عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2016, 12:42 AM
المشاركة 25
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
للأسف هناك غياب للعقل عند المسلمين والبحث والدراسات العلمية المبدعة تكاد تكون معدومة . الامر مخيف عندما تقارن ما يقوم به الغرب مقابل ما يجري عندنا . تخيل ان واحد من المشاريع التي تبحث في مجال النانو تكنولوجي حشدوا له أربعون الف عالم وهذا يجري في امريكا لوحدها وهذه التكنولوجيا متناهية الدقة بحيث ان اي اختراق فيها سيحقق انقلاب ـهايل في كثير من اوجه الحياة . ومن بين ما يمكن عمله بهذه التكنولوجيا السفر عبر الزمن وعبر الفضاء وبحيث يتم اختصار السنوات الفضائية وعليه يصبح التنقل بين المجرات ممكنا.

اما المشروع الاخر الخطير والذي تحشد له الدول المليارات والاف العلماء فهو الدماغ ومحاولات فهم أسراره . وقد اعلن الرئيس الامريكي قبل مدة عند اطلاق هذا المشروع البحثي ان العلماء لديهم توصلوا الي معرفة 16 جزء من مكونات الذرة كما تعرفوا على المجرات على بعد 1500 مليون سنة ضوئية ولكنهم لا يكادون يعرفون شيئا عن الدماغ.

تخيل ماذا يمكن ان يحصل لو حققوا سبقا في فهم اسرار الدماغ ونجحوا في السيطرة علية والاستفادة من طاقاته ؟ قد يتحكموا من خلال هذا البحث في صناعة عباقرة على شاكلة أينشتاين بعملية بسيطه . في المقابل علم الدماغ غير مطروح في بلادنا فانت تجد مثلا ان لديهم مئات ان لم يكن الاف مراكز البحث المتخصصة في مجال علم الدماغ ولا يوجد مركز واحد في كل البلاد العربية .

ان الهوة واسعة جدا وهذا يؤشر على فهم لاهوتي للدين عندنا وهي نقطة الضعف القاتلة التي كانت اوروبا تعاني منها خلال القرون الوسطى لياتي الاسلام وينقذ اوروبا بمنهجيته العلمية العقلانية والبعيدة كل البعد عن اللاهوتية وذلك حينما تبنت اوروبا منهجية البحث العلمي عند علماء المسلمين خاصة اؤلئك الذين نشطوا في الاندلس وعلى رأسهم بن رشد بينما مال المسلمين الي رفض العقل والأخذ بالنقل فقط وهي نفس المنهجية اللاهوتية الكنسية التي اوقعت اوروبا في الظلام لقرون طويلة الي ان أخذوا بالمنهج العقلاني الاسلامي الذي تعرض للتسفيه من قبل شيوخ النقل.

لقد سقط المسلمون في هذا المازق على الرغم من وضوح التجربة التاريخية ولن يخرج المسلمون من هذا المازق اللاهوتي الا بالعودة الي المنهج الاسلامي الصحيح الذي كرم العقل ورفع من شانه.

محاولات العلماء عندهم لا تنقطع لتقديم أدلة حول ما يطرح من نظريات وهذه واحدة والان اصبح لديهم الإمكانية لتحديد اشياء غير مسبوقة بسب تطور علم الجينات .، الذي هو مجال اخر حيوي والتقدم فيه يمكن ان يوسع الهوة الحضارية بين الشعوب.

انها مسؤولية الشباب المسلم و المتعلم والمثقف إدراك المخاطر واستعادة مجد البحث الاسلامي العلمي العقلاني الذي كان سببا في نهضة اوروبا وغيابه او تغيبه اسقط الامة الاسلامية في غياهب الظلام على شاكلة ما عانت اوروبا الي ان انقذها الاسلام .

ان اشد الناس خشية لله سبحانه وتعالى هم العلماء هذا ما تخبرنا به الآية الكريمة لكننا عكسنا الآية واصبحنا نعتقد ان اشد ما يجب ان نخشاه هو البحث العلمي.

ومؤشر ذلك تلك الحملات التي لا تنقطع في رفض نظريات مثل نظرية دارون دون تقديم أدلة قطعية تؤسس لذلك الرفض والاكتفاء بالمهارات الكلامية والسفسطة الظلامية .

على العقل العربي والاسلامي ان يستعيد مجده المفقود واول خطوة في ذلك الاتجاه تأتي من تبني ما يطرحه العلماء من نظريات حتى يثبت عكس ما يطرحوه بالشكل القطعي. وعلينا ان نتوقف عن الخوف من العقل والبحث العلمي لانه دائماً يوصلنا الي التمكين الايماني.

*