عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2016, 05:05 PM
المشاركة 21
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالسادة الأساتذة

الزمن كمفهوم كما يقدم حتى لأطفال الصغار لمحاولة ملامسته كبعد حقيقي ، ينطلق من ركيزتين هما :
التعاقب : وهو توالي أحداث معينة خطيّا حدث يتبعه حدث ، مثلا أقوم من النوم ثم أغسل ثم أتناول فطوري .
التزامن : وهو أحداث كثيرة تحدث بشكل غير تعاقبي ، يعني تحدث في اللحظة ذاتها . طفل يقرأ طفل ينصت له و طفل غير منتبه يلعب . إدراك مفهوم التعاقب و توالي الأحداث و أو تزامنها يشعرك بوجود الزمن ، و بعدها تنطلق إلى التعاقب المنتظم " أشياء تتكرر بانتظام يوميا أو موسميّا و غيرها ، و منها تنطلق لتحديد الوحدات الزمنية ، يوم،شهر، سنة و قس على ذلك نحو الوحدات الصغرى أو الكبرى .

لا أعتقد أنك ستفهم الزمن بدون إدراك مفهوم التعاقب ، حتى السببية أيضا جزء من إدراك مفهوم الزمن ، فالسببية تعاقب حدثين بشكل شبه مستمر في ظروف خاصة ، حتى أن الغزالي لا يؤمن بالسببية " العليّة " كمفهوم فلسفي بل يعتبر أن المنطقي أكثر هو هذا التعاقب المتكرر أما نفس النتيجة فهي غير مضومنة ، و كان هذا من جمل ردّه على الفلاسفة و الحكم عليهم بالتهافت .

أما ارتباط الزمن بالمكان والحركة فهو لا غبار عليه ، فالزمن داخل حتّى في العلاقات الفزيائية بكثرة مثلا عندما تريد قياس مقدار تسارع جسم مع جسم آخر فلا يمكن الاستغناء عن المكان وعن الزمن للتعبير عن الحركة ، فهو حاضر فزيائيا بشكل لا يقبل حتى أدنى مرتبة شكّ .

الخلاصة : فزيائيا الزمن موجود .

الميتافزيقا ، شيء آخر

أولى المؤشرات هو الجانب الميتافيزيقي في الإنسان ، " النفس" لا أعتقد أن الزمن يؤثر في الجانب الميتافيزيقي عند الفرد كما يؤثر في الجسد ، فنجد أشخاصا مراهقين على طول عمرهم ، كما نسمع كثيرا عن الطفل في داخلي الذي يبقى دائما حاضرا ، كما أن النفس تؤلمها أحداث مضت ، وتفرحها أحداثا متوهمة قد تأتي وغيرها من الإشارات التي تتفاعل معها النفس لحظيا وهي غير موجدة في اللحظة التي تمارس فيها الفعل . وهذا ما يلغي الزمن بطريقة ما .

الروح حسب البعض جزء ربّاني في الفرد غير خاضعة للزمن لهذا لا يتحدثون عن فناء الروح بقدرما يتحدثون عن فناء الجسد و غيرها من التفسيرات فهي لا تخضع للزمن . هناك تفسيرات عديدة في هذا الصّدد ، هناك من يعتبر الروح بعدا آخر لم يتم استكافه بعد ، وهناك من يعتقد أن هذا البعد ينهار فيه الزمن و يكون فيه كل شيء لحظيا . كما أن أغلب قضايا البراسيكولوجيا يتم تفسيرها خارج البعد الزمني .

حقيقة هذا الجانب الميتافزيقي يصعب الولوج إليه و افتراضاته مهما بلغت من الدّقة يصعب استيعابها و حتى التوافق حولها مادامت لا تخضع لقانون العليّة ، الذي به يفسر العقل أغلب الظواهر ، في انتظار استكشاف قوانين أخرى تقدّم إفادة أكبر .

تحيّة