عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2848
 
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


هند طاهر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,200

+التقييم
0.43

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة

رقم العضوية
9308
01-12-2016, 01:19 PM
المشاركة 1
01-12-2016, 01:19 PM
المشاركة 1
تحليل التشدد الإسلامي !
التشدد الإسلامي / د . هاشم غرايبة

يناير 11, 2016

التشدد الإسلامي
ارتبط مفهوم التشدد يالإسلام ، فلا تسمع عبارة مسيحي متشدد أو قومي متشدد … أو حتى ملحد متشدد ! ، لماذا يا ترى ؟ .
لوعدنا إلى أصل المفهوم ، لوجدناه لغويا : يعني التصلب والتزمت والمبالغة ، وعكسه التخفيف والتسهيل ، أما اصطلاحا فهو التزمت والغلو بالإلتزام بالفكرة أو المعتقد ، إذن هو ليس مرتبطا بعقيدة محددة ، بل التصق بالإسلام حديثا ولأسباب متعددة ، أهمها فهم الأشخاص المتطرفين للدين الإسلامي ، بمعنى أن التطرف إن كان سمة فارقة للشخص فهو يصبغ فهمه للأشياء فيعطيها مفهومه ، فيظهر للمراقب وكأن التطرف سمة المعتقَد وليس المعتقِد .
وجدير بالذكر أن التطرف هو أخذ جانب قصي عن جوهر المعتقد ، وهو قد يكون أقصى اليمين أو أقصى الشمال ، أي متطرفا في تأييده لدرجة خروجه من نطاقه ، أو متطرفا في عدائه لدرجة خروجه من منطق رفضه.
وهكذا تلتقي مصطلحات التشدد والغلو و التطرف في منطقة واحدة ، لتقع كلها خارج منطوق المعتقد بدرجات متفاوتة ، بحسب البعد عن نقطة الوسط التي يتركز فيها مفهوم ذلك المعتقد .
لكن يبقى السؤال قائما : لماذا ارتبط كل ذلك بالإسلام حصرا رغم أنه ممكن في كل المعتقدات ؟
السبب الرئيس هو في الطبيعة البنيوية للإسلام ، فهو الوحيد الذي لا يعتبر مجرد معتقد فردي ، بل هو مشروع عالمي يستهدف تنظيم العلاقات بين البشر بينيا ، وبينهم وبين سائر الموجودات ، وبهدف إسعاد الناس وحل جميع مشكلاتهم ، إذن هو ليس مجرد فكرة جمالية ، أو يتوقف عند تفسير فلسفة الوجود من غير التدخل في حياة البشر ، ولما كان هكذا فسوف يصطدم بالعديد من المصالح الفردية ، ويتعارض مع كثير من الرغبات الشخصية ، ويحد من معظم النوازع الأنانية … ، من سيتقبله ويؤمن به هم العامة والمقهورين والمظلومين لأنه سينصفهم ، أما من سيرفضه فهم كل المتضررين جراء ذلك ، وبالطبع فلن يقفوا منه موقف اللا مبالاة ، ورغم أن هؤلاء ليسوا أغلبية إلا أنهم الأقوى والأقدر على التأثير فهم يمتلكون النفوذ والمال والسلطة والإعلام ، التي تستطيع قلب المفاهيم .
السبب الثاني أن الإسلام متاح دخوله لأي شخص ، ولا يحتاج إلى موافقة جهة مرجعية كاليهودية ، وليست له جهة قيادية هي المخولة بالتحدث بإسمه كالكاثوليكية ، لذلك فإن مجرد نطق الشخص بالشهادتين لا يحق لأحد تحديد موقعه ولا مستوى فهمه للإسلام ، بل يمكنه التفسير والإجتهاد وحتى الإفتاء إن استكمل متطلبات التحصيل العلمي الديني ، ولا شك أن ميزة الإنفتاح هذه التي يختص بها الإسلام لها أيضا مخاطر الفهم الخاطيء عند البعض أو المغرض عند البعض الآخر .
السبب الثالث هو ردة الفعل المعاكسة لدى من يحسون بشراسة الحرب التي يشُنُّها معادو الإسلام ، لتظهر بتطرف مضاد مساو له في المقدار ومعاكس في الإتجاه ، ولما كان هؤلاء المعادون يمتلكون وسائل الإعلام والإتصالات فهم يبرزون رد الفعل فقط ويخفون الفعل الذي قاد الى ذلك ، وعليه يظهر وكأن الدافع للتطرف هو طبيعة التشدد وأنها نابعة من منهج شرير .
كل ماذكرنا تفسير لنشوء التشدد وليس تبريرا له ، فالأصل أن الإسلام دين الرحمة واللين والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولا يوجد نص شرعي واحد يدعو إلى إكراه الناس على اتباعه ، بل تجد عددا هائلا من النصوص ترفض التشدد والتطرف :
1 – أسلوب الدعوة محدد بقوله تعالى : ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .. ” ( النحل : 125 ) ، وليس مطلوبا إجبار الناس على اعتناق الإسلام : ” لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ .. ” ( البقرة: 272 ) .
2 – طبيعة المنهج الإعتدال ، فلا تشدد ولا تفريط وذاك معنى الوسطية الوارد في قوله تعالى : ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا .. ” ( البقرة : 143 ).
3 – ليس الغلو والتشدد من الدين في شيء ، وقد أظهر أسلوب التعامل اليومي للنبي الكريم ( ص ) هذه الميزة ، فما عرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما ، وقال (ص) : ” إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم غلوهم في الدين ” ( الراوي : ابن عباس – صحيح ) ، كما قال ( ص ) ” إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه” ( صحيح البخاري : 39 ) .
4 – نهى الدين عن الزهد في الدنيا مثلما نهى عن التكالب المقيت عليها ، قال تعالى : ” وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ” ( الإسراء : 29 ) .
الخلاصة : يتبين لنا أن طبيعة الدين هي الإعتدال في كل شيء حتى في العبادة ، فالمبالغة في كل شيء تفسده كالحليب إن غليته قليلا حفظته ، لكن إن زاد ذلك عن حده أفسده ، لذلك فإن التشدد مفسد للدين ، وإن الفِرق والمذاهب التي أفرطت في ذلك اعتقادا أنه دلالة على عمق الإيمان ، لم تؤدي أفعالها إلا إلى الإضرار بالدين ، واستخدمها أعداؤه ذريعة للنيل منه ، منهج الدين كامل محدد في القرآن الكريم ، ومن زاد عليه كمن أنقص منه ، وجميع أصول الدين فسرتها السنة النبوية المطهرة ، ومن رغب عنها ، فليس من الحبيب المصطفى ( ص ) في شيء .


المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار