عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2013, 04:35 PM
المشاركة 8
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لأنني من المدافعات عن حرية المرأة و كيانها المستقل استفزني عنوان يحتوي مفردة العوانس و توقعت أن أجد نصا يكرس المجتمع البطريركي و تذكرت على الفور " ترويض الشرسة " لشكسبير و لكن تعودت أن يكون العنوان مخاتلا و يخفي في ثناياه الكثير
و العنوان احتوى على مفردتين متضادين (جمهورية ) مما يوحي بديمقراطية و حرية و (العوانس) مما يشير إلى مجتمع أبوي لا يعترف بالمرأة ككيان إلا من خلال ذكر يلحقها باسمه
و لكن الدخول في مفاصل النص يقول بأن هذه المسرحية هي بمثابة بيان رقم أول لثورة على مجتمع لا يحترم هذه المرأة و ثورة على اقتتال بني الانسان و ما يخلفه من دمار و فقد و قيم سلبية بينما ليس له ايجابية بالمطلق
و المرأة هي سر الكون ففيها تكمن بذرة الحياة و يبقى الرجل عاجزا عن هذا بالمطلق .. إذا لا وجود له دون هذه الانثى
هن سبع نساء و رجل واحد في دلالات لا تخفى على القارئ فالمرأة هي مركز الخلق و الخصوبة و الرجل واحد لا يقدر على التنوع الذي تستطيعه المرأة
سبع نساء ، سبع سماوات .. أرضين سبع .. سبع عجاف .. سبع حصاد، سبع حرث، سبع خطايا و سبع فضائل ، سبعة أيام لخلق الكون استخدام الرقم سبعة كان ذكيا جدا بحيث يحيل القارئ إلى انثيالات و انزياحات عميقة
و أحاطت هؤلاء النسوة بجوانب متعددة للمرأة في رمز إلى المضحية كأم يسوع و المنتظرة كبينلوبي و المتسلطة كالليدي ماكبث و المترددة كأوفيليا .. الخ
و كان تحريك الشخصيات على الخشبة في طريقة دائرية غير هادفة إلى شيء سوى أن تنقل للمتلقي التردد و الحيرة و التيه الذي يعيش به مجتمع كامل حطمته الحرب و الفقد و الانتظار لرجل أتى في نهاية المطاف عاجزا و من أجل هذا أغفل الكاتب أسماء الشخصيات ليعطيها أرقاما و كأنه اعلان لفقدان الامل في أي تغيير .. إذا ما نفع الاسماء ؟ نحن نسير نحو عالم نصبح فيه مجموعة من المرقمين ينتظرون نهاية ما كما يقول الياس كانتي في مسرحيته " المرقمون "
في أرض يباب كهذه مر عليها طائف العقم ليس ثمة ضوء يلوح في الأفق
أ. عمر مصلح
مع نص مسرحي متألق سعدت أن أكون هنا
ينشر في مجلة منابر ثقافية مع التقدير
تحيتي لك دوما