عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2016, 12:14 AM
المشاركة 27
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بكم .

هل فعلا يوجد اتصال بين الميتافزيقا والمادة ، هذا ما خلفه الإرث الثقافي الإنساني إلى اليوم ذي البعد الروحي ، أي كما فهم الإنسان الأديان و كذا العقلانيون من الفلاسفة الذين يعتبرون العقل هو مصدر الإدراك أن يوجد يعني أن يدرك ، لكن كانط ذهب في اتجاه آخر أي ان الشيء له وجود حقيقي ، لكن العقل لا يستطيع معرفته إلا كما يدركه ، و ليس بالضرورة كما هو على حقيقته.

الزمن فزيائيا موجود كما وضحت سابقا و يدخل في علاقات فزياية محضة و له تأثيره عليها .

ما وراء الطبيعة تبقى تفسراته مجرد اجتهادات تنطلق من نصوص الوحي أو قواعد عقلية تستشف من التجربة لاستكاف هذا العالم الآخر .

إذا افترضنا صحة الانفجار العظيم الذي هو بداية تكون الكون و بداية فكرة الزمن و المكان ، فمن الطبيعي جدّا أن لا نعتقد بوجود الزمن و المكان كما هو متعارف عليه حاليا في العالم الآخر ، فعالمنا خاضع لدورات تجدّد فيها الحياة والموت تعاقبيا ، لكن إذا عرفنا أن الله وحده هو ما يوجد فوق الزمان و المكان ، فبالتأكيد فالعالم الأخروي له أبعاد أخرى تحكمه و تعطيه مفهوما آخر للحياة فيه يكون سرمديا .

المتصوفة ، ربما عندهم من التربويات الشيء الكثير لكن فلسفتهم في الآخر تقود إلى تعطيل العقل و يلغون القوانين التي بها تسير الحياة ، و يعتبرون العقل العاطفي وحده هو الصادق ، لأنه يتحد مع العقل الكلي و هذا إلى حد بعيد ما يؤمن به من يعتقدون بوحدة الوجود .

لا أعتقد أن العقل هنا يتحد مع العقل الكلي ، بل العقل ينشط في وضع الكثير من الاحتمالات و يختار الأقرب إلى الفطرة ، وهكذا يشتغل حتى الحدس أيضا .

العقل الباطن كما يفسره النفسانيون هو مجرد تراكم للتجارب ذاكرة عميقة ، لكن يتناسون ربما أن جوهر العقل الباطن هو قوة الإدراك الحقيقي ثم القدرة على طمس ما يؤلم الذات وجعله خارج سيطرة الوعي في كل لحظة ، فتتسرب تلك المكبوتات في ظروف خاصة ، إبداع مثلا ، و لا أعتقد كليّة أن ما يؤلم الذات وحده هو ما يتم كبته ، بل أحيانا حتى ما يفرحها أكثر للحفاظ على التوازن .

ظاهرة الضحك المجنون ، لا أعتقد إلا أنها تنفيس أيضا عن كميات من الفرح لا طاقة للعقل على تخزينها ، فلا بد ترجمت في عمل ساخر أو انفجر الشخص ضاحكا كما يفقد السيطرة باكيا .

هل الزمن عدو أو صديق ؟

الزمن محايد ، لكنه محفّز على الفعل ، فكما نلاحظ الصّالح يغتنمه إيجابيا ، نرى الطالح يغتنمه لممارسة الشر فكلاهما في سباق مع الزمن من أجل الفعل .