عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2020, 09:28 AM
المشاركة 6
سلطان الركيبات
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: أعظم النعم (معارضة بردة البوصيري)
محمد سيد الكونين والثقليـ ـن والفريقين من عرب ومن عجمِ
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ

جزاك الله خيرا ...وهذا كلام البوصيرى وأراه أصاب وقدذهب لأبعد من ذلك بما لا يجوز وأنت اعترضت على ماهو مأخوذ من الكتاب والسنة (خير رسل الله) قرأت على عجل .. جوزيت خيرا
أخي عبد الحكم الفاضل
أيها الشاعر الجميل
لسنا هنا بصدد مزايدات على بعضنا
فكلنا نحب رسول الله (عليه وعلى كل الأنبياء السلام)
ومعارضتي لقصيدة البوصيري لا تعني موافقتي على كل ما جاء فيها
ومعارضتي هذه قديمة جدا كتبتها منذ 7 سنوات
ولا شك الفكر والنضج والتدبر والمطالعة
كان أقل مما وعما أنا عليه الآن
...
أنا قلت لك لا ينبغي لنا تفضيل النبي على من سبقه من الأنبياء
واستشهدت عليك بقول الله تعالى الواضح (لا نفرق بين أحد من رسله)
ولأننا نحن أمة هجرت القرآن تدبرا..
فأنت كنت كغيرك ممن نقول له
لا يصح تفضيل النبي محمد على من سبقه من الأنبياء
فإنه يرد بلا وعي قوله تعالى (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ).
وأقول بلا وعي وأعني ما أقول
فهو يردد ما اعتاده السابقون قوله دون عقل
إنه مجرد اقتطاع جزء من آية قرآنية من سياقها
والاستشهاد بها خلاف ما تدل عليه
ولو تدبر في الآية الكريمة ما فعل.
واسمح لي التوسع بالرد بهذه النقاط الثلاث
وسأحاول الاختصار قدر الإمكان
وأرجو أن يتسع صدرك
وتتعوذ من الشيطان الرجيم

[justify]1- الآية الكريمة تقول: ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) وتبدأ بكلمة (تِلْكَ) وهي إشارة إلى رسل سابقين ورد ذكرهم قبل تلك الآية الكريمة، منهم داود الذي ورد ذكره في قوله جل وعلا : (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) البقرة 251 : 252.. بعدها قال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ). أي يشير رب العزة الى أنبياء محددين هم داود والنبي الآخر الذي أشار على بنى اسرائيل بأن طالوت قد بعثه الله تعالى عليهم ملكا، بعد موت موسى عليهم جميعا السلام في قصة سبقت موضوع التفضيل.. وبالتحديد فالإشارة إلى ثلاثة من رسل الله هم موسى وذلك النبي الذي لم يذكر الله تعالى اسمه "اسمه في التوراة صموئيل" وداود عليهم السلام.

2- ثم تأتي الآية الكريمة تقول عنهم (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) ويأتي التفصيل في نفس الآية، فيقول رب العزة: (مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) وواضح هنا أن الكلام عن تفضيل موسى عليه السلام بالتحديد، أي إن الله جل وعلا رفعه درجات.. أي لا توجد أدنى إشارة لمحمد خاتم النبيين هنا على الاطلاق لأن الحديث عن جماعة من رسل الله تعالى لبنى اسرائيل تعقيبا على قصة من قصصهم في القرآن الكريم.

3-الأهم من هذا هو قوله تعالى (فَضَّلْنَا) في (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) وهي واضحة لكل من يبصر في أن التفضيل حق إلهي لله تعالى وحده، فالله وحده هو الذي يملك حق التفضيل، وهو وحده الذي يملك رفع بعضهم فوق بعضهم درجات. وهو أعلم بنا من أنفسنا: (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)، وهو الأعلم وحده بحياة كل نبي وسريرته ومدى طاعته وجهاده، وعلى أساس علمه بهم يأتي تفضيله لبعضهم على بعض، ولهذا تقول الآية التالية: (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)... أما نحن البشر فليس في علمنا هذا لم نر نبيا من الأنبياء ولا نعرف عددهم الحقيقي بل حتى لا يعرف ذلك خاتم النبيين محمد عليه وعليهم السلام : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)... وبالتالي فإن من يفاضل بين الأنبياء إنما يضع نفسه في موضع رب العزة جل وعلا، وليس هذا مجرد استنتاج قرآني فقط، ولكنه استنتاج عقلي أيضا فالمدرس هو الذي من حقه أن يفاضل بين تلاميذه حسب اجتهادهم الذي يراه ويحكم عليه ، وهو له منزلة تتيح له هذا وترفعه فوق مستوى تلاميذه. وذلك الذي يقوم بالتفضيل بين الأنبياء إنما يتربع فوق كرسي وينظر من أعلى للأنبياء ليقرر من هو الأفضل، أي يرفع نفسه فوقهم، وبالتالي يزعم لنفسه -دون أن يدري- الألوهية. أما المؤمن الحقيقي فلا يعطي نفسه هذا، يكتفى بتدبر القرآن الكريم والالتزام بما جاء فيه من عدم التفريق بين الرسل ووجوب الايمان بهم جميعا دون تفرقة بين هذا أو ذاك.
[/justify]
والحمد لله رب العالمين
وسلام على المرسلين

الشعر ما أوجع وأمتع