عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2013, 11:36 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


تحية للأستاذ عمر و الأستاذ عبد الستار ناصر .

المسرح أبو الفنون ، قوته التشخيص و الحركة الميمية ، إضافة طبعا للحوار المعبر . إذا كانت الرواية للكتابة للقراءة ، والأسلوب ، و الشعر جوهره الإلقاء و النظم ، فالمسرح تمثيل بالدرجة الأولى .
قبل التمثيل لا بد من اختيار فضاء مناسب ، يضع الجمهور في المكان و الزمان و الحقبة ، الديكور والإنارة عاملان حاسمان في نجاح العمل المسرحي ، لذلك أكاد أرى الأشخاص أمامي هنا يتحركون على الخشبة ، أكاد أتحسس المشهد كاملا وهنا قوة كاتب السناريو المسرحي .
المقبرة ، تعبير صارخ عن الفناء ، تعبير عن انسداد الآفاق ، تعبير عن المصير الصادم ، تعبير عن نهاية الآمال ، تكاد تكون الأطلال تحمل نفس التعبير و الصورة لم تتغير كثيرا ، فقط الأطلال تفيد أن الحياة كانت هنا بمعنى أدق ، و تفيد الحنين إلى الماضي و استرجاع الأمجاد ، تعبّر عن عدم مجاراة الجيل الحالي لما قدمه الأقدمون ، تعبر عن الإفلاس في التجديد .

بداية النص بالظلام و انعدام الإضاءة ، إقحام مسرحي للمتلقي في الجو العام ، الذي يشير إلى ظلمة الآفاق ، و استفزاز حواسه .
اختيار الأشخاص غلب عليه الطابع النسوي ، هنا ليس فقط لأن النص يتناول العنوسة كظاهرة اجتماعية ، رغم أنها ليست إلا مجرد قنطرة للتعبير عن الوجع الحقيقي وإن كانت تمثل تمظهرا من تمظهرات الخلل العام الذي تواجهه الأمة .
المرأة هنا تعبير عن الخصوبة تعبير عن الحياة ، تعبير عن الرغبة في التواجد ، تعبير عن الوطن . حتى اختيار أولئك النساء لم يكن اعتباطيا فيكاد يمثل الفسيفساء العامة للأمة ، الحالة الاجتماعية ، والحلالت الوجدانية للأفراد ، و الإثنيات ، والتوجهات السياسية.

سأكتفي بهذا القدر
وأترك النص مفتوحا للجميع

تحياتي لكم أستاذي