمات لذوات الأرواح حلال لأنها لاتعبد !.. وكأن لسان الشرع قد قصر عن إستدراك
تلك الحقيقة المدعاة ..
وأين نحن من قصة قوم نوح مع صور صالحيهم .. هم لم يصوروا صالحيهم ليعبدوهم من دون الله أصلاً ..
بل الشرك طرأ عليهم بعد ذلك باتباع خطوات الشيطان .. وأول خطوة كانت .. صناعة الصور للتذكر والتفكر والتدبر ..الخ
ثم أن المتكلم بتلك العلل كأنه يتصور الشرك وعبادة الصور والتماثيل وحتى أثار الفراعنة ومعبوداتها قد انمحى من على ظهر البسيطة ..
الجماعات السرية الباطنية ماتزال تتعبد عند الأهرامات وتقيم الاحتفالات لذلك ..
ثم من قال أن علة التصوير لذوات الأرواح هو الوقوع في الشرك وفقط .. هناك نصوص واضحة في حرمة التصوير بعلة
المضاهاة لخلق الله .. وأين نحن من أثر ابن عباس مع صانع الصور ونهيه إياه حتى تغير وجه الرجل من الرعب
لما سمع الوعيد .. أنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة ..هنا نصحه ابن عباس بالبعد عن تصوير ذوات الاوراح وفقط ..
الأن الحكم ثابت .. نأتي هنا لمسألة ...
هل ترك بعض الصحابة والتابعين لتلك التماثيل والصور إن كانوا رأوها أصلاً بمصر لما فتحت .. يعد دليلاً لترك الحكم بالنص الشرعي ؟!..


يتبع إن شاء الله.. فقد طالت المشاركة جداً .. استمحيك عذراً يا أستاذ جاد على الإطالة..
[/justify]